الديوان » العراق » محمد مهدي الجواهري » لبنان يا خمري وطيبي

عدد الابيات : 33

طباعة

"لبنانُ" يا خمري وطيبي

هلاّ لَممتِ حُطامَ كوبي

هلاّ رَدَدْتِ لسُهدِها

عيني، وقلبي للوجيب

هلاّ عطفتِ ليَ الصِّبا

نشوانَ يرفُلُ بالذُّنوب

نزَقُ الشبابِ عبدته

وبَرِئتُ من حِلْمِ المشيب

لبنانُ ما ذنبي إذا

رقَّعتُ شيْبي بالنسيب

الأخضرُ الريّانُ بين

جوانحي عِرمُ الشُبوب

يا من يقايضُني صدى

الهمساتِ والسَمَرِ المُريب

وترصُدُ القمار كابن

أبي ربيعةَ في المغيب

والكاعبَ الحسناءَ

تستُرني بمِفْضَلِها القشيب

وتنابزَ القبلاتِ في

نجوى كمستَرَقِ الدبيب

ويداً تخبّطُ في الهوى

ويداً تُعابثُ في الجُيوب

يا من يُقايضني ربيعَ

العُمرِ ذا المَرْجِ العشيب

بالعبقريّة كلِّها

بخُرافة الذهنِ الخصيب

بعُصارة الستينَ تر

زح بالأديب وبالأريب

شيطانَ " غوته " يا ربيب

الغدرِ والدمِ والحروب

ومُقايضَ السبعينَ

بالعشرينَ عن ثمنٍ رهيب

لو جئتَني لوجدتني

مَحضَ السميعِ المستجيب

أيهٍ بشارةُ والليا

لي مثقلاتٌ بالعجيب

متدافعاتٌ بالفُجا

ءة لايَنينَ من اللُّغوب

والدهرُ في صَعَدٍ وما

عزَّ الطلاب على طَلوب

"والزُهرةُ" الشقراء طو

عُ يديْ "ككارينَ" الرهيب

"الأخطلُ" الجبَّارُ جا

ء "الكوفتينِ" على نجيب

وأبو العلاء على بنا

تِ الماءِ تُحدَى بالجَنوب

وذعرتَ صحراءَ العرا

قِ بموكبِ النارِ المَهيب

بالآلةِ الخرساء تستوري

على وهج اللهيب

وأتيتُ "لبناناً" بجا

نحتين من ريحٍ غَضوب

مثلَ المسيح إلى السما

ء وقد حُمِلتُ على صليب

كأسي تُصفَّق بالغما

مِ بكفِّ غيداء لَعوب

ويدي على جَرَس تشدّ

ومقلتي لفم المجيب

وتحفزَّ النهدانِ في

أفقٍ من الصدر الرحيب

سَخِرت عصافيرُ السما

ء بخائفين من الوثوب

بمزَعزعينَ توجُساً

ومحزّمينَ على الجيوب

واستصغرت زمرَ الجنادب

في فُويهات الثقوب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد مهدي الجواهري

avatar

محمد مهدي الجواهري حساب موثق

العراق

poet-jawahiri@

216

قصيدة

2

الاقتباسات

1940

متابعين

محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1903 – 27 يوليو 1997): شاعر عربي عراقي، يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، على جمال ...

المزيد عن محمد مهدي الجواهري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة