الديوان
الديوان
»
المخضرمون
»
عبدة بن يزيد
»
أبني إني قد كبرت ورابني
عدد الأبيات : 30
طباعة
مفضلتي
أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني
بَصَري وَفِيَّ لِمُصلِحٍ مُستَمتِعُ
فَلَئِن هَلَكتُ لَقَد بَنَيتُ مَساعِياً
تَبقى لَكُم مِنها مَآثِرُ أَربَعُ
ذِكرٌ إِذ ذُكِرَ الكِرامُ يَزينُكُم
وَوِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنفَعُ
وَمَقامُ أَيّامٍ لَهُنَّ فَضيلَةٌ
عِندَ الحَفيظَةِ وَالمَجامِعُ تَجمَعُ
وَلُهىً مِنَ الكَسبِ الَّذي يُغنيكُمُ
يَوماً إِذا اِختَصَرَ النُفوسَ المَطمَعُ
وَنَصيحَةٌ في الصَدرِ صادِرَةٌ لَكُم
ما دُمتُ أُبصِرُ في الرِجالِ وَأَسمَعُ
أوصيكُمُ بِتُقى الإِلَهِ فَإِنَّهُ
يُعطي الرَغائِبِ مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
وَبِبِرِّ والِدِكُم وَطاعَةِ أَمرِهِ
إِنَّ الأَبَرَّ مِنَ البَنينَ الأَطوَعُ
إِنَّ الكَبيرَ إِذا عَصاهُ أَهلُهُ
ضاقَت يَداهُ بِأَمرِهِ ما يَصنَعُ
وَدَعوا الضَغينَةَ لا تَكُن مِن شَأنِكُم
إِنَّ الضَغائِنَ لِلقَرابَةِ توضِعُ
وَاِعصوا الَّذي يُزجي النَمائِمَ بَينَكُم
مُتَنَصِّحاً ذاكَ السَمامُ المُنقَعُ
يُزجي عَقارِبَهُ لِيَبعَثَ بَينَكُم
حَرباً كَما بَعثَ العُروقَ الأَخدَعُ
حَرّانَ لا يَشفي غَليلَ فُؤادِهِ
عَسَلٌ بِماءٍ في الإِناءِ مُشَعشَعُ
لا تَأمَنوا قَوماً يَشِبُّ صَبِيُّهُم
بَينَ القَوابِلِ بِالعَداوَةِ يُنشَعُ
فَضِلَت عَداوَتُهُم عَلى أَحلامِهِم
وَأَبَت ضِبابُ صُدورِهِم لا تُنزَعُ
قَومٌ إِذا دَمَسَ الظَلامُ عَلَيهِمُ
حَدَجوا قَنافِذَ بِالنَميمَةِ تَمزَعُ
أَمثالَ زَيدٍ حينَ أَفسَدَ رَهطَهُ
حَتّى تَشَتَّتَ أَمرُهُم فَتَصَدَّعوا
إِنَّ الَّذينَ تَرَونَهُم إِخوانَكُم
يَشفي غَليلَ صُدورِهِم أَن تُصرَعوا
وَثَنِيَّةٍ مِن أَمرِ قَومٍ عَزَّةٍ
فَرَجَت يَدايَ فَكانَ فيها المَطلَعُ
وَمَقامِ خَصمٍ قائِمٍ ظَلِفاتُهُ
مَن زَلَّ طارَ لَهُ ثَناءٌ أَشنَعُ
أَصدَرتُهُم فيهِ أُقَوِّمُ دَرأَهُم
عَضَّ الثِقافِ وَهُم ظِماءٌ جُوَّعُ
فَرَجَعتُم شَتّى كَأَنَّ عَميدَهُم
في المَهدِ يَمرُثُ وَدعَتَيهِ مُرضَعُ
وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ قَصري حُفرَةٌ
عَبراءُ يَحمِلُني إِلَيها شَرجَعُ
فَبَكى بَناتي شَجوَهُنَّ وَزَوجَتي
وَالأَقرَبونَ إِلَيَّ ثُمَّ تَصَدَّعوا
وَتُرِكتُ في غَبراءَ يُكرَهُ وِردُها
تَسفي عَلَيَّ الريحُ حينَ أُوَدَّعُ
فَإِذا مَضَيتُ إِلى سَبيلي فَاِبعَثوا
رَجُلاً لَهُ قَلبٌ حَديدٌ أَصمَعُ
إِنَّ الحَوادِثَ يَختَرِمنَ وَإِنَّما
عُمرُ الفَتى في أَهلِهِ مُستَودَعُ
يَسعى وَيَجمَعُ جاهِداً مُستَهتِراً
جِدّاً وَلَيسَ بِآكِلٍ ما يَجمَعُ
حَتّى إِذا وافى الحِمامُ لَوقَتِهِ
وَلِكُلِّ جَنبٍ لا مَحالَةَ مَصرَعُ
نَبَذوا إِلَيهِ بِالسَلامِ فَلَم يُجِب
أَحَداً وَصَمَّ عَنِ الدُعاءِ الأَسمَعُ
الصفحة السابقة
كأن ابنة الزيدي يوم لقيتها
الصفحة التالية
إذا ما قام راعيها استحثت
معلومات عن عبدة بن يزيد
عبدة بن يزيد
عبدة بن يزيد (الطبيب) بن عمرو بن علي، من تميم. شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام. كان أسود، شجاعاً. شهد الفتوح، وقتال الفرس مع المثنى بن حارثة، والنعمان بن مقرن،..
المزيد عن عبدة بن يزيد
تصنيفات القصيدة
قصيدة رثاء
عموديه
بحر الكامل
اقرأ أيضاً ل عبدة بن يزيد :
صاحبت قيساً صحبة فومقته
حلت سليمى بطن وجرة فالرجا
خليلي ما أنصفتما إذ وجدتما
عليك سلام الله قيس بن عاصم
يحملن أترجة نضح العبير بها
يا أم عمرو لا تجدي صرمنا
وليس أخوك الدائم العهد بالذي
عيرانة كأتان الضحل ناجية
هل حبل خولة بعد الهجر موصول
كأن ابنة الزيدي يوم لقيتها
الرئيسية
شعراء العصور
شعراء الدول
البحور الشعرية
الاقتباسات الشعرية
الشعراء والمؤلفون
موضوعات القصيدة
موضوعات الاقتباسات
مفضلتي ❤