عدد الابيات : 92

طباعة

إِذا نَصَبت عامِلاً

فَاِختَر أَميناً عاقِلا

وَفَوض الأُمورا

كَيما تَرى مَعذورا

لا تنصبنَّ مسرفا

عَلَيهِ إِن تَخَلفا

فَيُكثر الخِيانة

للأمن بِالأَمانة

ثُم بِهِ يَحتج

في ظُلمِهِ فَيَنجو

فَلَيسَ في الإِسراف

شَيء سِوى الإجحاف

ثُمَ احتجاج العامل

بِهِ لِكُل باطل

تَفقد الرِّجالا

وَقَلب الأَحوالا

مَن كانَ ذا سِياسة

فَوله الرِّئاسه

وَمَن تَرى في حالِه

إِصلاح رَأس ماله

فَولِّه الخراجا

تحمد بِهِ العِلاجا

مَن كانَ ذا عماره

فَهَب لَهُ إِماره

وَولِّه الضياعا

تَأمَن بِهِ الضياعا

مَن كانَ ذا بَيان

عِندَ التِباس الشان

طباً بَصيراً بِالحيل

ما شاءَ مِن شَيء فعل

فوله الرَّسائِلا

إِن كانَ شَهماً عاقِلا

أَو كانَ ذا تَلطف

في كُل أَمر متلف

وَهوَ أَمين الغَيب

عفّ نَقي الجَيب

وَإِن للكتابه

شرطاً وَلِلخطابه

خَط وَلفظ وَأَدب

وَعفة عَن الربب

وَالعَقل وَالكتمان

وَالقَلب وَاللسان

فَكاتب الرَّسائل

وال عَلى المقاتل

إِذ عِنده الأَسرار

أجمعُ وَالأَخبار

يقلب القُلوبا

وَيَفعل الغَريبا

بِلَفظَةٍ قَبيحة

أَو نكتَةٍ مَليحة

فَمصلح وَمُفسد

مُقَرب وَمبعد

مَن كانَ طَلق الوَجه

حر قَليل الجبه

مُمَيزاً لِلناس

بِاللطف وَالإِيناس

فَوله الحِجابا

وَاستكفه الأَبوابا

من حجب الخَرائِطا

وَالبردَ كانَ غالِطا

تَأَخر الأَخبار

يُؤذن بِالبوار

وَصاحب الدواة

أَيضاً مِن الكفاة

لَهُ شُروط فَاِعلم

لا تجهلن تَغنم

العَقل وَالأَمانة

وَكَثرَة الدّيانه

وَذاكَ مِن أَجل القصص

وَحفظ صَك إِن خَلَص

نَظافة الأَطراف

وَخفة الأَعطاف

وَسُرعة وَفهم

وَخبرة وَعلم

مَن كانَ ذا مروه

شيمته الفتوَّه

وَفيهِ أَيضاً عفه

وَفطنة وَخفه

وَهمة وَعَقل

وَنَخوة وَفَضل

فَنط أُمور الدار

بِهِ وَلا تمار

لِيفصل الأُمورا

مِن غَير أَن تشيرا

مخففاً عَن قَلبكا

مروحاً عَن كربكا

وَإِنَّما يراجعك

في الأَمر أَو يُطالعك

في النابه الخَطير

لا الخامل الحَقير

لِكُل شغل رَجل

لِكُل قَوم عَمَل

وَإِنَّما البَلاء

وَالصيلم الصَّماء

نَصبك ذا مَكان ذا

مِن غَير رُشد يُحتَذى

لا تكحل السِّباعا

لا تُحجم الضِّباعا

لِكُلِّ قَوم صنعه

لكل جَنب صَرعه

لا تَأمنن موتورا

لا تَدَعه مُشيرا

إِذا نَكبت أَحداً

فَلا تَعد مُعتَمدا

عَلَيهِ في الملم

لا سيما المُهم

علله بِالأَماني

وَاخدعه بِالتَّواني

وَوله حَقيرا

يعش بِه أَميرا

فَكَثرَة البَطاله

ضَرّارة قَتاله

وَإِن أَمنت جانبه

فَجانب المجانبه

وَوله ما يَنبغي

وَاشغله عَنكَ وَافرغِ

سيادة السادات

قِيادة القادات

أحسن من قتلهم

للخوف مِن جَهلهم

إِذا مَضى الأَعيان

وَذَهَبَ الأَقران

وَعَدم الأَمثال

وَفَقَد الأَشكال

لَم تحسن الرِّئاسه

لَم تَطب السِّياسه

لا تُكمل السِّياده

حَتّى تَسود الساده

استبقهم لِيكمدوا

إِن الفَتى مَن يحسد

يَقبح عِندَ السائس

مَجد بِلا مُنافس

ما لَم يذل الحاسد

وَيخضع المعاند

وَيضرع الشريف

وَيخشع المُنيف

فَما بَلَغت أَمَلا

وَلا سَمَوت في العُلا

وَصاحب الأَخبار

يعد في الأَشرار

وَهوَ إِذا ما صَدقا

في قَولِهِ وَحَققا

من أَنفَع الأَعوان

للملك وَالسُّلطان

فَولها أَمينا

لا فاسِقاً ضَنينا

يَجعَلها للمكسبه

فَإِنَّ ذاكَ معطبه

وَقَلد المَعونه

مِن طَبعِهِ الخُشونه

الدائم الجُلوس

الظاهر العَبوس

الحَسَن السياسه

الجَيد الفَراسه

الطيب الآباء

الحازِم الحَوباء

فَظاً قَليل الرَّحمه

صَلباً كَثير الحشمه

المحنة الكَبيره

إِن كُنتَ ذا بَصيره

حر كَبير الشان

يُصلح للسلطان

ترمقه الأَبصار

تحمده الأَحرار

وَتعقد الخَناصر

عَلَيهِ وَالضَّمائر

إِن قيلَ مَن ذا يصلح

لِدَفع خَطب يفدح

يَسُد ما قَد سَده

وَهوَ الرَّئيس بَعدَه

قيل لَهُ فُلان

فَرضي السُّلطان

مُعتَزل لعملك

يَخفي خَفايا زللك

لَيسَ عَلَيهِ حجه

يَرى بِها مَحَجه

فَاِحتَل عَلَيهِ بِالعَمَل

وَوله بَعضَ الشغل

تَحط من رتبته

تَغض مِن حشمته

إِذ صارَ مِن عمالكا

وَعد مِن رجالكا

وَانكبه حَتّى يَخملا

فَقَد وَجَدت السُّبلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الهبارية

avatar

ابن الهبارية حساب موثق

العصر العباسي

poet-Ibn-Al-Habariya@

216

قصيدة

79

متابعين

محمد بن محمد بن صالح العباسي. نظام الدين، أبو يعلى، المعروف بابن الهبارية. شاعر هجاء. ولد في بغداد وأقام مدة بأصبهان، وفيها ملكشاه ووزير نظام الملك. وله مع الوزير أخبار. ...

المزيد عن ابن الهبارية

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة