الديوان » العصر العثماني » الهبل » سرى طيفها وهنا إلي فحياني

عدد الابيات : 35

طباعة

سرَى طيفُها وهناً إليَّ فحيّاني

فيا حبّذا طيفُ من السّقم أحياني

بُعَيدَ السُّرى يَجتاب كلَّ تنوفةٍ

ولم يثنه عَنْ قصدِ مغرمِه ثاني

أيا زائراً من بعد نأي وفرقةٍ

وعاود النومُ أجفاني

بعيشِك يا طيفَ الأحبّةِ قلْ لهم

أما عطفةُ تُرجَى على المدنفِ العاني

وهل ذاكري أحباب قلبي على النّوى

أم الحُلبّ أغرَى مَن أحبّ بنسياني

على أنّ هذا الهجْر والصدّ منهمُ

لحالانِ في شرعِ الصبّابةِ حلوانِ

وحرمة أيامِ الوصال التي قضتْ

وطيبِ ليَالينا بذي الرملِ والبانِ

لقد تلفت روحي اشتياقاً إليكُم

وهاجتْ صبَاباتي إليكم وأحزاني

وقد كدتُ أقضي بعدكم يا أحبّتي

ومن بَعْدِكم ما كان بالموت أحراني

وأغْيد كَالْغُصن الرّطيب إذا مشى

من التّركِ فتّاكِ اللَّواحظ فتّانِ

يُرنّحهُ سكرُ الصَّبابةِ والصَّبا

كما رنَحَتْ ريحُ الصِّبا غُصُنَ البانِ

كُلفتُ به كالبدرِ حلَّ بسعدِه

وعاصيتُ فيه كلَّ من ظلَّ يَلْحانِي

ولم أَنْس في نعمان يوماً جنيتَ مِنْ

أزاهرِ خدّيهِ شقائق نعمانِ

يقولونَ ما ألقاكَ في نارِ حُبّهِ

فقلتُ لَهمْ لا تعتبوا خدُّه الْقاني

دعوني وذنبي في هواهُ فخالُه

إلى الحُب من طُور المحاسنِ نَادَاني

سأثني عناني نحوَهُ غير سامعٍ

ملاماً وكيف الكفرُ من بعدِ إيمان

ويا شرف الإسلام يا مَنْ صفاته

الحميدة حقّاً ما اجتمعنَ لإنسانِ

أتَتْني على بُعدٍ قصيدتك الّتي

أقرَ لها قاصي البريّة والدَاني

بعثتَ بها حسناءَ يا خيرَ مُحسنٍ

فأطلَقْتُ جُهدي بين حسْنٍ وإحسانِ

وأرسلتَها حوراء مَصْحوبة الرضى

فَقُلتُ انظروها فَهْي من حُورِ رضوانِ

كسرتَ قناة النّاصبين بها كما

رفعتَ بها يا بنَ الأكَارم من شاني

فَمِن أينَ لي في أنْ أجاريك طاقةٌ

وبحرك يَأْبَى أن يُقاسَ بغدراني

ولكنّ من عجزٍ أقابلُ بالحَصَى

قلائِدَ مِن درٍّ نظيم وعقيان

توصلتَ في مدحي إلى مدح ماجدٍ

به افتخرتْ أَبنا معدٍّ وعدنانِ

إمام الهدى رب النّدى واسع الجَدا

مُبيد العدى مُروي صَدى كلَّ عَطْشانِ

فتىً حازَ شأو المكرُمَات بهمةٍ

تريه البعيدَ الصَّعبَ مُسْتَسْهلاً داني

فمنْ كالحُسين السيّدِ النَّدب في الورى

يشيد العُلَى والمجد من غير ما واني

ولمّا شكوتَ الدهرَ يا خير ماجدٍ

غدوتُ بقلْبٍ من همومي حَرّانِ

وبتُّ كأنّي ساورتني ضَئيلةٌ

من الرقْش من أنْيابها السمّ يغشاني

لَحا اللهُ دهراً حاربتكَ صروفُه

ومالَتْ بطغيانٍ عليكَ وعدوانِ

وأنت الذي شرفتَهُ ورفعتَهُ

على أعصرٍ مرّتْ قديماً وأزمانِ

فمالَ ولو وفّاك ما تَسْتحقّهُ

بنى لك بيتاً فوق هامة كيوانِ

فَلاَ تبتئِسْ وابشر فسعدك مقبلٌ

سيأتيك ما تَهوَى وإنْ رغُمَ الشاني

وسوف ترى السَّبعَ الدَّراري مطيعةً

لأمرك فيما تَشْتهي ذات إذعان

عليك سلامٌ مثلُ أخلاقك الّتي

هِي الروضُ لاَ بل زهرُها غِبٍّ هتَّانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الهبل

avatar

الهبل حساب موثق

العصر العثماني

poet-alhbal@

374

قصيدة

1

الاقتباسات

39

متابعين

حسن بن عليّ بن جابر الهبل اليمني. شاعر زيدي عنيف، في شعره جودة ورقة. من أهل صنعاء، ولادة ووفاة. أصله من قرية (بني الهبل) وهي هجرة من هجر (خولان). له (ديوان ...

المزيد عن الهبل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة