يا أخي في الله إن العهد

في الله وثيق

وطريق الحق ضحيا

ن فهيّا والطريق

يا أخي في الله هذا

الفجر ممدود الظلال

كان لي بالأمس محراب

صلاة وابتهال

ذهب الأمس فلا تهف

إليه وتعال

نزرع الأفق مني

حمراء يخشاها الزوال

ونوشي بالقنا المخضوب

أعناق الجبال

إنها ساعة إيمان

وعزم ونضال

نبتت في الزمن الغربيب

بيضاء المجال

فاغتنمها يقظ الوجدان

مشبوب الخيال

وأدر عينيك في البيداء

واستفت الرمال

فلها في عالم الصمت

نداءات طوال

يا أخي في الله إن العهد

في الله وثيق

وطريق الحق ضحيا

فهيا والطريق

يا أخي في الله هذي

القمم الشمّ شهود

لك فيها حسب ضخم

الأحاديث مجيد

تربها الصديان آباءٌ

كرام وجدود

توجوا المجد بتاج الخلد

والمجد وليد

الزمان الكهل غاب

وهمو فيه الأسود

عرب كالشهب وضاءون

مضاءون صيد

لم يكن فيهم لغير

الحق والخير وجود

وفراعين على أمجادهم

صلّى الخلود

ذكرهم في خاطر

الدهر قديم وجديد

كلهم قلبٌ يناجي

ولسان يستعيد

يا أخي في الله إن العهد

في الله وثيق

وطريق الحق ضحيا

فهيّا والطريق

يا أخي في الله

هذي القمم الشم عدول

هذه الرملة تحكي أختها فيما تقول

إنها تنشر للذّروة

ما تطوى السهول

ويحها ظمياء تخشى

الريّ من دمّ الضلول

شربته أزرق المعدن

مسموم الأصول

ثم دار الزمن المارد

عجلان الفصول

وجرى صهيون خلف

الوهم والوهم قتول

فبنى قبر أمانيه

وأغراه الفضول

وأراد الله أن ينتحر

الحظ الكسول

فإذا ما شاء صهيون

غثاء في سيول

وأتينا ولنا بالنصر

إيمانٌ طليق

نبعث الماضي الذي

كفّنه الدهر السحيق

يا أخي في الله

إن الحرب عمياء الدخان

كان في عيني نهار

لا تسلني كيف كان

طرق الليل على الهيجاء

أبواب الزمان

فاجعل الليلة دهرا

من جلاد وطعان

واسق صهيون لظاها

حممى الغليان

وإذ ناداك من أحلاف

صهيون لسان

يتمنى هدنة الحرب

وإغماد السنان

فاذكر القتلى

وما ذاقواه من كفّ الجبان

وارتقب يومي

فيومي مثلما أعلم دان

يا أخي في الله

إن العهد في الله وثيق

وطريق الحق ضحيا

ن فهيّا والطريق