الديوان » العصر العباسي » ابن عبد ربه » شبابي كيف صرت إلى نفاد

عدد الابيات : 14

طباعة

شَبابي كيْفَ صِرْتَ إلى نَفَادِ

وَبُدِّلتَ البيَاضَ مِنَ السَّوَادِ

وَما أَبْقَى الحَوَادِثُ مِنْكَ إلَّا

كما أَبْقَتْ مِنَ القَمرِ الدَّآدي

فِرَاقُكَ عَرَّفَ الأَحْزَانَ قَلبي

وَفَرَّقَ بَينَ جَفْني وَالرُّقَادِ

فَيا لنَعيمِ عَيْشٍ قَدْ تَوَلَّى

ويا لِغليلِ حُزْنٍ مُسْتَفادِ

كأَنّي منكَ لم أَرْبَع برَبْعٍ

وَلم أَرْتَدْ بِهِ أَحْلى مرادِ

سَقَى ذاكَ الثَّرَى وَبْلُ الثُّرَيَّا

وغادَى نبتَهُ صَوْبُ الغَوادِي

فَكَمْ لي مِنْ غَليلٍ فِيهِ خافٍ

وكم لي مِنْ عَويلٍ فِيه بادِي

زَمانٌ كانَ فِيهِ الرُّشْدُ غَيّاً

وكانَ الغَيُّ فِيهِ مِنَ الرَّشادِ

يُقَبِّلُني بدلٍّ مِنْ قَبُولٍ

وَيُسْعِدُنِي بِوَصْلٍ مِنْ سُعادِ

وَأَجْنُبُهُ فَيُعْطيني قِياداً

وَيَجْنُبُني فَأُعْطيهِ قِيادِي

فَكَمْ هذا التَّمَنِّي للْمَنايا

وكم هذا التجلُّدُ للجِلادِ

لَئِنْ عُرفَ الجهادُ بِكُلِّ عامٍ

فإنَّكَ طُولَ دَهْرِكَ في جِهادِ

وإِنَّكَ حِينَ أُبْتَ بِكُلِّ سَعْدٍ

كَمِثْلِ الرُّوحِ آبَ إِلى الفُؤادِ

رأَيْنا السَّيْفَ مُرتَدِياً بِسَيْفٍ

وعايَنَّا الجَوادَ على الجوادِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن عبد ربه

avatar

ابن عبد ربه حساب موثق

العصر العباسي

poet-ibn-abd-rabbih@

283

قصيدة

4

الاقتباسات

501

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدَير بن سالم، أبو عمر الأندلسي (246 هـ / 860 م – 328 هـ / 940 م) أديب وشاعر وأحد أعلام النثر ...

المزيد عن ابن عبد ربه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة