الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » أحبكِ.. لأنك أنتي

حديثكِ 

كالنجم في ليلتي

يسامر روحي

وينساب سحراً 

على وجنتي

 

وعيناكِ 

بحورٌ لا شواطئ لها

يغازل أحلامي

ويدنو بعيداً

 من ربا جنتي

 

وقلبي 

جناحٌ أسير الهوى

يحلق بين احتمالات حبكِ

ثم يهوي إلى 

راحتي

 

أحبكِ..

 

أحبكِ حباً

 يفوق الزمان

وأخشى احتمالاً

 بأن أكتفي

 

فكيف لقلبٍ 

يعيش اشتياقاً 

أن يغفو قليلاً 

على كتفي؟

 

وكيف لرجلٍ 

رأى فيكِ 

طيف الحياة

يرضى بعمرٍ 

يمضي دون حضنك

 الدافّي؟

 

أحبكِ..

 

دعيني 

أكون أجمل الألحانِ

وأصغي لصوتكِ 

حين يمر كعطرٍ 

بباب الأماني

 

أنتِ السطور 

التي لا تقال

وأنت الحكاية

 التي قد أعيش 

لكي أكتب المعاني

 

فهل قلت 

إني أحبكِ؟ 

وهل قلت 

إني سعيدٌ 

بكونكِ عالمي 

الثاني؟

 

أحبكِ..

 

دعيني 

أرسمكِ فوق الجبال

وأترك للحب 

لون الغمام 

الذي يحتوي فرحي

 

دعيني 

أناقض خوفي القديم

وأصبح في حبكِ 

أعظم شجاعٍ 

يقود الجيوش بلا رمحِ

 

أأعجبكِ الشاي 

يا حلم عمري؟

وهل تكتفين برشفٍ 

يمر كشمسٍ 

بأفق الديار؟

 

أما أنا 

فأفضل حضوركِ

فنجانكِ

وجهكِ من غير سكرٍ 

أو غبار

 

أحبكِ..

 

وأكرر

 للمرة الألف حبكِ

وأفنى بإثبات 

ما لا يفسر

 

فكيف أحيط 

بما فيكِ 

من مجدٍ وحبٍ

وعشقٍ مُكرر؟

 

دعيني 

أذوب 

بكل اللغات التي تعرفين

والتي لا تعرفين  

وأصنع 

من كل كلمة جسراً 

يعبرني نحو روحكِ

يا نور روحي 

المُقدّر

 

دعيني 

أختصر العالمين 

بكلمة

وأبني قصيدةً 

تختصر الحنين

 

وأزرع 

فوق نهديكِ 

ورداً 

يفوح عبيراً 

لكل السنين

 

دعيني 

أقول لكِ

صمتاً وصوتاً

وأحكي 

تفاصيل عشقٍ يغني

فإن الكلام 

سجينٌ 

 

بما فيكِ 

من شغفٍ

وأنا العاشق الحر 

بين العاشقين

 

لماذا أحبكِ؟ 

لا تسأليني

فالحب قدرٌ

وقدري لديكِ مكتوبٌ 

على الجبين

 

أحبكِ 

حباً بلا أي قيد

فأنتِ البداية

وأنتِ النهايات 

للحنين

 

أحبكِ..

 

كأن السماوات 

أهدت إليكِ 

ضياء النجوم

وكأن البحار 

تقاسمت الماء 

بين يديكِ

 

وألقت على مقلتيكِ 

ندى الغيوم

كأن الورود 

استحالت صباحاً

لتنمو على وجنتيكِ

وتنسى الهموم

 

أحبكِ..

 

كأن الهوى 

لم يُخلق سوى 

بين ضلعيكِ عطرا

وكأن الربيع 

أعار خدودكِ لون الرُمان

ونفح الزهرا

كأن الفصول 

بأمر حضوركِ

تُبدّل شتاء الحنين 

بآذار دفء الشعرا

 

دعيني أكون الفتى 

الذي يغزل الليل 

في شعركِ

 الأسودِ العابق

 

ويكتب فوق جبينكِ 

بيتاً من الشعر، 

يبقى كخاتمةٍ 

للحكايات صادق 

دعيني 

أسير إلى عينيكِ

وحدي

 

فأحملُ نجمتهما 

كالمسافر 

حاملاً فوق كتفهِ 

زاد العاشق

 

دعيني 

أحبكِ بلا قيود

كأن الزمان 

تآمر معي 

ليُبقي حضوركِ 

في عشق المساء

فأنتِ البداية

وأنت الختام

وأنتِ الطفولة

وأنت النضوج

وأنت الزهور 

التي لا تفارقني 

في الهيام

 

لماذا أحبكِ؟

 

لأن الحياة 

التي كنتُ أحياها قبلكِ

كانت ظلاً بلا شمس 

نورٍ عظيم

لأن المساء 

الذي كنت أعرفه

كان صمتاً 

بلا همسةٍ من قلب يهيم

 

لأنكِ جمّلتِ كل الفصول

وجعلتني أزهرُ في داخلي

وأحيى كزهرة ربيعٍ تُقيم

 

فدعيني أقول لكِ 

باسم المطر

وباسم الشجر

باسم العصافير 

حين تغني لتغريكِ في الفجر

 

دعيني أقدم للكون عذر وجودكِ

وأجعل حبكِ ديناً 

عليه أعيش العمر

 

أحبكِ..

 

حتى إذا صار 

الحرف بخيلاً

وجفّت بحور القصائد

ظللتُ أحبكِ 

بين ضلوعي حديثاً 

يُقال بصمتٍ شارد

فأنتِ الفريدة

وأنت الوجود

وأنت النجاة 

التي ما بعدها 

عشقاً خالد

 

أحبكِ…

 

كأن السماوات 

أهدتني فيكِ أسرارها

وكأن الوجود 

استدارَ ليجعل منكِ 

مدارها

 

كأن النجوم 

تجلّت على كفّيكِ

ترقص فرحاً

وتكتب بالضوء 

أوتارها

 

حديثكِ 

وشمٌ على صدري

صلاةٌ تتلوها 

نبضاتي

دعاءٌ

 يرفعه قلبي إلى الله

يرجو بقاءكِ 

كل لحظاتها

 

وصوتكِ... 

كنايٍ على الشطِّ 

يعزفُ

فيُثمر الحلم شوقاً

وتضحك منه 

مداراتها

 

دعيني 

أكون الذي 

لا يُرى في عينيكِ

إلا ارتحال الغمام

وأصبح ظلكِ 

حين تُغادر خطاكِ 

إلى نور السلام

 

دعيني 

أذوب كقطرةِ عطرٍ 

تُخبّئها شَعركِ

فأصير عبيراً 

يعانق جدرانكِ 

والأحلام

 

أحبكِ...

 

كأن القصائد 

وُلدت لتُقال إليكِ فقط

وكأن 

الغيم توقّف عن المطر

لينتظر خطواتكِ 

فوق الدرب

كأن النهر 

يُسبّح باسمكِ 

حين يمرّ

وكأن كل ما حولي 

خُلق ليُخبرني أنكِ احلى 

رمش الهدب

 

دعيني أصوغ 

من نهديكِ مجرّة

تُضيء عتمة ليلي

وترسل دفئها

 فوق برد الذكريات

دعيني أزرع على شفتيكِ 

حدائق

فيكبر فيها العشق 

كأنه أول 

وآخر حب

 

لماذا أحبكِ؟

 

لأنكِ 

أبعد من الحلم

وأقرب من الهمس

وأعمق من الوقت 

حين يغادر

 

لأنكِ 

امرأة 

تجتمع فيها تناقضاتي

أصير بها عاشقاً 

وملكاً 

وشاعر

 

فأنتِ في الحب 

معنىً لا يوصف

وأنتِ في الروح 

وطنٌ لا يُسافر

وأنتِ في العمر 

أغنية

كلما غنّيتها

صار للصمت 

في داخلي لحن آخر

 

أحبكِ …

 

حتى يتعب الكلام

وحتى 

يصبح وصفكِ بحراً 

بلا شطآن

 

أحبكِ 

حتى أذوب فيكِ

وأصير قصيدةً 

تُقرأ 

في كل مكان 

و زمان

 

فكوني الخلود 

في كل شعري

وكوني المدى 

الذي يكتبني بلا ندم

بلا نسيان

 

وكوني الكتاب 

الذي أُغلقه 

حين أموت

وتُفتح صفحاته 

على ضفاف 

الجنان

 

أحبكِ...

 

كأن الحروف 

اكتشفت فيكِ 

وجود المعاني

 

وكأن القوافي 

انحنت لعينيكِ

تجمّل وجه 

الأماني

 

كأن الحياة 

ابتسمت 

لأول مرة

حين مرّ عبيرك 

بين الألحان 

و الأغاني

 

دعيني 

أخبّئ فيكِ 

شتاتي

وأرسم 

على كفيكِ خارطة 

نجاتي

 

دعيني 

أكون الحكاية

 التي تبدأ منكِ

ولا تنتهي

 إلا حيث

 تتلاقى روحي وذاتكِ 

في عمري الآتي

 

أحبكِ...

 

كأن الشجر 

يكتب اسمكِ على أوراقه

ويرويكِ ماءً 

يفيض من نبع الحياة

كأن الغيم 

يحملكِ

لوحة سماوية

تُضيء بها ظلمات الروح

وتسكن بها كل الآهات

 

دعيني 

أكون الذي يُنصت لصمتكِ

ويقرأ فوق شفتيكِ

 لغة الشهد

وهمسات الحنين

دعيني 

أعيد اختراع الكلام

كي أجد كلماتٍ 

تسافر بيني وبين يقينكِ

وتسكن يقين السنين

 

أحبكِ...

 

حتى تتلاشى 

فيكِ حدودي

وأصبح نبعاً 

يسيل بظلِّ يديكِ

 

حتى أُحاصر 

بريق عينيكِ

وأُذوب كالندى 

في خديكِ

حتى أنسى 

من كنتُ قبلكِ

وأكون مولوداً جديداً 

بين نبضكِ 

وحلم شفتيكِ

 

لماذا أحبكِ؟

 

لأنكِ 

المطر الذي يغسل 

الحزن عن قلبي

والنسمة 

التي تعبر بيابسة الروح

لتُثمر 

حدائقي الخضراء

 

لأنكِ الصمت 

حين يضج العالم

والصوت 

حين يتلعثم اللسان 

في حضرة البهاء

 

دعيني 

أنادي على النجوم 

باسمكِ

كي تعرف 

أن الضوء مستعارٌ 

من عينيكِ

 

دعيني أعلّم الفجر 

كيف ينتظر حضوركِ

وكيف يترقب نبضكِ

ويكتب قصائد العشق 

على خديكِ

 

أحبكِ...

 

حتى تنطق الأشياء 

بما لا يُقال

وحتى يصبح الكون 

مرآةً 

تعكس وجهكِ 

في كل حال

 

حتى تنحني الرياح 

حين تعبرين

وتقف الأنهار 

على أطرافها 

في انتظاركِ كالأطفال

 

فأنتِ المدى 

الذي يعانق الأفق

وأنتِ الحلم 

الذي يُبقي للنهار 

سرّ البقاء

 

وأنتِ الوطن 

الذي يسكنه قلبي

حيث لا حدود

لا منفى

ولا ريح جفاء

 

أحبكِ...

حتى تظل القصيدة 

شاهدةً 

على عشقٍ 

يتجدد

 

حتى يبقى اسمكِ

نقشاً 

على صدر الزمان

لا يُبدد

 

حتى تصبح الأيام إليكِ 

صلاةً

وأصبح أنا

في محراب حبكِ

الناسك المتعبد

 

أحبكِ...

 

كأن المدى 

يستفيقُ على عينيكِ

فتشرق 

منه المجراتُ نوراً

وينساب منه 

السحرُ فيضاً

وعطراً

 

كأن القمر

حين يراكِ

يخلع تيجانَه

ويقف خجِلاً 

 

في حضرتكِ

لا يجرؤ 

أن يُظهر بَهاءاً

 

دعيني 

أكون الظلال 

التي تُرافق خطاكِ

والموج 

الذي يُقبّل قدميكِ 

على الشواطئ

 

والهواء 

الذي يسكن أنفاسكِ

ويناديكِ حين تغيبين

دعيني 

أكتبكِ قصيدةً 

لا تُقال 

إلا حين يصمت 

الوجود

وتتفتح في السماء 

أبواب الغيم 

ليُبارك عشقاً 

لا يُنسى

 

أحبكِ...

كأنكِ البداية والنهاية

كأنكِ الإشراق 

والغياب منكِ

كأنكِ في عمري 

آيةٌ كبرى

تُتلى فلا تنتهي 

الكلمات فيكِ

 

كأنكِ النهر 

الذي يُعاند مجراه 

ليعود إليكِ

 

وكأنكِ الزمن 

الذي يرفض 

أن يمضي بعيداً 

عن ذكراكِ

 

دعيني أكون رجلاً 

ينتمي إليكِ

حين تُنكر الأيام 

وجوهَ البشر  

ودعيني أكون 

مدينة حبكِ

التي لا يدخلها الغريب

ولا يُغادرها 

البدر 

 

دعيني أكون 

كل شيءٍ 

وأنتِ كل الكون 

في العمر 

 

أحبكِ...

كأنكِ الحرف الأول 

في كتاب العشق

والحرف الأخير

 الذي ينقضي به 

البيان

 

كأنكِ جنةٌ بين يدي الله

أدخلها

فأشعر أنني 

خُلقتُ لأجلها 

فقط

 

لماذا أحبكِ؟

لأنكِ الحقيقة 

التي تتجلى 

في أحلامي

والسرُّ الذي يملأ يقيني 

حين يشكّ العالم

لأنكِ القصيدة 

التي كُتبت قبل 

أن أُولد

وأعيش لأرددها 

كلما نطق القلب 

بحبٍّ

 

دعيني 

أكون الليل 

الذي ينسج 

من شعركِ دثاراً

وأكون الشروق 

الذي يحمل 

وجنتيكِ بلون الورد

دعيني أكون الحلم 

الذي يعانق أجفانكِ

وكل أمنيةٍ تمنيتها

فكانت أنا

 

أحبكِ...

حتى يتوقف الزمن 

عن عدِّ اللحظات 

وحتى تصير الحياة 

رحلةً واحدةً 

تبدأ منكِ كل اللغات

حتى أذوب فيكِ

فلا أعود أعرف أين أنا

وأين أنتِ

ومتى الممات

 

فأنتِ القصيدة 

التي تُغنيها الريح 

كل سَحر

وأنتِ البحر 

الذي يحكي عنه الصيادون 

كل فجر

وأنتِ الحكاية 

التي تسكن الذاكرة

فلا تنتهي 

مهما مرت 

فصول العمر

 

أحبكِ...

حتى يبارك الوجود 

هذا العشق

وحتى تصير 

الكواكب نجوماً 

تُنير سحر وجنتيكِ

حتى يبقى 

اسمكِ خالداً في روحي 

وأبقى أنا

عاشقاً لا يشيخ

في عشق شفتيكِ

 

دعيني 

أختمُ حبكِ بدعوة

أن يبقى ضياؤكِ 

عمراً طويلا

 

وأن يكتب الحب باسمكِ 

نبض الحياة

ويمحو بما قد أتى 

كل ليلٍ ثقيلا

 

فإني أحبكِ

بلا أي قيدٍ

كما تحب الطيور الغناء

كما يحب الماء 

جدول السيلِ 

نقياً

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1280

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة