الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » أرى الدهر يقضي كل يوم ديونه

عدد الابيات : 19

طباعة

أرَى الدَّهرَ يقضي كلَّ يومٍ ديونَهُ

فيقطعُ أهليِهِ كما يقطَعونَهُ

ويُخلِفُ عمَّن قد مَضَى من رجالهِ

كما يُخلِفُ الأصلُ القديمُ غُصونَهُ

لقد عوَّضَ الشَّعبَ الذي ساءَ راعياً

فأضحَكَ باكيهِ وسرَّ حزينَهُ

أمينٌ عليهِ حافظٌ عهْدَ ربِّهِ

يُضيِّعُ دنياهُ ليحفَظَ دينَهُ

عصاهُ عصا موسى التِّي شقَّتِ الصَّفا

وشَقَّ بها البحرَ الذي حالَ دونهُ

وذاكَ الجبينُ الطَّلْقُ قد زانَ تاجَهُ

جَمالاً وليسَ التَّاجُ زانَ جبينَهُ

يَمُدُّ إلى حفظِ الحياةِ شِمالُهُ

ويُلقي إلى حفظِ الرَّعايا يَمينهُ

أرَقُّ من الماءِ الزُّلالِ شمائِلاً

بألطافها فاقت صَفاهُ ولِينَهُ

وأثبَتُ من شُمِّ الجبالِ فلم يكُنْ

يُحرِّكُ زَلزالُ الخُطوبِ سكونَهُ

لهُ قَلَمٌ يجري على الصُّحْفِ راقماً

فتحسُدُ أرقامُ الطِّراز فنونَهُ

يسهِّلُ منْ طُرْقِ الكلام صِعابَها

ويفتحُ من سرِّ المعاني حصونَهُ

يُقلِّبُهُ ماضي البنانِ مُهذَّبٌ

تَرَى عينُهُ من كلِّ أمرٍ يقينَهُ

تجلَّى على عرشٍ من المَجدِ باذخٍ

تظُنُّ الثُّرَيا فوقهُ وهي دونَهُ

أقامَ على حفظِ الأمانةِ قلبَهُ

ووكلَّ بالسُّهْدِ الطَّويلِ جفونهُ

وجرَّدَ عن أهواءِ دنياهُ نفسَهُ

فقد أنكرَتْ ماءَ الوجودِ وطينَهُ

لهُ حِليةٌ من كلِّ فضلٍ تزينُهُ

وليسَ بهِ مِن ريبةٍ فتَشينهُ

وفي يدِهِ أمرٌ مُطاعٌ أجازَهُ

قديرٌ تَوَلَّى كافَ أمرٍ ونونهُ

نُهنِّيكِ يا صورُ التِّي غابَ نجمُها

ففازَت بنجمٍ قرَّبَ اللهُ حينُهُ

ظَفِرتِ من اللهِ الذي يَهَبُ المُنَى

بما أنتِ في تاريخِهِ تبتَغِينهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

146

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة