الديوان » العصر العباسي » بشار بن برد » غمض الحديد بصاحبيك فغمضا

عدد الابيات : 15

طباعة

غَمَضَ الحَديدُ بِصاحِبَيكَ فَغَمَّضا

وَبَقيتَ تَطلُبُ في الحِبالَةِ مَنهَضا

وَكَأَنَّ قَلبي عِندَ كُلِّ مُصيبَةٍ

عَظمٌ تَكَرَّرَ صَدعُهُ فَتَهَيَّضا

وَأَخٌ سَلَوتُ لَهُ فَأَذكَرَهُ أَخٌ

فَمَضى وَتُذكِرُكَ الحَوادِثُ ما مَضى

فَاِشرَب عَلى تَلَفِ الأَحِبَّةِ إِنَّنا

جُزُرُ المَنِيَّةِ طاعِنينَ وَخُفَّضا

وَلَقَد جَرَيتُ مَعَ الصِبا طَلقَ الصَبا

ثُمَّ اِرعَوَيتُ فَلَم أَجِد لي مَركَضا

وَعَلِمتُ ما عَلِمَ اِمرؤٌ في دَهرِهِ

فَأَطَعتُ عُذّالي وَأَعطَيتُ الرِضا

وَصَحوتُ مِن سُكرٍ وَكُنتُ مُوَكَّلاً

أَرعى الحَمامَةَ وَالغُرابَ الأَبيَضا

ما كُلُّ بارِقَةٍ تَجودُ بِمائِها

وَلَرُبَّما صَدَقَ الرَبيعُ فَرَوَّضا

وَمُنيفَةٍ شَرَفاً جَعَلتُ لَها الهَوى

إِمّا مُكافَأَةً وَإِمّا مُقرَضا

حَتّى إِذا شَرِبَت بِماءِ مَوَدَّتي

وَشَرِبتُ بَردَ رُضابِها مُتَبَرِّضا

قالَت لِتِربيَها اِذهَبا فَتَحَسَّسا

ما بالُهُ تَرَكَ السَلامَ وَأَعرَضا

قَد ذُقتُ أُلفَتَهُ وَذُقتُ فِراقَهُ

فَوَجَدتُ ذا عَسَلاً وَذا جَمر الغَضا

يا لَيتَ شِعري فيمَ كانَ صُدودُهُ

أَأَسَأتُ أَم رَعَدَ السَحابُ وَأَومَضا

وَيلي عَلَيهِ وَوَيلَتي مِن بَينِهِ

ما كانَ إِلاّ كَالخِضابِ فَقَد نَضا

سُبحانَ مَن كَتَبَ الشَقاءَ لِذي الهَوى

كانَ الَّذي قَد كانَ حُكماً فَاِنقَضى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بشار بن برد

avatar

بشار بن برد حساب موثق

العصر العباسي

poet-bashar-ibn-burd@

639

قصيدة

14

الاقتباسات

1295

متابعين

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ...

المزيد عن بشار بن برد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة