الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » أقفر من أسماء بوباة إضم

أقفر من أسماء بَوْباةُ إضَمْ
فجانبا خَبتٍ فجنبا ذي سَلَمْ
فَمُنْحَنى الأجراع من ذات العَلَمْ
تلك المغاني ذَمم من الذمم
أنْبَتَتِ البأسَ وسالتْ بالكرم
أيَّانَ يجلو كلُّ وسنانٍ أحَمْ
بدراً ولا أقولُ إلا بدرَ تِمّ
بين القلوبِ والجيوبِ واللمم
هاتيك أفلاكٌ وهذه ظُلَمْ
وبالقلوبِ ما بها مِنَ الألم
حكومةٌ أنْفذها خيرُ حَكَمْ
وقسمةٌ إن العطيَّات قسم
وكلُّ نضْوِ الخَصْرِ حُلوِ المُبتَسَمْ
غُصْنٌ وما عليكَ لو قلتَ صَنَم
ما شئتَ من وَثارَةٍ ومن هَضَم
على رُكامٍ كلّما انهالَ ارتكم
بَرَّح بالمِرْطِ وبي هَمّاً كَهَمّ
فلا أقرَّ الله عَيْنيْ من كَتَمْ
إن الأنينَ بعضُ آدابِ السَّقم
يا طلل الحيِّ أراه قد طسم
لم يَقْدُمِ العَهدُ فما بالُ القِدَمْ
أخَرَسٌ بِدِمْنَتَيْكَ أم صَمَم
أمْ شيمةٌ أعْدَتْ فقد تُعدي الشّيَم
عُوجِي على الخيْماتِ من وادي خِيَم
عادتْ هُموماً بعدما كانت هِمَم
فالدهرُ معنيٌّ بنثرِ ما نَظَم
ليس عليكَ دَرَكٌ ولا ندم
يا وَيْبَ هذا القلبِ من طيفٍ ألمْ
كاد يُوافي مضجعي ولم أنمْ
ودونيَ الأهوالُ قُورٌ وأكَمْ
لا يَهْتَدِي الدليلُ فيها بِعَلَم
مهامِهٌ فيحٌ وَلَزْباتٌ قُحَم
تُزبِدُ فيها الشمسُ مما تَضّطَرِمْ
وينبت الكلال فيها والسأم
في حيثُ لا تؤخذ بالشدِّ زِيَمْ
ويظمأُ الغيمُ إلى ما في الأدَم
وربّما غَالتْ إلى البَهْمِ البُهَمْ
والليلُ كالبحرِ وإنْ لم يَلتَطم
جونُ ظلامٍ هل سمعت بالرِّجم
أسحمُ حتى ليسَ في شيءٍ سَحَم
لو خُلِقَ الشبابُ منه لَسُئِمْ
أو كان موصولاً به لما انْصَرم
والأرضُ منه غرة وهي غمم
قد ادلهمَّتْ في دجاه وادلهم
ليلٌ يجيبُ صُبْحُهُ عن هَلْ بِلَمْ
لا ينفخُ السارونَ منه في قَحَم
رأى من الشمسِ جُنُوحاً فاقتحم
تَتَابُعَ الهازمِ خَلْفَ المنهزم
يا شِبْهَ من أهْوى زعمتُ أو زعم
انتابَ عن عَفْرٍ وحيَّاني أمم
حاجةَ مُشْتاقٍ تَمنّى فحكم
إن المُنى أعْلَقُ أشراكِ الحكم
زَوْرٌ لِمَامٌ هاج ذِكْرُهُ لَمَمْ
داريْتُهُ عما أَسى وما كَلَم
أعشارَ قلبٍ يلتظي أو يَنْسَجِمْ
فبينَ أضْلاعيَ جَمْرٌ يَحْتَدِم
وفي جفوني ديمتا دَمْعٍ ودمْ
وباتَ يَقْرَعُ الجمارَ بالعَنم
بين انكسارِ الطّرْفِ أو مَضْغِ الكلم
يدرأُ عن لا ويداري عنْ نعم
حتى افترقنا لم يُنِلْ ولا حَرَمْ
والصبحُ في الظلماء سِقْطٌ في فَحَمْ
تنسلُّ عنه تارةً وتلتئم
حتى فَرَى تلك الدياجي فَحَسَم
وسال بالنجوم سَيْلَة العَرِم
فأَجْفَلَتْ مثلَ نعامٍ أو نَعَم
قد أوجست نبأَة سوَّاقٍ حُطَم
ولاح غيران ولا السيف الخدم
كأنَّه وَجْهُ رحيمٍ إن رَحِمْ
أو لا فكنْ أنتَ السَّوادَ المُخْتَرَمْ
أيْ فتىً قد خَصَّ بالجودِ وَعَم
أَمْضَاهُ قِدْماً وَمَضَى فيه قَدَم
هيهاتِ منه حاتِمٌ وما حَتَمْ
مُقابِلٌ بين الدَّرَارِي والديم
به وفيه شَايَعَ السيفُ القَلَمْ
وطالما تنافرا فلا جَرَمْ
أن العُلا مما حَبَا وما قَسَمْ
تراضَيا به وشكّا في هرم
بمخولٍ من سرِّ عدنان مُعَمّ
أَرْوَعَ كالنّصْلِ خفيفٍ كالزَّلَم
لا تُقْرَعُ العَصَا له ولو وَهِمْ
مهابةً أُلْبِسَها وإن حَلِم
فاسألهما ما قالَ أو كيفَ حَلِم
فاسألهما ما قالَ أو كيفَ حَكَم
واسأل به صَرْفَ الردى حين حَتَم
هل اتقاه صِمّةٌ من الصّمَم
يا روضةً نسيمها داءُ النَّسَم
مما وَشَى نوءُ العَزَالي أو وَشَم
تِلاعُها البَيْضُ وَنَوْرُهَا القِمَم
لا شَحْمَ في سَوَامها ولا وَرَم
في عارضٍ ملءِ الفضاءِ مرتكم
ينهلُّ فانظرْ كيف تَنْهَلُّ النّقَم
تَشَابَهُ الغربانُ فيه والرَّخم
من نسج داودَ وَأُمُّها الرَّقَم
مُلاَءَةٌ معلمةٌ ولا علم
أسْدَاؤُهَا الأجلالُ والخيل اللُّحَمْ
فَوضى فإن ضاقَ عليها المُقْتَحَم
تَمْزَعُ في اللجم كأشلاء اللّحِم
خرساءُ لا تَسْمَعُ فيها غير غم
صمّاءُ يشْأُو خُرْسُها كلَّ أَصَم
عَوْصاءُ لا يَجْشُمُها بنو جشم
تَطْوِي بها الأسد وحوليها النَّعم
في الخوف شُغْلٌ شاغلٌ عن الكرم
وخافَ كلُّ ذابلٍ أن ينحطم
وفي شبا السُّمْرِ كأطرافِ الجَلَم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

101

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة