الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » كأن الصبا فيء أبادر فيأه

عدد الابيات : 18

طباعة

كأنَّ الصّبا فيءٌ أُبادِرُ فَيْأَه

مدىً إنما يجري إلى مِثْلِهِ مِثْلي

تَبَوَّأتُهُ ما امتدّ لي فيه جانب

فلمّا نأى لم أتّبِع فَيئةَ الظلّ

وكنتُ إذا أبصرتُ مَوْضِعَ سلوَةٍ

تخيرتُ فيه مَوْضعاً ومعي عقلي

جديراً بأنْ لا يَنْقُضَ الشَيْبُ حَبْوَتي

وقد باتَ منهُ كلُّ شيءٍ على رِجْلِ

ومكحولةٍ بالسّحْرِ تَرْنُو بِمُقْلَةٍ

يَوَدُّ الدُّجى لو نابَ فيها عنِ الكُحْلِ

خَلُوصٌ إلى الألبابِ تأخذُ للصّبا

من الحِلْم أو تُعْطي الإباءَ على الذلِّ

تَصَدَّت فلم أُوْلَعْ وصدَّت فلم أُرْعْ

تَمَاسُكَ لا قالٍ وإمساكَ لا مَقْلي

ولا وأبيها ما بَلَتْ كَخَلائِقي

على كلِّ حالٍ منْ صُدُودٍ ومن وصل

أعفُّ إذا شاءت وأعْفُو إذا نَبَتْ

أميرُ الهوى والرأي والقولِ والفعل

فَقَلْبي بأَيِّ النظرتين كَرَرتُها

إليها وعنها تلك تُغْرِي ولا تُسْلي

وقد أهْبِطُ الشّعبَ القليل أنيسُهُ

بطامِسَةِ الأعلامِ دارسةِ السُّبْل

يبيتُ القَطَا فيها عن الماءِ شارِداً

ولو باتَ منه كالشّرَاكِ من النّعْل

أُواصل خِلّي ذا المُروءَةِ والحِجى

وإن لم يَبِتْ مني بخمرٍ ولا خَلِّ

وأتْبَعُ عَقْلي ما وَفَى بِحَزَامَتِي

وبَعْضُ عُقُول النّاسِ أجْنِحةُ النّمْل

وأعلمُ أنّيْ رهْنُ يوميَ أو غدي

ولكن رأيتُ العجزَ أزْرى بمنْ قَبْلي

أبيٌّ إذا كانَ الإباءُ سَجِيّةً

من التّركِ للنقصانِ والأخذِ بالفَضْل

وسمْحٌ ولو أنَّ السماحَ ذريعةٌ

إلى الموتِ لا حتّى أقولُ إلى القَتْل

وفيٌّ وقد ضاعَ الوفاءُ وأهْلُهُ

مُصانَعَةً بين الغَوَايةِ والجَهْلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

102

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة