الديوان » العصر الأندلسي » ابن شهيد » أرى أعينا ترنو إلي كأنما

عدد الابيات : 17

طباعة

أَرى أَعْيُناً ترنُو إِليّ كأَنَّما

تُساوِرُ منها جانِبيَّ أَراقِمُ

أَدورُ فلا أَعْتامُ غيْر مُحارِبٍ

وأَسْعى فلا أَلْقَى امْرأً لِي يُسالِمُ

ويجْلِبُ لِي فَهْمِي ضُرُوباً مِن الأَذَى

وأَشقَى امْرِئٍ في قَرْيةِ الجهْلِ عالِمُ

وأَوْجعُ مَظْلُومٍ لقَلْبٍ وذِي حِجىً

فَتى عَربيٌّ تزدريهِ أَعاجِمُ

غَنِيتُمُ على ما تزعمُونَ عن الورى

لقد سَفِهَتْ تِلْكَ الحُلُومُ الزَّوَاعِمُ

وَهل يُقْدمُ البازِي على الطَّيْرِ في الضُّحى

إِذا زالَ عن ريشِ الجناحِ القَوادِمُ

سَلامٌ علَيْكُم لا تَحِيّةَ شاكِر

ولَكِنْ شَجى تَنْسدُّ منه الحلاقِمُ

وَما قُرِعتْ سِنِّي علَيْكُم نَدامةً

وأوشِكْ غَداً أَنْ يَقْرعَ السِّنَّ نادِمُ

علَيْكُم بدارِي فاهْدِمُوها دعائِماً

ففى الأَرْضِ بنَّاءُونَ لِي ودَعائِمُ

لئِن أَخْرجتْني عنكُم شرُّ عُصْبة

ففي الأَرْضِ إِخْوانٌ عليَّ أَكارِمُ

وإِنْ هَشَمَتْ حقِّي أُميّةُ عِنْدها

فَهاتا عَلى ظَهْرِ المحجَّةِ هاشِمُ

ولا غَرو مِن تَرْكِ القَلانِسِ جانِباً

إِذا عَرفَتْ حَقِّي هُناكَ العمائِمُ

ولمّا فَشا بِالدَّمْعِ مِنْ سِرِّ وجْدِنا

إِلى كاشحِينا ما القُلُوبُ كواتِمُ

أَمرْنا بإِمْساكِ الدُّمُوعِ جُفُونَنا

لِيْشجي بما تطوِي عَذُولٌ ولائِمُ

فظَلَّتْ دُمُوعُ العيْنِ حيْرى كأَنَّها

خِلالَ مآقِينا لآلٍ توائِمِ

أَبَى دَمْعُنا يَجْرِي مَخافةَ شامِتِ

فنَظَّمهُ بَيْنَ المحاجِرِ ناظِمُ

وراقَ الهَوى منَّا عُيُونٌ كَرِيمةٌ

تَبسَّمْنَ حتى ما تَرُوقُ المباسِمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن شهيد

avatar

ابن شهيد حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-al-Shahid@

84

قصيدة

98

متابعين

عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي، أبو مروان. وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها. ولد ومات بقرطبة. له (تاريخ) كبير يزيد على مئة جزء، بدأه ...

المزيد عن ابن شهيد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة