الديوان » العصر العباسي » البحتري » ماجو خبت وإن نأت ظعنه

عدد الابيات : 44

طباعة

ماجَوُّ خَبتٍ وَإِن نَأَت ظُعُنُه

تارِكُنا أَو تَشوقُنا دِمَنُه

يَعودُ لِلصَبِّ بَرحُ لَوعَتِهِ

إِن عاوَدَ الصَبَّ في دَدٍ دَدَنُه

إِذا إِستَجَدَّت داراً تَعَلَّقَها

بِالإِلفِ حَتّى كَأَنّها وَطَنُه

تَاللَهِ ما إِن يَني يُدَلِّهُنا

سُرورُ هَذا الغَرامِ أَو حَزَنُه

مَتى عَدِمتَ الجَوى أَعارَكَهُ

مُعيدُ لَحظِ مَكروةٍ فِتَنُه

يَفَتَتُّ فيهِ الهَوى إِذا ثَقُلَت

مَأكِمَتاهُ وَخَفَّ مُحتَضَنُه

أَبقِ عَلى القَلبِ مِن تَتَيُّمِهِ

وَأَيُّ مُستَغلِقيهِ يَرتَهِنُه

وَرُبَّ صابي نَفسٍ إِلى سَكَنٍ

يَسومُ إِتواءَ نَفسِهِ سَكَنُه

يَغتَرُّ بِالدَهرِ ذو الإِضاعَةِ وَال

دَهرُ عَدُوٌّ مَطلولَةٌ إِحَنُه

في زَمَنٍ رَنَّقَت حَوادِثُهُ

أَشبَهُ شَيءٍ بِحادِثٍ زَمَنُه

رَضيتُ مِن سَيِّءِ الزَمانِ بِأَن

يَعشُرُهُ غَيرَ زائِدٍ حَسَنُه

يُحبى الأَتاوي مِن شُكرِنا مَلِكٌ

مَعقودَةٌ في رِقابِنا مِنَنُه

تَصنَعُ صَنعاؤُهُ لَهُ شَرَفاً

لَم تَتَأَخَّر عَن مِثلِهِ عَدَنُه

عَلَت يَدٌ لِلعَلاءِ مُفضِلَةٌ

كَما تَعَلّى مِن عارِضٍ مُزُنُه

إِن هَزَّهُ المادِحونَ سامَحَهُم

فَرعٌ مِنَ النَبعِ طَيّعٌ فَنَنُه

تَكرُمُ أَذواؤُهُ إِذا جَعَلَت

تَحظُرُها قُصرَةً لَهُ يَمَنُه

وِزارَتاهُ فيما نُشاهِدُ أَو

نُواسُهُ في القَديمِ أَو يَزَنُه

ساقَ أُمورَ السُلطانِ يُسلِكُها

نَهجاً مِنَ الرُشدِ واضِحاً سَنَنُه

يَغبى رِجالٌ عَنها وَقَد ضُرِبَت

مُحيطَةً مِن وَرائِها فِطَنُه

إِن شَذَّ عَن عَينَيهِ مُغَيَّبُها

كانَت وَفاءً مِن عَينِهِ أُذُنُه

إِن خاتَلَتهُ الرِجالُ في خَمرٍ

فَسِرُّهُ المُستَشارُ لا عَلَنُه

وَالسَيفُ في نَصلِهِ خُشونَتُهُ

لَيسَ الَّتي يَستَعيرُها سَفَنُه

نَذُمُّ عَجزَ العُقولِ عَن خَطَرٍ

نَكيلُهُ بِالعُقولِ أَو نَزِنُه

يَشرَهُ حِرصاً حَتّى يَثوبَ لَهُ

ذُخرٌ مِنَ المُعلَياتِ يَختَزِنُه

لا يَتَأَنّى العَدُوَّ يُمهِلُهُ

وَلا يُبادي الصَديقَ يَمتَهِنُه

أُذكُر هَداكَ الإِلَهُ أَغثَرَ لا

يُغسَلُ بِالبَحرِ طامِياً دَرَنُه

إِبنَ وَضيعٍ مِنَ اليَهودِ إِذا إِس

تُنطِقَ لَم يَرتَفِع بِهِ لَسَنُه

تَرَبَّبَتهُ قُرى السَوادِ وَلَم

تُبنَ عَلى أُمَّهاتِهِ مُدُنُه

أَلكَنُ مِن عُجمَةِ البِلادِ إِذا

أَرادَ مِنهُ يُقالُ قالَ مِنه

لَم يَضرِبِ الهَرمُزانُ فيهِ وَلا

مارَمَّةٌ خالُهُ وَلا خَتَنُه

أَدّى إِلَينا خِنزيرَ مَزبَلَةٍ

فاحِشَةً إِن عَدَدتُها أُبَنُه

إِذا اِلتَقى وَالشُروطُ أَقبَلَ قُب

لَ الأَرضِ حَتّى يُصيبُها ذَقَنُه

أُنظُر إِلى الأَصهَبِ العَنَطنَطِ مِن

مُعَلِّليهِ فَعِندَهُ شَجَنُه

أَفرَطَ إِدلالُهُ وَطالَ عَلى

سُخطِكَ مِن أَفنِ رايِهِ وَسَنُه

وَكَم جَريءٍ عَلى عِنادِكَ قَد

عادَ هُزالاً في مَتنِهِ سِمَنُه

وَغدٌ يَعُدُّ الإِفضالَ يُمنَحَهُ

حِقداً عَلى المُفضِلينَ يَضطَغِنُه

لَم يَعبَ لِلنِعمَةِ الجَزاءَ لَم

يَقدُر جَليلَ المَعروفِ ما ثَمَنُه

يَسرِقُكَ الشُكرَ ثُمَّ أَنتَ عَلى

سَيحِ دُجَيلٍ وَالسوسِ تَأتَمِنُه

وَلَم أَجِد قَبلَهُ قَصيرَ يَدٍ

فازَ بِمالِ الأَهوازِ يَحتَجِنُه

ما رابَ رَأيٌ إِلّا جَعَلتُكَ ميزا

ناً عَلَيهِ في الحَزمِ أَمتَحِنُه

وَما إِختِياري جاراً سِواكَ سِوى ال

عَجزِ أَجَنَّت رَوِيَّتي جُنَنُه

إِنَّ المُوَلّى عَنكُم وَمُهجَتُهُ

فيكُم لَعانٍ وَثيقَةٌ رُهُنُه

لَهُ إِلَيكُم نَفسٌ مُشَرِّقَةٌ

إِن راحَ عَنكُم مُغَرِّباً بَدَنُه

وَالبُعدُ إِن تاجَرَ المَشوقُ بِهِ

قَيضٌ مِنَ القُربِ بَيِّنٌ غَبَنُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2099

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة