عدد الابيات : 73

طباعة

بدت لجفونك العبر

ولا فكر ولا نظر

وأنذرت النّهي فصمم

ت عما ألفت النّذر

ولم تحفل بأحقاب

لك الأيام والعصر

وأهملت الصّبا سفهاً

فهذا الشيب والكبر

تطيل مناك مجتهداً

وعمرك خانه القصر

وتعطي أيُّها المغرو

ر من عصيانها غرر

وتجحد فضل من شهدت

له الآصال والبكر

وفيه شواهد التّوحي

د بيّنةٌ ولا بصر

تعالى ملك من خضعت

له الأرواحُ والصور

ومن نطقت بفطرته

يقيناً هذه الفطر

إلهُ ليس يلحق مل

كَهُ نقصٌ ولا غير

وربٌ لا تحوم على

سوى آياته الفكر

فلم ينكر أدلَّّته

صحيح العقل مُدَّكِرُ

ولم ينسب إلى أحد

سواه النَّفع والضَّرر

له من خلقه حجج

وفي تصريفهم عبر

غنّي لا افتقار له

ونحن إليه نفتقر

فسبحان اللطيف بنا

وبأس الخطب منتشر

وسبحان الذي يُعصى

فيعفو وهو مقتدر

له في كل شارقة

أيادٍ ليس تنحصر

وهل تخفى وقد وَضُحَت

لها بوجوهنا غُرر

رياضُ المنِّ باسقةٌ

ففيها الظل والثمر

وخير جميعها أثراً

إذا ما عدَّت الخِيَرُ

إمامُ يأمُرُ الدنيا

بطاعته فتأتمر

إلى المنصور منتسب

وبالرحمن منتصر

شديد شكائم العزمات

ساعة تضعفُ المرر

إذا ما ناظره

تكاد الأرض تنفطر

هو الدُّنيا لنا والدِّين

وهو الصَّحو والمطر

له من بأسه عدد

ومن عزماته نفر

فإن يصبح خليفتنا

فنعم الركن والوزر

وإن نصبح رعيته

فسعد ساقه القدر

سمعنا ثم أبصرنا

فطاب الخُبرُ والخَبَرُ

وردنا نحو نائله

فلذَّ الورد والصدر

فقد أغنى الورى فضلاً

فأثرى البدو والحضر

وقد وسع الورى عدلاً

فلا حذر ولا ضرر

وفاق النّاس قاطبةً

فلم يعدل به بشر

وكيف يحيف ملتزم

لما جاءت به السُّور

يروح اللَّيث والأروى

وتعد والشاة والنَّمِرُ

تحلت يمنه الدنيا

فلم يعزب لها وطر

فكلُّ بلادها زهر

وكلُّ زمانها سحر

له جودٌ كأن البحر

تطفو فوقه الدُّرر

وحِلمٌ هل رأيت الطَّو

د لا ريح ولا قتر

وبأسٌ هل لمحت النَّار

لا تبقى ولا تذر

سيكفيه العدا ظفر

بظهر الغيب مدَّخر

وأدعيةٌ تؤكدها

دموع العين والسهر

وطائفةٌ موحدةٌ

لنصر الحَقِّ تبتدر

فقد وثقت بأنَّ الفت

ح في الأعداء منتظر

فلم يعرض لها فشل

ولم يقعد بها خور

لها من سمرها شجر

ومن راياتها زهر

إذا ركبوا حسبت البح

ر فوق البحر ينهمر

وإن حملوا ظننت النَّا

ر تحت الرِّيح تستعر

كأن قتامهم سُحُبٌ

وفيها الشُّهب تنكدر

كماةٌ خيرة نجب

حماةٌ ذادةٌ صُبُرُ

أمامَهُمُ إمامُهُمُ

وحسبكم فنقتصر

وكيف تضل طائفةٌ

يسير أمامها القمر

تَقَدَّمُهُم بَسَالَتُهُ

وفيها البيض والسمر

وتكنفهم سعادتهُ

فلا خوف ولا خَوَرُ

فلا تحذر أعاديه

فهم لسيوفه جزر

ولا ترهب مناوئه

وإن أملى له البطر

إذا سيمت رقاق الهند

لم تعدل بها الإِبر

وإن زأرت ليوث الغيل

لم تثبت لها الحمر

فيا من غرَّه ناظره

جهام مالها مطر

أفق فاللَّيث مطّلع

عليك وأنت منتظر

أغرّك حلمه زمناً

ستعلم حين تختبر

يلين الغمد تلمسه

وفيه الصَّارم الذَّكر

كذاك النار ساكنة

وتحت سكونها الشَّرر

كأني عن عرضت له

ولا عين ولا أثر

فبادر باب من يعفو

لمن يهفو فيعتذر

وأيقن أن أمر اللّ

ه عقد ليس ينتثر

وسوف تنال ما يجني

عليك الغَدر يا غَدِرُ

تذكّر ما الذي انقلبت

به أشباهك الآخر

خليفتنا هو المنصور

فاحتفلوا أو احتضروا

سيعلو الصَّفو مرتفعاً

ويسفل تحته الكدر

ومن كان الهدى معه

فمضمون له الظَّفر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو زيد الفازازي

avatar

أبو زيد الفازازي حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Abu-Zaid-Al-Fazazi@

175

قصيدة

33

متابعين

عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد، أبو زيد الفازازي القرطبي، نزيل تلمسان. شاعر. له اشتغال بعلم الكلام والفقه. كان شديداً على المبتدعة. استكتبه بعض أمراء وقته. ولد بقرطبة، ومات بمراكش. له ...

المزيد عن أبو زيد الفازازي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة