الديوان » العصر العباسي » الأحنف العكبري » ما استشعر الصبر إلا وهو مجهود

عدد الابيات : 54

طباعة

ما استشعر الصبر إلا وهو مجهود

ولا رعى النجم إلا وهو معمود

ولا انتحى الماء إلا أنه رجل

في قلبه من ضرام الحب تنضيد

أبقى له الحب وجدا في جوارحه

يفنى ويبقى الهوى ما أورق العود

إن الغويّ الذي تحلو جوارحه

من لوعة الحب والمهجور مكمود

نام الخليّ ولم أرقد لبينهم

والصبر أية حال فهو محمود

سقيا لأيامنا بالكرخ إن لها

فضلا على سائر الأيام معدود

إذ نحن لا نعتب اللاحي وليس لنا

إلا الغواية حاد والهوى قود

وإذ حوائجنا يسعى بها رسل

من الحبيبة والإيماء موعود

حتى تغيّرت الأيام فهيَ وقد

كانت تلوح بياضا كلها سود

وأقبلت نوب الأيام يقدمها

من لائح الشيب إيراق وترعيد

ما أكره الشيب إلاأنه سببٌ

إلى صدود الغواني فهو مصدود

مهما نسيت فلا أنسى التي كتبت

يا زارع الحب إن الوصل محصود

كم ذا الوقوف بباب الدار مستترا

أقصر فإنك مرموق ومرصود

فقلت سيّدني رفقا بأحنفكم

إني عليك لمحسود ومكمود

قالت لجارتها من بعد ما رحمت

فقري إليها رقيق الحال محدود

يا أيها البائس المغرى بنا سفها

بيني وبينك تصويب وتصعيد

ودون وصلك أبواب مغلقة

أما تراها وسترات وتشييد

أما ترى الباب قد حفت به زمر

من الخلاوز مسهود ومهجود

واحتلن حتى خلونا ساعة ولها

بعض ببعض فباب البيت مردود

فلم يكن غير عتب من أخي شحن

يتلوه من بعد تأنيب وتعديد

يا حبّذا من عتاب لو تضمّنه

من الأجاول بالمنقاش جلمود

إذن تفتّت حتى لا يحسّ له

حجم ولو أنه في الصخر صيخود

هذا ورب فلاة لا أنيس بها

للحن فيها تعازيف وتمريد

بيداء ريداء تضحي والقتام بها

على مخارمها من دونها بيد

مضلة تتأواها الحتوف بها

ذئب أسكّ وللحيّات ترديد

ترى النعام الأصم الذود معترضا

دون السراب صحيا وهو معدود

كأنّه نخلات قد غبران على

مرّ الأعاصير يمحو آلها القيد

كلفتها صاحبي من بعدما نسمت

عيناه طليب الكرى والليل مبرود

وللثريّا شروق في تسنّمها

كأنّها في علوّ الجوّ عنقود

فارتاع ثم تأبّى أن يساعدني

هيهات يسعدني في الليل رعديد

لا يركب الليل إلا كلّ محتنك

عود لناظره في الليل تحديد

ما حاد عنّي أخ في كشف نائبة

إلا وكان أخي الصمصامة الصيد

ثم اعتلقت جريرا فيه ذا هوج

من الأباعر في متيه تحصيد

كان يلاعب أثناء الزمام ضحى

وللغام على شدقيه تزبيد

حتى إذا الشمس صارت فوق هامته

وللحنادب في الرمضاء تغريد

أوردته ماء مزن آسن أجش

يحميه ليث هريت الشدق ممسود

عالي اليديد رحيبالزور مندمجٌ

مقارب الخلق في رجليه توهيد

إذا اغتدى فاتحا فاه رأيت فما

كأنما كل ناب فيه سفود

فأجابته وهو طاوٍ فازدرى شحبي

ومرّ بي والخبيث الكلب مجهود

حتى إذا ما رآني قد دلقت له

بصارم فيه للأعضاء تبديد

تل الجبين بوجه الأرض من جنق

يرى زئيرا له تعنو الصناديد

عاجلته ضربة في الرأس دامغة

أقعى لها وهو بالأمشاج ملدود

أردفتها ضربة كانت منيّته

فيها فخرّ وفيه السيف معمود

ورحت من عنده والطير عاكفه

عليه وهو بوحش البر محسود

وعارضتني ظباء البر لو رزقت

نطقا لفدّينني والعرف محمود

ومعضل وارد أعيت مصادره

وضاق ذرعا به القوم المناجيد

اصدرته بعد أن كادت تضيق به

صدور قوم لهم حلّ وتعقيد

قد كان هذا وعين الحرف هاجعة

عنّي وإذا مدخل الحرمان مسدود

والدهر عوني على ما نابني وله

في حال إقباله رفق وتوطيد

حتى إذا ما الرزايا لذن بي انعكست

حالي وها أنذا والعيش منكود

رثّ الصديق رقيق الحال في بلد

أهلوه قوم لهم في اللؤم تحوي

ما سميت مفتحا إلا وقد فتحت

فيها المخازي وزال المجد والجود

قوم يباع رجيع القوم بينهم

في السوق نقدا فهذا البيع مفسود

غذاؤهم من مسوخ البحر يزحة

وعومة أكلها سخف وتفنيد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأحنف العكبري

avatar

الأحنف العكبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-al-ahnaf-alakbari@

824

قصيدة

1

الاقتباسات

142

متابعين

عقيل بن محمد العكبري، أبو الحسن الأحنف. شاعر أديب، من أهل عكبرا اشتهر ببغداد. قال ابن الجوزي: روى عنه أبو علي ابن شهاب (ديوان شعره). ووصفه الثعالبي بشاعر المكدين وظريفهم. ...

المزيد عن الأحنف العكبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة