الديوان » العصر العباسي » عبد المحسن الصوري » جزعت فجزع دمع عينك بالدم

عدد الابيات : 23

طباعة

جَزِعتَ فَجَزع دَمعَ عَينِكَ بالدَّمِ

وَلا تَبكِ طَرزَ الحُسنِ إِلا بِمُعلَمِ

فَلستَ مُطاعاً إِن تُعدَّ مُتَيَّماً

إِذا كُنتَ لا تَأتي بِفِعل المُتَيَّمِ

وإِلا فَسَل إِنسانَ عَينكَ ما له

إِلى كلِّ إِنسانٍ بقَلبِكَ يَرتَمي

وعَينٍ تَركتُ النَّومَ كاللَّومِ عِندَها

فَسِيَّانَ في البَغضاءِ نَومي ولُوَّمي

دخَلتُ لَها لمَّا جَنَت تَحتَ ما جَنَت

وما استَحسَنَت ظُلمي وقلتُ لَها اكتُمي

ولم تَدرِ ما كِتمانُه وتَلَجلَجَت

فقُلتُ فإِن لَم تُحسِني فتَعَلَّمي

إِذا غصَّ جَفنٌ منك بالماءِ فاستُري

مَحاجِرَهُ عَن أعينِ الناسِ واسجُمي

وأغيدَ يأبَى حُسنُه أن يُقالَ لي

كَما قيلَ إِن الحُبَّ ربَّتَما عَمي

لُه نَظَرٌ لَم يُبقِ منِّي سِوى الهَوى

ولَو كانَ منِّي لَم يَزَل فيهِ مَقسمي

ولَيلَةَ باتَ المالِكونَ جَوارِحي

سِوى مُقلَةٍ بقَّيتُها للتَّظَلُّمِ

ركبتُ وكانَ البَحرُ في البرِّ جارِياً

عَلى الشَّمسِ في داجٍ من اللَّيلِ مُظلِمِ

وصَيَّرتُ أخفافَ المَطايا بُطونَها

لَها فَوقَ وَجهِ الماءِ مِشيَةَ أرقَمِ

ولَم يعلَموا ما جادَهُ الدَّمعُ فيهمُ

بل اتَّهَموا جَدوى عليِّ بنِ مُلهَمِ

فتىً لا يَرى يَومَ الوَغى كلَّ ضَيغَمٍ

إِذا رامَهُ إلا فَريسَةَ ضَيغَمِ

لَهُ راحَتا جُودٍ إِذا ما أَغارَتا

عَلى العُدم لم تَسمَع زَماناً بمُعدَمِ

ويَوم لِقاءٍ ثلَّمَ الضَّربُ سَيفَهُ

ليَومِ ثَناءٍ ليسَ بالمُتَثَلّمِ

فكَم مِن كميٍّ قالَ لمَّا استَحارَهُ

عَليهِ العِدى قَولاً إِلى الصِّدقِ يَنتَمي

ألَم يكُ فيما خاطَبَتكُم سُيوفُهُ

بهِ قبلَ هَذا حُجَّةٌ للمُسَلِّمِ

ذَروني وَأوقاتَ السَّلامَةِ إنَّها

قلائِلُ من يَطلُب بِها السّلم يَسلَمِ

فَما كُنتُ ممَّن يُطعِمُ الطَّيرَ لَحمَه

بسَيفِ فَتىً مِن طَعمِه كانَ مَطعَمي

وكَم فَلكٍ للجودِ دارَ فلَم يَزَل

يُديرُ لِسانِي بالمَدائِحِ في فَمي

قَطعتُ إليكَ المُستَجيبينَ أنفُساً

عليهِ ولَم يُسرِع لَها في التَّقَدُّمِ

أبا حَسنٍ فارفِق عَليهِم لِيُدرِكوا

فَليسَ الكَريمُ الطَّبعِ كالمُتَكرِّمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الصوري

avatar

عبد المحسن الصوري حساب موثق

العصر العباسي

poet-Abdul-Mohsen-Al-Suri@

623

قصيدة

75

متابعين

عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري، أبو محمد ويلقب بابن غلبون. شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. له (ديوان شعر - خ) ...

المزيد عن عبد المحسن الصوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة