الديوان » المخضرمون » عمرو الباهلي » ألم ترم الأطلال من حول جعشم

عدد الابيات : 33

طباعة

أَلَم تَرِمِ الأَطلالَ مِن حَولِ جُعشُمِ

مَعَ الظاعِنِ المُستَلحِقِ المُتَقَسِّمِ

إِلى عَيثَةِ الأَطهارِ غَيَّرَ رَسمَها

بَناتُ البِلى مَن يُخطِئِ المَوتَ يَهرَمِ

إِلى البِشرِ فَالقَتاّرِ فَالجِسرِ فَالصَفا

بِكالِحَةِ الأَنيابِ صَمّاءَ صِلدِمِ

أَرَبَّت عَلَيها ُلَّ هَوجاءَ سَهوَةٍ

زَفوفِ التَوالي رَحبَةِ المُتَنَسِّمِ

إِبارِيَّةٍ هَوجاءَ مَوعِدُها الضُحى

إِذا أَرزَمَت جاءَت بِوِردٍ غَشَمشَمِ

زَفوفٍ نِيافِ هَيرَعٍ عَجرَفِيَّةٍ

تَرى البيدَ مِن إِعصافِها الجَرى تَرتَمي

نَحِنُّ وَلَم تَرأَم فَصيلاً وَإِن تَجِد

فَيافي غيطانٍ تَهَدَّجُ وَتَرأَمِ

تَهُبُّ مِنَ الغَورِ اليَماني وَتَنتَهي

إِلى هُدبِ الحُوّارِ يا بُعدَ مَسعَمِ

تَبيتُ وَلَم تَهجَع فَيُصبِحُ ذَليلُها

لَهُ ثائِبٌ يَشقى بِهِ كُلُّ مَخرِمِ

لَها مُنخُلٌ تُذري إِذا عَصَفَت بِهِ

أَهابِيَّ سَفسافٍ مِنَ التُربِ تَوأَمِ

إِذا عَصَفَت رَسماً فَلَيسَ بِدائِمٍ

بِهِ وَتَدٌ إِلّا تَحِلَّةَ مُقسِمِ

يَمانِيَّةُ مَرّانُ شَبوَةَ دونَها

وَشَيخٌ شَآمٌ هَل يَمانٍ بِمُشئِمِ

فَلِلَهِ مَن يَسري وَنَجرانُ دونَهُ

إِلى ديرِ حَسمى أَو إِلى دَيرِ ضَمضَمِ

إِذا عَرَضَت مِنها بِنَجدٍ تَحِيَّةٌ

فَإِنَّ لَها أُخرى تَخُبُّ بِمَوسِمِ

وَكَم حَلَّها مِن تَيَّحانٍ سَمَيدَعِ

مُصافي النَدى ساقٍ بِيَهماءَ مُطعَمِ

طَوي البَطنِ مِتلافٍ إِذا هَبَّتِ الصِبا

عَلى الأَمرِ غَوّاصٍ وَفي الحَيِّ شَيظَمِ

وَدُهمٍ تُصاديها الوَلائِدُ جَلَّةٍ

إِذا جَهِلَت أَجوافُها لَم تَحَلَّمِ

تَرى كُلَّ هِرجابٍ لَجوجٍ لِهِمَّةٍ

زَفوفٍ بِشِلوِ النابِ جَوفاءَ عَيلَمِ

لَها زَجَلٌ جُنحَ الظَلامِ كَأَنَّهُ

عَجارِفُ غَيثٍ رائِحٍ مُتَهَزِّمِ

إِذا رَكَدَت حَولَ البُيوتِ كَأَنَّما

تَرى الآلَ يَجري عَن قَنابِلِ صُيَّمِ

وَكَوماءَ تَحبو ما تَشايَعَ ساقُها

لَدى مِزهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ وَمَأتَمِ

وَذي بضدَنٍ أَو مَسبِلٍ فَوقَ قارِحٍ

جَميلِ الدُجى يَعدو بِلَدنٍ مُقَوَّمِ

إِذا اِنفَرَجَت عَنهُ سَماديرُ حَلقِهِ

وَبُردانِ مِن ذاكَ الخِلاجِ المُسَهَّمِ

أَتانا طَموحَ الرَأسِ عاصِبَ رَأسِهِ

فَمَن لَكَ مِن أَمرِ العَماسِ المُلَوَّمِ

يُصَلّي على مَن ماتَ مِنّا عَريفُنا

وَيَقرَأُ حَتّى يعصِبَ الريقُ بِالفَمِ

عَلِهنَ فَما نَرجو حَنيناً لِحِرَّةٍ

هِجانٍ وَلا نَبني خِباءً لِأَيمِ

فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن

قَبائِلَنا بِالأَخرَمينِ وَجورَمِ

وَبَلِّغ أَبا الوَجناءِ مَوعِدَ قَومِهِ

بِحَوريتَ تَظعَن راغِباً غَيرَ مُقحَمِ

نَأَت عَن سَبيلَ الخَيرِ إِلّا أَقَلَّهُ

وَعَضَّت مِنَ الشَرِّ القَراحَ بِمُعظَمِ

لِيَهنِكُمُ أَنّا نَزَلنا بِبَلدَةٍ

كِلا مَلَوَيها مُبئِسٌ غَيرُ مُنعِمِ

تُمَشّي بِأَكنافِ البَليخِ نِساؤُنا

أَرامِلَ يَستَطعِمنَ بِالكَفِّ وَالفَمِ

نَقائِذَ بِرسامٍ وَحُمّى وَحَصبَةٍ

وَجوعٍ وَطاعونٍ وَنَقرٍ وَمَغرَمِ

أَرى ناقَتي حَنَّت بِلَيلٍ وَشاقَها

غِناءٌ كَنَوحِ الأَعجَمِ المُتَوائِمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمرو الباهلي

avatar

عمرو الباهلي حساب موثق

المخضرمون

poet-amr-al-bahli@

69

قصيدة

1

الاقتباسات

93

متابعين

عمرو بن أحمر بن العمرَّد بن عامر الباهلي، أبو الخطاب. شاعر مخضرم، عاش نحو 90 عاماً. كان من شعراء الجاهلية، وأسلم. وغزا مغازي في الروم، وأصيبت إحدى عينيه. ونزل بالشام ...

المزيد عن عمرو الباهلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة