الديوان » مصر » أحمد زكي أبو شادي » لم يحصر الفن فن ذهن وانان

عدد الابيات : 51

طباعة

لم يُحصر الفن فن ذهن وانان

حتى يمجد شعري فوق حسباني

لكن هو النبل صنو الحب مذ خلقا

وكم يجسَّم احساناً باحسان

ومن أكون لأحظى من محبتكم

بما يجدد وجداني وايماني

وما يضاعف في عمري ويسعفه

بكل حلم يُغِّذى روح فنان

دنيا من الشعر نحيا في قصائدها

وما تحدب منها غير عنوان

جازت روائعها الأكوان وازدحمت

في كل شيء وجازت كل امكان

من شاء مُتعتها لم يَثنه تعبٌ

ومن تبرّم عاش الآسف العاني

كأنني من نداكم صرت مالكها

وصرت كانزها في طى وجداني

نوابغَ الأدب الوَّضاء في وطنٍ

أغلى معانيه تحريرُ لانسان

وافي الربيع بكم عطرا وأغنيةً

وساحرا ينتشي منه الجديدان

يُسدي الأيادي لا من ولا عددٌ

مثل الملَّك في جاهٍ وسلطان

لم يسأم الخلقُ جدواه مُرَّددة

أو عيده وهو عند اليوم عيدان

أقصى أمانيَّ أن أحيا شذَى وسنىً

بعد الحياة اذا التذكار أحياني

والان جُدُتم على نفسي بما عشقت

كأن عمري بعد اليوم عمران

من أي نبعٍ رحيقُ الشكر أنهله

نخباً لكم حين أسقيه بألحاني

وكيف أجزِي شعوراً لا كفاء له

واستقُّل بتعبيري وميزاني

من يبذلُ الحب لا يُجزي عوارفه

إلاّ صدىً في حنايا قلبه ألحاني

أكرم بكم من أساةٍ في عواطفهم

ومن حماةٍ لآداب وعرفان

خَفُّوا سراعاً لتكريمي كأنَّ بهم

يوم المرؤةِ ثأراً عند أحزاني

تركت مصر وقلبي لوعةٌ ولظىً

لِجنَّةٍ ضُيِّعت في نومَ جنَّان

عاث اليرابيعُ فيها وهو في شغل

عنها بأضغاث أحلام وبهتان

أذا أفاق تعالت صيحةٌ كذبت

فلم تُعقَّب بمجهودٍ ليقظان

بذلت عمري لأرعاها واوقظه

فكان سُقمي وتعذيبي وحرماني

فدىً لها لو أباحت كل ما ملكت

نفسي وما وهبت في حبها الجاني

تركتها وبودّي غير ما حكمت

به المقاديرَ في أشجانِ لهفان

وقلت عَّلى على بُعدٍ أشارفها

وأنفخُ الصورَ إن فاتته نيراني

في بيئةٍ تُنزل الأحياء منزلهم

ولا تحاول تخليدا لأكفان

فلم يخيب رجائي في نوازعها

ولم تكن هجرتي من مصر هجراني

هل يعلم الهدسن المحبوبُ ما شغفي

بُحسنه وكأن النيل نيلان

وما غرامي بُشعطان يغازلها

تصَّوفت فوق أحلام لشطآن

وكيف يجتمع الشَّو قَان في وطنٍ

أَسلاَ العديدين أشواقا لأوطان

وفي محبتكم غنيان ذى أدب

وفي مآثركم أضعاف غُنياني

قد أدرك الخلق حين الغيثُ جانبهم

وبَّر بي حين اصفى الأهل جافاني

شفت مرائيه أوصابي كرؤيتكم

وحين ناجيته عن مصر ناجاني

لم أحى في قُربه روحاً ولا بدنا

بل فكرةً فوق أرواحٍ وأبدان

اثنانُ خلَّدت الدنيا لأجلهما

الحب والنبُّل مذ كانا بإنسان

قد طوّقاني بدينٍ من فضائلكم

وان توارت وان باهت بديواني

وليس فيه سوى أصداء عاطفة

ذبيحةٍ بين آلام وأشجان

أنسيتُ مُوجعّ أتراحي وقد غمرت

تلك الألوف الضحايا نارُ شيطان

ياليت لي حَظَّ حكَّامس فانقذهم

فالموتُ والذل للأحرار سيان

واهاً لهم في الصحارى لاغذاءَ لهم

ولا كساء سوى الفاظ مَنَّان

كأنهم في الضنى والسقم بحصدهم

مُحاصرين زرافاتٍ لجرذان

أين البساتين كانوا زَينَ نضرتَها

أين الضياع بكت في دمع غُدران

ضاعت وضاعوا بلا ذنبٍ لأمَّتهم

وأصبحوا عبراً تُروى لأزمان

فإن بخلنا ببعض البرّ يسعفهم

فأي معنىً وعيناهُ لأديان

وما التشُّدقُ بالأوطان نخذلها

وما الوفاء تجَّلى شرَّ كفران

شكرا لكم سادتي شكراً فقدوتكم

كالشمس تطلع إلهاما لحيران

إن تكرموني فقد أنصفتمو أمماً

عانت وضَّحت وما زالت بأرسان

فُكُّوا القيود وأحيوها بحكمتكم

وجنبوها عباداتٍ لأوثان

لا خير في الشعر تطريب وتطريةً

ومحضَ زهوٍ بألحانٍ وألوان

وما الخلود لفن لا تسُود به

روحُ الجمال دنايا العالم الفاني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد زكي أبو شادي

avatar

أحمد زكي أبو شادي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Zaki-Abu-Shadi@

224

قصيدة

2

الاقتباسات

447

متابعين

أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي. طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة، بمصر، متنقلا بين معاملها "البكترويولوجية" ...

المزيد عن أحمد زكي أبو شادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة