الديوان » جنات نواف الشلالفة » مراثي شهداء الجزيرة

هُمُ النُّجُومُ إِذَا غَابَتْ مَنَازِلُهُمْ، وَهُمُ الصَّدَى إِذَا خَفَتْ مَنَابِرُنَا، هُمُ الشُّهَدَاءُ، لَا يُطْفَأُ لَهُمْ ذِكْرٌ، وَلَا يُطْوَى لَهُمْ أَثَرٌ، وَلَا سُنَن
عَلِيٌّ، وَاللَّهِ، مَا خَانَ العُيُونَ وَمَا غَضَّ البَصِيرَةَ فِي وَجْهِ الخُطُوبِ غَفَا، صَوَّرَ الحَقَّ، فَارْتَاحَتْ لَهُ الأَرْضُ، وَانْتَصَفَا.
طَارِقٌ، وَالصَّوْتُ فِي أَعْمَاقِهِ وَطَنٌ، يَصْعَدُ النَّبْضَ إِذَا مَالَ الزَّمَانُ وَهَانْ، مَاتَتْ القَذَائِفُ، وَعَاشَتْ فِيهِ أَوْطَانْ.
سَامِرٌ، وَاللُّغَةُ العَذْرَاءُ تَحْتَرِفُ، فِي كُلِّ نَصٍّ لَهُ، تَسْقُو الحُرُوفَ وَتَرْتَجِفُ، وَإِذَا تَكَلَّمَ، فَالأَرْضُ تَصْمُتُ وَتَعْتَرِفُ.
مُحَمَّدٌ، وَفِي عَيْنَيْهِ مَوْعِدُنَا، يَجُوبُ نَارَ القَصَفِ، وَالقَلَمُ زَادُهُ، فَإِذَا سَقَطَ، تَجَلَّى الحَقُّ وَاتَّضَحَا.
شِيرِينُ، وَالوَجْدُ فِي نَبْرَاتِهَا عَلَمٌ، تَمْشِي عَلَى الجُرْحِ، وَالتَّارِيخُ يَكْتُبُهَا، فَمَا مَاتَتْ، وَلَكِنْ زَادَتِ الأُمَمُ.
زِيَادُ، وَالضَّوْءُ مِنْ عَيْنِهِ يَنْبَثِقُ، يُصَوِّرُ الوَجْعَ، وَالأَحْلَامُ تَتَّسِقُ، وَفِي رَحِيلِهِ، الأَشْيَاءُ تَنْطَلِقُ.
حَامِدٌ، وَالصَّمْتُ فِي خُطْوَاتِهِ خَطَبٌ، يَحْمِلُ الكَامِيرَا كَأَنَّهَا وَصِيَّتُهُ، وَيَرْحَلُ، وَالْوَجْدُ فِي عَيْنِ الوَطَنِ لَهَبٌ.
يُوسُفٌ، وَالصَّوْتُ فِي أَثْنَاءِ مِذْيَاعِهِ، يُشْعِلُ الوَعْيَ فِي أَرْوَاحِ مُسْتَمِعِيهِ، وَيَغِيبُ، وَالصَّدَى يَبْقَى يُنَادِيهِ.
إِسْمَاعِيلُ، وَفِي عَيْنِهِ مِرْآةُ مِحْنَتِنَا، يُصَوِّرُ الشَّوْقَ فِي وَجْهِ المَآسِي، وَيَنْتَصِرُ، فَإِذَا اسْتُشْهِدَ، تَفَجَّرَتْ مَعَانِينَا.
سَامِرُ أَبُو دَقَّةَ، وَالضَّوْءُ مِنْهُ دَمٌ، يَخُطُّ فِي اللَّحْظَةِ التَّارِيخَ مُنْتَصِبًا، وَيَرْحَلُ، وَالصُّوَرُ البَاقِيَةُ قَسَمٌ.
أَنَسُ، وَالْحَقُّ فِي صَوْتِهِ مُتَّقِدٌ، يُقَاتِلُ الزَّيْفَ بِالْعَيْنِ الَّتِي شَهِدَتْ، وَيَسْقُطُ، وَالْوَجْدُ فِي صُورَتِهِ خَلَدُ.
مُحَمَّدُ قُرَيْقَعَ، وَالْحَرْفُ فِي يَدِهِ، يُشَكِّلُ الْوَجْعَ فِي نَشْرَاتِهِ عَلَنًا، وَيَغِيبُ، وَالْحَقُّ فِي صَوْتِهِ بَقِيَ.
حَمْزَةُ، وَاللَّحْنُ فِي صَدْرِهِ قُبَلٌ، يُنْشِدُ الْوَعْدَ، وَالْوَجْدُ الَّذِي حَلَمُوا، وَيَرْحَلُ، وَالصَّوْتُ فِي نَفْسِهِ أَمَلٌ.
رَامِي، وَالْعَيْنُ فِي عَدَسَتِهِ شَهْقَةٌ، يُصَوِّرُ الْمَوْتَ، وَالْحَيَاةُ تَتَكَلَّمُ، وَيَغِيبُ، وَالضَّوْءُ فِي أَثَرِهِ يَحْلُمُ.
حُسَامٌ، وَالْقَلَمُ الْمَكْسُورُ يَكْتُبُهُ، فِي كُلِّ نَبْضٍ، وَفِي كُلِّ انْكِسَارٍ، وَفِي الدَّمِ، وَيَرْحَلُ، وَالْحَقُّ فِي اسْمِهِ يَحْتَرِمُ.
 
هَؤُلَاءِ، لَا يُقَاسُ الحُبُّ فِي دَمِهِمْ، وَلَا يُحَاطُ بِهِمْ وَصْفٌ، وَلَا قَلَمُ، هُمُ الشُّهَدَاءُ، وَفِي أَرْوَاحِهِمْ وَطَنٌ، وَفِي رُؤَاهُمْ، يَسِيرُ الحُقْدُ وَيَنْهَزِمُ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جنات نواف الشلالفة

جنات نواف الشلالفة

7

قصيدة

أنا جنات نواف، من نبض فلسطينْ شاعرةٌ تهتفُ الحروفُ بها والتمكينْ أحملُ في كفي القصيدَ كأنه سيفٌ وأمضي به فخرًا على درب الميامينْ

المزيد عن جنات نواف الشلالفة

أضف شرح او معلومة