صنعاءُ يا قبلةَ التاريخِ والأدبِ
كأنَّها الشمس في إشراقِهِ الذهَبِ
في "تُربها" أبصرت آيات مُزيَّنةً
كأنها التِّبرُ أو درٌّ على طَنَبِ
صَبوحةُ الحُسْنِ مشهورةٌ مكانتُها
كشهرةِ الفجرِ إن يَحْلُلْ وإن يَذُبِ
الماءُ والوردُ والآثارُ شاهدةٌ
واليمنُ بالعودِ لم يُعرفْ ولم يُعَبِ
هنا صَنعاءُ هنا التاريخُ مَوطِنُه
هنا أُصولي هنا أهلي هنا نسَبي
هنا الحضارةُ مذ شادَت معالمَها
علَّمْتَ دُنيا الورى سرًّا من العَجَبِ
صنعاءُ يا بِنْتَ آلافِ السنينِ ويا
دُرَّ الممالكِ في أمجادها الخَلِبِ
فَأَحسِنِ الخطو إن وافيتَها أدبًا
فالتربُ فيها ضريحُ السادةِ النُجُبِ
لولاكِ يا صنعاءُ ما خفَقَتْ لنا رايةٌ
في كلِّ صَوْبٍ على الأعداءِ أو حَدَبِ
دارُ المودّةِ والإيمانُ منزلُها
لكنها الصاعقُ المحمودُ في الغضبِ
إنْ نابَها الضرُّ من باغٍ فموقِفُها
موقف سيوفُ على الأعناقِ مُنتصِبِ
أيا صَنعاءُ جئتُكِ بالأشعارِ يحملُني
شوقُ الحنين إلى أمٍّ لها وأبِ
تهفو لها الروحُ لا ترضى بها بَدَلًا
وتجذب النفس فيها نشوة الطَّرَبِ
عذرًا صَنعاءُ وفيكِ الحُسنُ متَّسِعٌ
فكيف يُحصَرُ في نظمٍ وفي كُتُبِ
فالشِّعرُ فيكِ صدًى للقلبِ مُخْلَصُهُ
يَذْكُو كزَهْرٍ إذا ما فاحَ بالطيبِ
صَنعاءُ يا مَهدَ إشراقٍ ومَفخرةٍ
تبقينَ فجرًا على الأزمانِ لم يَغِبِ
362
قصيدة