الديوان » المخضرمون » معن المزني » قفا يا خليلي المطي المقردا

عدد الابيات : 30

طباعة

قِفا يا خَليلَيَّ المَطِيَّ المُقَرَّدا

عَلى الطَلَلِ البالي الَّذي قَد تَأَبَّدا

قِفا نَبكِ في أَطلالِ دارٍ تَنَكَّرَت

لَنا بَعدَ عِرفانٍ تُثابا وَتُحمَدا

قِفا إِنَّها أَمسَت قِفاراً وَمَن بِها

وَإِن كانَ مِن ذي وُدِّنا قَد تَمَعدَدا

وَلَم يَغن مِن حَيّى وِمِن حَيِّ خُلَّتي

بِها مَن يُناصي الشَمسَ عِزّاً وَسُؤدَدا

فَلِي أَشهُرٌ حَتّى إِذا اِنشَقَّتِ العَصا

وَطارَ شعاعاً أَمرُهُم فَتَبَدَّدا

فَساروا فَأَمّا جُلُّ حَيّى فَفَرَّعُوا

جَميعاً وَأَمّا حَيُّ دَعدٍ فَصَعَّدا

فَهَيهاتَ مِمَّن بِالخَوَرْنَقِِ دارُهُ

مُقيمٌ وَحَيٌّ سائِرٌ قَد تَنَجَّدا

أُولائِكَ فَاِتوني غَداةَ تَحَمَّلُوا

فَحُقَّ لِقَلبي أَن يُراعَ وَيُعمَدا

بِأَحسَنِ أَهلِ الأَرضِ جِسماً وَمَبسِماً

إِذا ما اِجتَلى في شارَةٍ أَو تَجَرَّدا

وَقَد قُمتُ إِذ قامَت وَقالَت وَأَعرَضَت

تَجُرُّ قَشِيباً مِن حَريرٍ وَمُجسَدا

جَفَت عَينُ ذاتِ الخالِ لَمّا تَنَكَّرَت

وَقالَت أَرى هَذا الفَتى قَد تَخَدَّدا

فَوَاللهِ ما أَدري أَأَلحُبُّ شَفَّهُ

فَسُلَّ عَلَيهِ جِسمُهُ أَم تَعَبَّدا

فَتِلكَ الَّتي ما إِن تَذَكَّرتُ دَيدَني

وَدَيدَنَها في الدَهرِ إِلّا لِأَكمَدا

تَعَلَّلتُ إِذ دَهري فَتىً بِوصالِها

وَقَد عَصِلَت أَنيابُ دَهري وَعَرَّدا

وَباعَ الغَواني بِالَّتي رَثَّ وَصلُها

وَإِن كانَ ما أَعطى قَليلاً مُصَرَّدا

بِدَعدٍ وَلَن تَلقى لَها ذا مَوَدَّةٍ

وَلا قَيِّماً في الحَيِّ إِلّا مُحَسَّدا

أَبى لِمُحِبيِّها النَقيصَةَ أَنَّما

أَخو الحِلمِ عَن أَمثالِها من تَجَلَّدا

أَرى ما تَرى دَعدٌ غَمامَةَ صَيِّفٍ

مِنَ الغُرِّ تُكسى الشَرعَبِيَّ المُعَضَّدا

تُضِيءُ وَأَستارٌ مِنَ البَيتِ دونَها

إِذا حَسَرَت عَنها الطَرافَ المُمَدَّدا

وَإِن هِيَ قامَت في نِساءٍ حَسِبتُها

قَناةً أُقيمَت في قَناً قَد تَأَوَّدا

وَقالَت لِتَثني لِي الهَوى وتَشوقَني

أَرى عَنكَ سِربالَ الصِبا قَد تَقَدَّدا

عَلى أَنَّني وَاللَهُ يُؤمَلُ حارِسٌ

مِنَ الخَبلِ نَفسي أَن تَموتَ وَتَكمَدا

وَعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلومُني

وَقَد غابَ عَيُّوقُ الثُرَيّا فَعَرَّدا

تَأَوَّبَني هَمٌّ فَبِتُّ مُسَهَّدا

وَباتَ الخَلِيُّ الناعِمُ البالِ أَرقَدا

تَأَوَّبَهُ مَكذوبَةٌ شُبِّهَت لَهُ

وَطافَ خَيالٌ طافَ مِن أُمِّ أَسوَدا

تَلومُ عَلى إِعطائيَ المالَ ضِلَّةً

إِذا جَمَعَ المالَ البَخيلُ وَعدَدا

أَعاذِلَ بِاللَهِ الَّذي عِندَ بَيتِهِ

مُصَلّى لِمَن وافى مُهِلّاً وَلَبَّدا

أَريني جَواداً ماتَ هُزلاً لَعَلَّني

أَرى ما تَرينَ أَو بَخيلاً تَخَلَّدا

تَكونينَ أَهدى لِلسَبيلِ الَّذي بِهِ

يُوافَقُ أَهلُ الحَقِّ مِنّي وَأَقصَدا

وَإِلّا فَغُضِّي بَعضَ لَومِكِ وَاِجعَلي

إِلى رأيِ مِن عاتَبتِ رَأيَكِ مُسنَدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن معن المزني

avatar

معن المزني حساب موثق

المخضرمون

poet-Maen-Al-Muzni@

48

قصيدة

1

الاقتباسات

48

متابعين

معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني. شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام. له مدائح في جماعة من الصحابة. رحل إلى الشام والبصرة. وكف بصره في أواخر أيامه. وكان ...

المزيد عن معن المزني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة