الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » حسبي من المال أغراهم وعزهم

عدد الابيات : 40

طباعة

حسبي من المال أَغْرَاهُمْ وَعزَّهُمُ

علمٌ تتيهُ به الأقلامُ والصُّحُف

والحَزْنُ إلا يكنْ والأمرُ مُسْتَبِهٌ

فيه الغديرُ وفيهُ الروضةُ الأنُفُ

آبَ الوزيرُ فآبتْ كلُّ عارفةٍ

بها ترفُّ ظلالُ الفَخْرِ أو تَرِفُ

الواهبُ الكاعبَ الحسناءَ آنسةً

يُنَافِسُ القُضْبَ في أعطافها الترف

من كلِّ هيفاءَ إلا فضلةٌ ثَقُلَتْ

عن الوِشَاحِ فلم يَنْهَضْ بها الهَيَف

والسابحَ النَّهْدَ مختالاً براكبهِ

كأنه بِرِدَاءِ الصُّبْحِ مُلْتَحِفُ

كالجِذْعِ شُذِّبَ حتى طالَ ثم هَفَا

ذاك السَّبيب فقلنا إنه سَعَف

يمرُّ كالعارضِ المركومِ مُعْتَرضاً

حيث المنايا غِمَارٌ والمُنَى نُطَف

جذلانَ والدَّمُ في أعْطَافِهِ دُفَعٌ

وثائرُ النَّقْعِ من أرْجَائِه كِسَف

والخيلُ تَمْزَعُ أو تلتفُّ كالحةً

مثلَ الغُصُونِ تَلاقَى ثم تَنْعَطِف

والصارمُ العَضْبُ يَقْضِي المستميتُ به

بَرْقٌ ولكنه للهام مُخْتَطِفُ

يُزْهى به الرمحُ من عُجْبٍ ومن عَجبٍ

أما درى أنه ذو مَلّةٍ طَرِف

يهتزُّ كالغُصْنِ لا من لينِ مُنْعَطَفٍ

تخالهُ أريحيّاً وهو مُلْتَهِف

يشفي من الدَّنَفِ المُضني وَتحْسِبُهُ

مُضْنىً تَخامَلَ حتى شَفَّهُ الدَّنَفُ

والأسمرُ اللدنُ ذا عَشْرٍ وواحدةٍ

بين السبيلين لا عَبْلٌ ولا قَضِفُ

أشدُّ شيءٍ على الأصلاب يَقصِفها

وقد تأَوَّد حتى كاد يضنْقَصِف

كلاَّ بذلتَ ولا مَنٌّ ولا مَذَلٌ

ولا اعتلالٌ ولا ليٌّ ولا جَنَف

تلك العلا وهي آمادٌ مُقَدَّرةٌ

وعَهْدُها بك يُسْتَوفَى ويؤتنفُ

منْ كان أسْلفَ ما أسْلَفْتَ مِنْ كَرَمٍ

ونجدةٍ فَبنُو زُهْرٍ له سَلَف

الغالبون على ما فاتَ غَيرَهُمُ

لا يُسبقُون إلى شيءٍ وإن وَقَفُوا

والمُؤْثِرُونَ على ما حاقَ جارَهُمُ

وإن تكاثرتِ الشَّنْآنُ والشَّنَفُ

قومٌ تُحامي المنايا الحمرُ دونهم

إذا احْتَبَوْا وَتَحامَاهمْ إذا زَحَفُوا

هُضْبُ الإطالةِ فُرْسَانُ المقالةِ

جِنَّانُ البَسَالةِ لا عُزْلٌ ولا كُشُفُ

لا يطمعُ الدهرُ في خِذلانِ مَنْ نصروا

ولا يجوزُ له إنكارُ ما عَرَفوا

وليلةٍ لا يرومُ الصبحُ سَقْطَتَها

وقد تَبَيَّنَ فيها الشيبُ والخَرَف

إذا تخوَّنها النقصانُ من طَرَفٍ

تَخَوَّنَتْهُ بِرَبْعٍ ما له طرف

سريتُها والنجومُ الزهرُ واقفةٌ

كأنها بسوادِ الليلِ تُكْتَنَفُ

حتى بدا الصبحُ مرتاباً وقد بَقِيَتْ

من الدُّجَى لتعلاتِ السُّرى نُتَفُ

أَنخْتُ تحتَ رُواقِ العزِّ تَكْنُفُهُ

ألسادةُ الغُرُّ والمقْوَرَّةُ الشُّيُف

حيث الحِمَى حَرَمٌ والمنتمى كَرَمٌ

والمُلْكُ لا أوَدٌ فيه ولا وَكَف

أَخِلْتَ حُسنَكَ شيئاً لا انتقاصَ له

لا تكذبنَّ فإن الشمسَ تَنْكَسِف

إني لآخذُ من وجدي لموجدتي

والحرُّ يَغْضبُ أحياناً فينتصف

كم من أخٍ رامها مني فَمَانَعَه

صَعْبُ القيادِ إذا جاراك لا يَقِفُ

من بعد ما طالتِ الأيام بي وبه

منهُ الجفاءُ ومني البرُّ واللُّطُفُ

وتارةً يَرْعَوِي حتى أقولُ دنا

به هوىً أو تأتَّى منه مُنْصَرَفُ

حتى إذا اختلفتْ تلك الشؤونُ به

وكلُّ مُتَّفِقٍ يوماً سَيَخْتَلفُ

وليته ذات هجري ثم قلت له

أليوم تعرف ناظر كيف تعترف

من حيثُ شئتَ فْذَرْني إنني زَمِرٌ

وحيثُ شئتَ فَكِلْني إنني حَشَف

بي كُلَّما نابَ خَطْبٌ أو نأَيَ سكنٌ

نَفْسٌ عزَوفٌ وأَنْف كله أَنَف

وهمةٌ كلما أفْضَتْ إلى شرفٍ

طالتْ فعنَّ لها منْ همتها شضرَف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

102

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة