الديوان » العصر العثماني » جميل صدقي الزهاوي » قد عدت بعد ذهاب منك يا عيد

عدد الابيات : 42

طباعة

قد عدت بعد ذهاب منك يا عيد

اذ كل شيء يسر النفس مفقود

أانت عيد به الافراح شاملة

ام مأتم فيه للاحزان تجديد

عيد اجل انت عيد الاسلام به

الا لمن قلبه بالغش معقود

عيد به عنك هذا الناس في شغل

بهمها ما بها في الالف مسعود

عيد الم على يأس بمملكة

وليس فيه لجرح سال تضميد

حيث الدخيل سعيد من تزلفه

وعن مواطنه للحر تشريد

عيد تمج جراح الحق فيه دما

وخنجر الضيم في الاحشاء مغمود

عيد يكابد فيه المسلمون اسى

مبرحا ما عليه الصبر محمود

يبغون ركناً لهم يستعصمون به

والركن من ضربات الدهر مهدود

يؤملون زعيما فيه تسرية

وهل يسري عن المصفود مصفود

يشكو تباريحه الاسلام مضطهدا

اين الاباة واين الذادة الصيد

الحق يوطأ بالاقدام منسحقا

وما هنالك يحمى الحق صنديد

باب المنية مفتوح لمضطهد

وكل باب سواه فهو مسدود

الغيد تبكي شجاها في المصاب وما

اشجى دموعا همت تبكي بها الغيد

ما ان لها من عقود غير ادمعها

منها تحلى بها اللبات والجيد

نالت مطالبها الاقوام قاطبة

ومطلب العرب المهضوم مردود

في كل يوم تصيب القوم كارثة

فداحة ويروع القوم تهديد

لا قلب الا وفيه الحزن مرتكم

وما لأبعاد هذا الحزن تحديد

لا الروض نضر كما قد كنت تعهده

ولا لبلبله الصيداح تغريد

اتى على الروض حتى جف من ظمأ

يوم من الدهر يشوى النبت صيخود

تسر بالعيد اقواما اولى شمم

ايامها البيض لا ايامها السود

اذهب فان قلوب الشعب دامية

ما ان لها من سلو فيك يا عيد

وكيف تفتح ابواب السرور لها

وفي يد غير ايديك المقاليد

كنا نرحب بالاعياد عائدة

لو كان في العيد للاحزان تبديد

لا وحدة في النظام اليوم تجمعهم

فان قومي عباديد عباديد

وما بكل بلاد العرب من جذل

ولا بكل بلاد العرب مسعود

قد كان وجهك بساما لناظره

واليوم يملأ منك الوجه تجعيد

اظافر الدهر غاصت فيه عابثة

ففيه من كل ظفر منه اخدود

الدهر يعطى سروراً يمنعه

وذلكم منه لا بخل ولا جود

ما كان قبلا لهذا الشعب من خطل

حتى اطمأن فغرته المواعيد

ان السهام وان كانت منصلة

يعوزها منه عند الرمي تسديد

ذم المدافع للاسماع قارعة

كما تصادم جلمود وجلمود

نريد ظلا يقينا الحر من شجر

لم يبق اخضر منه اليوم املود

لم يبق عندي بغير الشعر من ولع

وانما الشعر اغرود واغرود

وما الحياة سوى نار مؤججة

يثيرها في دم الشبان بارود

وانها لاصطدامات بمنحدر

كما تصادم بالسيل الجلاميد

قد علمتني تجاريبي التي سبقت

ان ليس يظفر بالحاجات رعديد

ايام ذي العز اعياد برمتها

اما الذليل فهذا ماله عيد

تجرد العود لما هيض من ورق

فهل ستصبر حتى يورق العود

لم استمع ردحا للحق من نبأ

حتى تظنيت ان الحق ملحود

يا حق انك من كل الذين بهم

عثت يد الحيف في الاقطار منشود

للحق حام وفي الايام متسع

الست تؤمن ان الله موجود

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

122

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة