يَا حُبَّ قَلْبِي وَرَيْحَانَ الْفُؤَادِ هُنَا

يَا سَرْوَةَ الْعِشْقِ فِي عُمْقِ الْفُؤَادِ غَنَّى

أَنْتِ الْهَوَى فِي دَمِي تَجْرِي شَذًى عَبِقًا

وَالرُّوحُ تَهْتِفُ: يَا مَعْشُوقَتِي، عُدْنَا

يَا مَنْ جَمَالُكِ سِحْرٌ كَالْبُدُورِ بَدَتْ

فِي لَيْلَةٍ قَدْ تَجَلَّى بَدْرُهَا وَسَنَا

وَالْوَجْهُ فِي حُسْنِهِ كَالرَّوْضِ مُبْتَهِجٌ

وَالشَّعْرُ كَاللَّيْلِ إِذْ يَغْفُو عَلَى سُدُنَا

إِنِّي أَرَاكِ كَبَدْرٍ فِي سَمَاءِ هَوَى

وَالرُّوحُ مِنْ حُسْنِهَا لِحُسْنِهَا افْتُتِنَا

أَنْتِ الْمَلِيكَةُ فِي سَاحَاتِ مُلْكِ غَوَى

وَالسُّحْبُ تَخْجَلُ إِذْ تَبْدِينَ بِالْهُدْنَا

يَا غَايَةَ الْعُمْرِ، لَا أَرْجُو سِوَاكِ بَدَلْ

فَالْبُعْدُ يُورِثُنِي مِنْ حُزْنِهِ شَجَنَا

وَكَمْ سَهِرْتُ عَلَى ذِكْرَى وَدَاعِكِ فِي

لَيْلٍ بِهِ الْبَدْرُ أَدْمَى قَلْبَهُ وَهَنَا

وَالدَّمْعُ يَسْأَلُ عَنْ يَوْمِ اللِّقَاءِ فَمَا

أَضْحَى عَلَى دَرْبِنَا إِلَّا الْأَسَى دَمِنَا

أَهْوَى الرَّحِيلَ عَلَى ذِكْرَى لُقَاكِ وَلَا

أَرْجُو الْمَمَاتَ سِوَى فِي حِضْنِكِ سَكَنَا