الديوان » العصر العباسي » الأحنف العكبري » ألا ذرفت عيني ودام سجومها

عدد الابيات : 38

طباعة

ألا ذرفت عيني ودام سجومها

وأفقدها طيب المنام منيمها

وكانت على الأيّام عيني صحيحةً

فها هي قرحى لا تداوى كلومُها

لقد أقرحَ الأجفان دمع كأنّه

شآبيب سحب أسكبتها غيومها

إذا ديمةٌ منها استقلّت وأمطرَت

نأت فهمت أخرى طباقا ركومها

على أن في سفح الدموع استراحة

لغيري وقلبي دائما لا يرومها

ألا يا خليلي من قشير أما ترى

إلى مهجتي تفنى ويبلى أديما

وما مسعد عندي ويبكي أخا جوى

له مقلة أدوى الصحيح سقيمها

جرى دمعي منها ارتياحا وصبوة

إلى حمص يستدعيه منها نعيمها

ويرتاح قلبي نحو بغداذ للهوى

لشتّان إذ ضمّ الحبيب حريمها

وإنّي لأستهدي الشمال سلامهُم

وينعشُ قلبي حين يأتي نسيمها

لقد أفسدَ العيش التنائي وقد سطا

على مهجتي حتفا وخسفا يسومها

أما والتي في القلب أيسرُ حبّها

لظى جمرات ليس يخبو ضريمُها

لأدرعَنّ الليل سيرا تجوب بي

فسيح الفلا نوق بلى الوخد كومها

بوازل يقطعن الصحاصح بالضحى

تحفّ بحار البيد حتى أعومها

إذا جبت منها بلقعا لاح بلقع

يجيب الصدى فيها صدى الصوت بومها

إذا أذني استهدت بها صوت صائت

تناسيت إلا من صداها ينيمها

إذا أنّا جاوزت البقيعة سالما

وجاوزت بارمّا فنعمى أرومها

وجاوزت جسر النهروان مشرّقا

ووافيت باجسري ولاحت حجومها

وخيّمت أرضا آمن الله أهلها

وأوسعها خصبا وعدلا قسيمها

فشكرت أما بعد شوقا إلى امرىء

له راحة أغنى وأقنى عمومُها

إليك ابن ورقاء الأمير تهجّست

بي النيب أرضا قد قلاها ظليمها

قليلة مرعى الوحش مرت مضلة

ويأكل لحمي حرّها وسمومها

تجوب قراديد البلاد وهدها

بأشعث ذي أماكاها مضيمها

لأشهدَ من أخلاقك الغرّ مشهداً

كريما وحسبي من جداها مريمها

لقد ملأ الله البلاد سلامة

بسيفك لما قلّ فيها سليمها

وألفت بين الذئب والشاء فانضوى

إليك برغم الحاسدين زعيمها

ودانت شياطين البلاد مهابة

وقصّر عن أكل الحرام رجيمها

وخافت رجال من رجال أعزّة

ومن قبل كانت لا يضام ذميمها

أجابك أعراب البلاد وأذعنت

لأمرك أكراد البلاد ورومها

فنامت أفاعيها وريضت أسودها

وعاش بها مسكينها ويتيمهها

وذلّت رقاب من ملوك جبابر

بنى المجد فيها كهلها وفطيمها

فخرت بشيبان الكرام وإنها

كرام الورى حقا وأنت كريمها

مهذّبها قمقامها ليث غابها

مقدّمها في كلّ خطب عليمها

وشيبان سيف الله في الأرض كلها

أواخرها محمودة وقديمها

وحوط فمن شيبان في راس شامخ

مناقبها مشهورة وحلومها

مددت إلى العلياء كفا إذا امتطت

حساما غداة الروع فل خصيمها

بها منهلا شري وأري لذائق

وبؤسى ونعمى نثرها ونظيمها

فيا جعفرا يا ابن الكرام وإنما

ينوء بأثقال الرجال عظيمها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأحنف العكبري

avatar

الأحنف العكبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-al-ahnaf-alakbari@

824

قصيدة

1

الاقتباسات

142

متابعين

عقيل بن محمد العكبري، أبو الحسن الأحنف. شاعر أديب، من أهل عكبرا اشتهر ببغداد. قال ابن الجوزي: روى عنه أبو علي ابن شهاب (ديوان شعره). ووصفه الثعالبي بشاعر المكدين وظريفهم. ...

المزيد عن الأحنف العكبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة