الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » أنا والرجاء وأنت والكرم

عدد الابيات : 54

طباعة

أنا والرَّجاءُ وأنت والكَرَمُ

ولكَ الفَعالُ كما ليَ الكَلِمُ

خُتِمَ الإجادةُ في المدائحِ بي

وبكَ الأَجاوِدُ في النّدى خُتِموا

حَجّتْكَ آمالُ العبادِ لأَنْ

عَلِمَتْ بأنَّ فِناءكَ الحَرَم

تُوليهمُ مِنناً وتَشْكُرُهُمْ

قَسَماً لقد عَظُمَتْ بك النِّعَم

مِدَحٌ على آثارِها مِنَحٌ

غُرُّ تدومُ كأنّها دِيَم

راجيكَ يَسأَمُ مِن تَتابُعِها

ولديكَ لا ضَجَرٌ ولا سَأَم

أَبداً تُطالِعُ حالَ ذي أَمَلٍ

فَتعودُ حاليةً وَتنْتَظِم

يا طالعاً ومُطالِعاً أَبداً

لم يَبْقَ لا ظُلْمٌ ولا ظُلَم

تَفْديكَ نفْسي وهْي طائعةٌ

ونفوسُ أَقوامٍ وإنْ رَغِموا

من بَحْرِ جُودٍ فَيْضُ أَنمُلِه

للغَيْثِ عَلّمَ كيف يَنْسَجِم

يُخْفي صَنائعَه ليُكْرِمَها

مثْلَ الوجوه تَصونُها اللُّثُم

فتَزيدُ نُوراً كلّما كُتِمتْ

شمسُ الظّهيرة كيفَ تنكَتِم

تَقِصُ الأُسودَ بكلّ ناحلةٍ

في الكفِّ ممّا تُنبِتُ الأجَم

تُبدي ملوكُ الأَرضِ وطاعتَها

فلكلّ ما رَسَمْتَه تَرتَسِم

إن أَصبحَتْ حرباً لهمْ حُرِبوا

أو أَصبَحتْ سِلْماً لهمْ سَلِموا

تُغْني كما تُفْني فَريقتُها

نِعَمٌ طوالَ الدَّهرِ أَو نِقَم

تَجرِي بها يُمنَى يَدَيْ ملِك

في بَطْنها الآمالُ تَزدَحِم

لَمّا غدا الأسيافُ من شَرَفٍ

فيها معَ الأقلام تَخْتَصِم

قَبضَت لذي ولهذه قَبَصت

حتّى تراضَى السّيفُ والقَلَم

ليظلَّ كُلُّ من أنامِلهِ

بمَحلّهِ المَخْصوصِ يَتّسِم

إنّي لَخادمُ كلّ ذي نظَرٍ

شافٍ يُميَّزُ عنْدَهُ الخَدَم

يا أَعدلَ النّاسِ الّذينَ بهمْ

عند الحوادثِ تُكشَفُ الغُمَم

عنْدي فَدتْكَ النَّفْسُ حادثةٌ

الخصمُ فيها أَنت والحَكَم

ما لي أُباعُ كذا مُجازَفَةً

ولكلِّ قومٍ في العُلا قِيَم

أَفبعْدَ تَسْييري لكمْ مِدَحاً

حُدِيَتْ بِهنَّ الأَينُقُ الرُّسُم

مَصقولةً مثْلَ الرّياضِ غَدَتْ

يَبكي الغمامُ لها فتَبْتَسِم

تَرْضَى بأنْ تَغْدو لها طَرِباً

وفؤادُ ناظِمها لكُمْ وَجِم

ويَروحَ مُنْحلاً بسَعْيِكُمُ

أَمْرٌ غدا ليَ وهْو مُنْتَظِم

وتَميلَ عن مِثْلي إلى نَفَرٍ

لا يُذكَرونَ إهانةً لَهُم

فَسَلِ الفضائلَ إن سأَلْتَ بنا

تُخْبِرْكَ كم بَيْني وبَيْنَهُم

وأَعِدْ إلينا نظَرةً لتَرَى

يا صاحِ أَين أنا وأَينَ هُم

زَعَموا بأنّكَ تَعْتَني بِهمُ

هي هِجْرتي إن صَحَّ ما زَعموا

دَعْ أَنفُسَ الأوغادِ ساخِطةً

ما حَمْدُ كُلِّ النّاسِ يُغْتَنَم

شُكْري وشُكْرُهمُ إذا طُلِبا

شَمْلٌ لَعمْرُك ليسَ يَلْتَئِم

أَعرِضْ عنِ الذُّلاّنِ إن عُرِضوا

فَوُجودُهمْ سِيّانِ والعَدَم

لا تَظْلِمِ الإحْسانَ مُصْطَنِعاً

مَنْ أَنتَ تَبْنِيهِ ويَنْهَدِم

لا يَتْبعَنَّ المرءَ ذو رِيَبٍ

عُرِفَتْ فكم من تابعٍ يَصِم

وإنِ ادَّعَى قِدَمَ الوَلاءِ فما

للوغْدِ لا قِدَمٌ ولا قَدَم

في الوُدِّ أَوْلَى باتّهامِكَ مَنْ

في الدِّينِ أَصبحَ وهْو مُتَّهَم

وأَحَقُّ مَنْ عُنيَ المُلوكُ بِهِ

مَنْ سارَ فيما قالَ ذِكْرُهُم

لولا زُهيرٌ والمديحُ لهُ

لم يَدْرِ هذا النّاسُ مَنْ هَرِم

وأَنا الَّذي لم يَسْخُ بي أَحَدٌ

إلاّ غدا ونَديمُهُ النَّدَم

وإذا اهْتَزَزتُ لمَدْحِ ذي كَرَمٍ

فأنا لسانٌ والزَّمانُ فُم

فَلْتَطْلُبَنَّ رِضايَ مِنْ كَرَمٍ

ورِضا العُلا يا ابْنَ الأُلَى كَرُموا

ولْتُبْعِدَنَّ ذوي مُعانَدَتي

بحياةِ حُسْنِ مديحِكَ القَسَم

والحرُّ يُلزِمُهُ تَكرُّمُهُ

ما ليس يَلزَمُهُ فيَلْتَزِم

لا سِيّما واللهُ يَشكُر ما

تَأْتي وأَهْلُ الدِّينِ كُلُّهُم

قلْ قَوْلةً للهِ فاصلةً

والدّاءُ َتحسِمُه فيَنْحَسم

دُمْ للأَفاضلِ ما هَمَتْ دِيَمٌ

واسْلَمْ لَهُمْ ما أَورقَ السَّلَم

واْسَعْد بصَوْمٍ مَرَّ مُفْتَتَحٌ

منْه وأَقبلَ منه مُخْتَتَم

في دولةٍ غَرّاءَ عُرْوَتُها

بِيَدِ السُّعودِ فليس تَنْفَصِم

آدابُنا وزَمانُنا قَصُرَتْ

مِن أَهلِهِ عِنْ أَهلِهِا الهِمَم

فأَعِنْ على حَرْبِ الخُطوبِ فتىً

بكَ يا مُعينَ الدّينِ يَعْتَصِم

فالفَضْلُ يا ابْنَ الفَضْلِ صاحبُهُ

قَمِنٌ بأَنْ تُرعَى لهُ الذِّمَم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

104

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة