الديوان » العراق » محمد مهدي الجواهري » أرح ركابك من أين ومن عثر

عدد الابيات : 34

طباعة

أرح ركابكَ من أينٍ ومن عثَرِ

كفاك جيلانِ محمولاً على خطر ِ

كفاك موحشُ دربٍ رُحتَ تَقطعهُ

كأنَّ مغبرَّة ليل بلا سحَرِ

ويا أخا الطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ

في كلَّ يومٍ له عُشٌ على شجرِ

عريانَ يحمل مِنقاراً وأجنحةً

أخفَّ ما لمَّ من زادٍ أخو سَفَرِ

بحسبِ نَفسَكَ ماتعيا النفوسُ به

من فرط منطلق ٍ أو فرط منحدر

أناشدٌ أنت حتفاً صنعَ منتحرِ

أم شابكٌ أنت , مغتراً, يدَ القدر

خفَّضْ جَناحيكَ لا تهزأ بعاصفةٍ

طوى لها النسر كشحيه فلم يطر ِ

ألفى له عِبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ

من غيره, وجَناحٍ منه منكسِر ِ

ياسامرَ الحي بي شوقٌ يرمِضٌني

إلى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ

ياسامر الحي بي داءٌ من الضجَرِ

عاصاه حتى رنينُ الكأس والوترِ

لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم

ياسامرَ الحي بي جْوع إلى السهَرِ

ياسامر الحي حتى الهم من دأبٍ

عليه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ

خلاف ما ابتُدعت للخمر من صورٍ

وجدتها زادَ عجلانٍ ومنتظَرِ

كأنَّ في الحَبَب المرتجّ مفترقاً

من الطريق على ساهٍ ومذٌكَرِ

ياسامر الحي انَّ الدهرَ ذو عجبٍ

أعيت مذاهبه الجلىٌ على الفِكَرِ

كأنَ نُعماءه حبلى بأبؤسهِ

من ساعةِالصفو تأتي ساعة الكَدَرِ

تندسُ في النَّشوات الحُمسِ عائذَةً

هذي فُتدركها الأخرى على الأثَرِ

ينَغٌص العَيش إنٌ المَوت يدرِكهُ

فنحن من ذين ِ بين الناب والظفرِ

والعمرُ كالليل نحييه مغالطة

يُشكى من الطول أو يشكي من القِصَرِ

وياملاعبَ أترابي بمنعَطَفٍ

من الفرات إلى كوفانَ فالجِزُرِ

فالجسرُ عن جانبيه خفقُ أشرِعةٍ

رفّافةٍ في أعالي الجو كالطررِ

إلى (الخورنق) باق في مساحبهِ

من أبن ماء السما ماجرٌ من أثرِ

تلكم (شقائقه) لم تأل ناشرةً

نوافج المسك فضّتها يدُ المَطَرِ

بيضاءَ حمراءَ أسراباً يموجُ بها

ريشُ الطواويس أو مَوْشية الحَبَرِ

للآنَ يُطرب سمعي في شواطئه

صدحُ الحمام وثغيُ الشاة والبقر

والرملة ُ الدمثُ في ضوءٍ من القَمَرِ

والمدرجُ السَمحُ بين السُوح والحُجَرِ

يا أهنأ الساع في دنياي أجمَعُها

إذا عددتُ الهنيء الحلوَ من عُمري

تصوبَّي من علٍ حتى إذا إنحَدَرتْ

بي الحتُوفُ لذاك الرمل فانحَدري

تُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق

من الطفولة عذبٍ مثلها غضَرِ

وتُستطار طيوفُ الذكرياتِ سوى

طيفٍ من المهد حتى اللحد مُدٌكَرِ

في(جنَّة الخلد) طافت بي على الكبر

رؤيا شبابٍ وأحلام ٍ من الصِغَرِ

مجنَّحاتُ أحاسيس ٍ وأخلية

مثل الفراشات في حقل الصِبا النضِر

أصطادهنَّ بزعمي وهي لي شركٍ

يصطادُني بالسنا واللطِف والخفَرِ

أقتادهُنَّ إلى حربٍ على الضجر

فيصْطلن على حربي مع الضجرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


الغضارات

عضر بمعنى انصراف

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسن


جيلانِ

مفردة من العبرية تعني الصعود ويقصد الشاعر فيها الكِبَر والعُجُب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسن علي العوادي


جيلانِ

مثنى جيل، وما يقصده الجواهري رحمة الله عليه هو خمسون عامًا تزيد او تنقص

تم اضافة هذه المساهمة من العضو العربي


تُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق من الطفولة عذبٍ مثلها غضَرِ

• تُمحى الغضارات: الغضارات جمع “غضارة”، وهي النعمة، والرخاء، وكل ما هو نضير وجميل في الحياة. “تُمحى” أي تزول وتفنى. • في الدنيا: أي في هذه الحياة الزائلة. • سوى شفق: الشفق هنا ليس بالضرورة الغروب فقط، بل قد يكون استعارةً لما يبقى من أثرٍ أو لمعانٍ خافتٍ بعد زوال النور. وقد يكون الشفق هنا رمزًا لذكرى أو عاطفة دافئة باقية. • من الطفولة: أي أن هذا الشفق هو مما تبقى من زمن الطفولة. • عذب مثلها: أي حلوٌ كحلاوة الطفولة نفسها. • غَضَرِ: “غَضَر” هنا صفة على وزن “فَعَل” تعني الطراوة والنضارة، أي طريّ نديّ لم يذبل، وهي صفة تدل على الجِدّة والحيوية. التفسير: البيت يقول إن كل مظاهر النعمة والجمال والرفاه في هذه الدنيا مصيرها الزوال، إلا شيء واحد لا يُمحى: وهو ذلك الشفق العذب الذي يخلفه طيف الطفولة، فيبقى في النفس كأثر دافئ، طريّ، لم يجفّ بعد، رغم مرور السنين

تم اضافة هذه المساهمة من العضو ألزهراء إبراهيم


تُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق من الطفولة عذبٍ مثلها غضَرِ

الشرح: • تُمحى الغضارات: “الغضارة” هي النعمة الكثيرة أو مظاهر الرفاه والرخاء، وقد تُفهم أيضًا بمعنى الفتوة أو النضارة في العيش؛ أي كل ما هو جميلٌ وعذب في الحياة. • في الدنيا: أي في هذه الحياة الدنيا. • سوى شفقٍ من الطفولة: الاستثناء هنا منقطع (بمعنى: لا يبقى شيء من الغضارات إلا شفقٌ من الطفولة)، و”الشفق” هو الضوء الباقي في الأفق بعد غروب الشمس، وهو استعارة عن الذكرى الباقية أو الأثر الباهت المتوهج. • عذبٍ مثلها غَضَرِ: “عذبٍ” صفة لهذا الشفق (أي شفق عذب)، و”مثلها غضَرِ” (الغَضَر: رقة الشباب والنعومة)، فالشاعر يشبه هذا الشفق العذب برقة الطفولة وعذوبتها. المعنى العام: كل مظاهر الجمال والنعيم في الدنيا تزول وتُمحى مع مرور الوقت، ولا يبقى منها إلا أثرٌ باهتٌ كالشفق، قادم من زمن الطفولة، وهو الأثر الوحيد العذب، لأنه يحمل نعومة الطفولة وصفاءها وصدقها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو ألزهراء إبراهيم


وتُستطار طيوفُ الذكرياتِ سوى طيفٍ من المهد حتى اللحد مُدٌكَرِ

الشرح: • وتُستطار طيوفُ الذكريات: “تُستطار” من الفعل “استطار”، أي انتشرت وتفرّقت كالدخان أو الطيف في الهواء، و”طيوف الذكريات” جمع “طيف”، أي صور الذكريات التي تمرّ على الخاطر وتتلاشى. • سوى طيفٍ من المهد حتى اللحد مُدَّكَرِ: هنا استثناء من الذكريات المتلاشية، أي أن كل الذكريات تتبعثر وتضيع، إلا طيفًا واحدًا يظل ثابتًا في الذاكرة، وهو طيف ممتدّ من المهد (الولادة) حتى اللحد (القبر)، و”مُدَّكَر” اسم مفعول من “ادّكر” أي تُذكر ويُستعاد، وهو يدل على طيفٍ دائم التذكّر، حاضر دائمًا في الوجدان. المعنى العام: كل الذكريات تتناثر وتضيع مع الزمن، لا يبقى منها شيء، إلا طيفٌ واحدٌ ممتدّ عبر الحياة كلّها، من بدايتها إلى نهايتها، لا يُنسى، ولا يغيب عن البال، وكأنه خلاصة الذاكرة ولبّ التجربة الإنسانية

تم اضافة هذه المساهمة من العضو ألزهراء إبراهيم


معلومات عن محمد مهدي الجواهري

avatar

محمد مهدي الجواهري حساب موثق

العراق

poet-jawahiri@

216

قصيدة

2

الاقتباسات

2635

متابعين

محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1903 – 27 يوليو 1997): شاعر عربي عراقي، يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، على جمال ...

المزيد عن محمد مهدي الجواهري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة