الديوان » تونس » محمود قابادو » لك الحمد يا من خص أهل الطريقة

عدد الابيات : 41

طباعة

لكَ الحَمدُ يا من خصّ أهل الطريقةِ

بكشفِ خفيّات علومِ الحقيقةِ

وَروّحهم من رَوح كلّ مكوّنٍ

وَأَورثهم أسراره النبويّةِ

مُحمّد عينُ الحمدِ شمس جمالهِ

فمنه بدورُ الأنبياءِ اِستمدّتِ

فصلّى عليه اللّه قدماً منزّها

لِطلعته روحاً وجسماً برحمةِ

وآلٍ وصحبٍ ما اِهتدى لطريقهم

مُريدٌ بنورِ العصمة الشاذليّةِ

وبعدُ فحمد اللّه أوّل واجبٍ

على نعم الأرواح والبشريّةِ

وَهيهات والنعماء ذات تجرّدٍ

يحيط بها حمد بكلّ طريقةِ

وَلمّا أراد اللّه جلّ جلاله

هدائي بنظمي في سلوك الطريقةِ

رَأيت الّذي قد كُنت أسمَعُ بعضه

وَشاهدت أَسرار الغيوب الخفيّةِ

إِذا لم أجد للحمدِ وهو فريضة

لسانَ مقالٍ قادرٍ أو سريرةِ

فَأَيقَنت أنّ الحمد منه لنفسهِ

وحقّقتُ أنّ العجز غاية قدرتي

فَأوّلهم حبرٌ إمامٌ معظّمٌ

وليٌّ تقيٌّ عالمٌ بالشريعةِ

هو السيّد البشير نجل عزيزةٍ

وفرع أصولٍ طيّبات رفيعةِ

وَشيخُه مفتي العصرِ أعني محمّداً

هو الشاذليّ بن المؤدّب ثيقةِ

وَوالده أولاه فاِذكره قائلاً

أيا عمر حيّيت خير تحيّةِ

وأهّله الدرديرُ فيها وشيخهُ

عَليّ الصعيدي ذو العلوم السنيّةِ

عن الشيخِ نور الدين عن شمسه ذروا

بها أحمد الفيّاض في كلّ وجهةِ

وَعن شيخه اِبن المرابط واِسمهُ

محمّد وهو عن أبيه سمايةِ

وشيخُه اِبن القاسم أعني محمّداً

ورضوانُ قد رقّاه أوج الحقيقةِ

عن القلفتي عن شيخهِ الواسطي من

سُقي قلبه الميّودُ وَكأسُ المودّةِ

عَن الكاملِ المرسي عن الشاذلي الّذي

بِأنوارهِ ضاءت نجوم الولايةِ

فَقُل فيه كلّ العالمينَ بواحدٍ

وَقُل طيّب الأصلين روحٍ وجثّةِ

عَن اِبن مشيش القطب عن شيخهِ

عنِ الحسنِ البصري فاز بِمُنيةِ

عَن اِبن الدقاق والأنصاري شيخه

عنِ القطبِ إبراهيمَ عالم بصرةِ

عَن العارفِ الشيخ أبي الحسن الّذي

هَداهُ الجنيديّ إمام الطريقةِ

عن العالم المراري عن جابر بن عب

دِ اللّه إِمامِ الحكمة الكيماويةِ

عَنِ الحسنِ السبط الرفيع مكانةً

وأوّل ثاني سيّدي أهل جنّةِ

وثمّ أبوه أعني باب مدينة ال

علومِ عليّاً ليث يوم الكريهةِ

عَنِ المُصطفى ثمّ الأمينِ بوحيهِ

عَنِ اللّه جلّ اللّهُ ربّ البريّةِ

فَيا حَبّذا الحبلُ المتينُ متى بهِ

تَمسّك عبدٌ نال أوثق عروةِ

وَيا رَحمةً قد أودع اللّه درّها

بأصداف سرّ السادة الشاذليّةِ

رجالٌ ترى الأحوال من نَفَحاتِهم

شموساً تضيء القلب قهراً بسطوةِ

كَأنّ عبيقَ المسكِ من بعضِ عَرفهم

وَهيهاتَ أينَ المسكُ من نشر حمزةِ

هُم القوم لا يشقى جليسهمُ همُ الس

سَكارى بصرفِ الخمرةِ الواحديّةِ

لِمجذوبهم قد أوجبَ الصحوَ عارفٌ

بِأنّهم من صفوِ أهلِ العنايةِ

وَلَو لم يكن كتمُ الولاية واجباً

مَخافةَ ميلِ الناسِ للجاهليّةِ

لَقال رسولُ اللّه للصحب مخبراً

بِحزبِ الوليّ الشاذلي سرّ آيةِ

وَألهمتُ ذا في النوم إذناً بقوله

وما قلتهُ عَن محضِ عقلٍ وفكرةِ

وَقَد حان أن أثني العنان وما عسى

إِذا مدح المختار مدحي وقولتي

عَليه صلاةُ اللّهِ ما دام نورهُ

بِمشكاةِ صدرِ شيخ أهل المغارةِ

وَآله والأصحابِ ما دام أهلها

بدور دياجي المجد في كلّ وجهةِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمود قابادو

avatar

محمود قابادو حساب موثق

تونس

poet-Mahmoud-Qabadu@

259

قصيدة

1

الاقتباسات

50

متابعين

حمود بن محمد (أبو علي) قابادو التونسي أبو الثناء. شاعر عصره بتونس، ومفتي مالكيتها. أصله من صفاقس. انتقل سلفه إلى تونس، فولد ونشأ بها. وأولع بعلوم البلاغة ثم تصوف، وأكثر ...

المزيد عن محمود قابادو

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة