الديوان » العصر العباسي » البحتري » ليت الخليط الذي قد بان لم يبن

عدد الابيات : 21

طباعة

لَيتَ الخَليطَ الَّذي قَد بانَ لَم يَبِنِ

بَل لَيتَ ما كانَ مِن حُبّيكِ لَم يَكُنِ

أَحرى العُيونِ بِأَن تَدمى مَدامِعُها

عَينٌ بَكَت شَجوَها مِن مَنظَرٍ حَسَنِ

ما أَحسَنَ الصَبرَ إِلّا عِندَ فُرقَةِ مَن

بِبَينِهِ صِرتُ بَينَ البَثِّ وَالحَزَنِ

يا فَرحَةً لي مِنَ الشَمسِ الَّتي طَلَعَت

في الرائِحينَ بِسِربِ الرَبرَبِ القَطِنِ

كَثيبُ رَملٍ عَلى عَليائِهِ فَنَنٌ

وَشَمسُ دَجنٍ بِأَعلى ذَلِكَ الفَنَنِ

ما تَقَعُ العَينُ مِنها حينَ تَلحَظُها

إِلّا عَلى فِتنَةٍ مِن أَقتَلِ الفِتَنِ

قامَت تَثَنّى فَلانَت في مَجاسِدِها

حَتّى كَأَنَّ قَضيبَ البانِ لَم يَلِنِ

لي عَن قَليلٍ ضَميرٌ لا يُلِمُّ بِهِ

وَجدٌ عَلَيكِ وَقَلبٌ غَيرُ مُرتَهَنِ

إِنَّ الهُمومَ إِذا أَوطَنَّ في خَلَدٍ

لِلمَرءِ سارَ وَلَم يَربَع عَلى وَطَنِ

إِلَيكَ بَعدَ وِصالِ البيدِ أَوصَلَنا

آذِيُّ دِجلَةَ في عيرٍ مِنَ السُفُنِ

غَرائِبُ الريحِ تَحدوها وَيُجنِبُها

هادٍ مِنَ الماءِ مُنقادٌ بِلا رَسَنِ

جِئناكَ نَحمِلُ أَلفاظاً مُدَبَّجَةً

كَأَنَّما وَشيُها مِن يُمنَةِ اليَمَنِ

كَأَنَّها وَهيَ تَمشي البُحتُرِيَّةَ في

يَدي أَبي الفَضلِ أَو في نائِلِ الحَسَنِ

نُهدي القَريضَ إِلى رَبِّ القَريضِ مَعاً

كَحامِلِ العَصبِ يُهديهِ إِلى عَدَنِ

مِن كُلِّ زَهراءَ كَالنُوّارِ مُشرِقَةٍ

أَبقى عَلى الزَمَنِ الباقي مِنَ الزَمَنِ

شُكرَ اِمرِئٍ ظَلَّ مَشغولاً بِشُكرِكَ عَن

فَرطِ البُكاءِ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ

قَد قُلتُ إِذ بَسَطَت كَفّاكَ مِن أَمَلي

ماشاءَ مِن نائِباتِ الدَهرِ فَليَكُنِ

رَضيتُ مِنكَ بِأَخلاقٍ قَدِ اِمتَزَجَت

بِالمَكرُماتِ اِمتِزاجَ الروحِ بِالبَدَنِ

وَزِدتَني رَغبَةً في عَقدِ وُدِّكَ إِذ

شَفَعتَ ذاكَ النَدى بِالفَهمِ وَالفِطَنِ

تُدني إِلى المَجدِ كَفّاً مِنكَ قَد أَنِسَت

بِالبَذلِ وَالجودِ أُنسَ العَينِ بِالوَسَنِ

مَن يُصبِهِ سَكَنٌ مِمَّن يُحِبُّ وَمَن

يَهوى فَما لَكَ غَيرُ المَجدِ مِن سَكَنِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2057

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

أضف شرح او معلومة