منذ الظهيرةِ ’ كان وجه الأفق
مثل جبينك الوهميّ’ يغطس في الضبابِ
والظلُّ يجمد في الشوارع
مثل وقفتك الأخيرة عند بابي
وخطاك تعبر , في مكانٍ ما , كهمس في اغترابي !
يا أيها اليوم المسافر في الرمال
أتكنُّ لي بعض المودّة؟!
الظل يسند جبهتي
والأفق يشرب من نبيذ الشمس
ما شربت يدي ,
في ذات يوم ,
من ضفائر شعرك المشدود في جرح الغد
والظل يشربني كما شربت عيونُكِ
ضوءَ آخر موعد
يا أول الليل الذي اشتعلت يداه برتقال
أتكنُّ لي بعض المودَّة ؟!

الباب يغلق مرة أُخرى , ووجهك ليس يأتي وأنا وأنت مسافران ... ولا جئان , أنا وأنت
ماذا تُسر لك الكواكب ؟ .. إنها من دون بيت؟
لا تسمعيها !
كان فحم الليل يرسمها على تمثال صمتِ
وأنا وأنت , أنا وأنت
شفتا حنين, كان ملح الانتظار طعامنا
وصدراك صوتي
والباب يُغْلَقُ مرةً أُخرى , ووجهك ليس يأتي
يا ليل ! يا فرس الظلال...
أتكنُّ لي بغض المودَّة ؟!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمود درويش

avatar

محمود درويش حساب موثق

فلسطين

poet-mahmoud-darwish@

508

قصيدة

2

الاقتباسات

3714

متابعين

محمود درويش (1942–2008) يُعد محمود درويش أحد أعمدة الشعر العربي المعاصر، ورمزًا من رموز المقاومة الفلسطينية. اقترن اسمه بشعر الثورة، وارتبطت كلماته بحلم الوطن المسلوب، حتى غدا صوته لسان حال الفلسطينيين ...

المزيد عن محمود درويش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة