الديوان » العصر الاموي » يزيد بن معاوية » نالت على يدها ما لم تنله يدي

عدد الابيات : 24

طباعة

نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي

نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي

كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها

أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ

كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها

فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ

مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكاً

تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ

وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ

وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي

وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ

وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي

إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ

فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّاناً لِمَنْ يَرِدِ

وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ

مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ

إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ

مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ

سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا

مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بِالكَمَدِ

وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً

مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ

فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ

إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ

قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها

مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ

قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ

تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ

قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَني وَمَضى

بِاللَهِ صِفْهُ وَلا تَنْقُصْ وَلا تَزِدِ

فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ

وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ

قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ

يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي

وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا

مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ

وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ

وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ

وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً

مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ

وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ

حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ

فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ

فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي

وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها

فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي

هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي

حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


قَوَدِ

المقصود أن قتيل الحب لا يُقاد قاتله ليقام عليه الحد، فالقود هنا المقصود بها إقامة حد القتل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو علاء سالم


رَمَقٍ

الرمق: بقية الروح

تم اضافة هذه المساهمة من العضو محمد


وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ

عَقْرب الصُّدغ: خُصْلة شعر تدليها المرأة على صدغِها في شكل حُمة العقرب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو فارس ابن المبارك


زُبانَتُهُ

وزُباني العقرب : قرناها ، وقيل : طرف قرنها ، وهما زُبانَيانِ كأَنها تدفع بهما

تم اضافة هذه المساهمة من العضو فارس ابن المبارك


معلومات عن يزيد بن معاوية

avatar

يزيد بن معاوية حساب موثق

العصر الاموي

poet-yazid-bin-muawiyah@

51

قصيدة

1

الاقتباسات

633

متابعين

يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي. ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد بالماطرون، ونشأ في دمشق. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 هـ وأبى البيعة له عبد الله بن ...

المزيد عن يزيد بن معاوية

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة