الديوان » العصر المملوكي » ابن سنان الخفاجي » لعل دنو الحي بعد شسوعه

عدد الابيات : 35

طباعة

لَعَلَّ دُنوَّ الحَيِّ بَعدَ شُسوعِهِ

يُعَلِّلُ قَلباً هائِماً بِجَميعِهِ

أَأَحبابَنا بَينَ الأَحَصِّ وَجَوشَنٍ

دُعاء مُعَنىًّ بِالفِراقِ صَريعِهِ

مُقيمٌ عَلى الحُبِّ الَّذي تَعرِفونَهُ

وَإِن جَهِدَت أَفعالُكُم في نُزُوعِهِ

يُحِبُّ سَنا البَرقِ الَّذي لاحَ مِنكُمُ

وَما هوَ إِلّا جَمرَة في ضُلوعِهِ

وَمُنتَصِرٍ بِالدَّمعِ في رَسمِ مَنزِلٍ

تَذَكَّرَ أَيّامَ الصِّبا في رُبوعِهِ

فَلَو أَعشَبَت أَطلالُها مِن بُكائِهِ

لَما رَضِيَت أَجفانُهُ عَن دُموعِهِ

إِذا كانَ خَوفُ الضَّيمِ أَبعَدَ دارِهِ

فَلا تَطمَعوا في قُربِهِ وَرُجوعِهِ

فَما هِيَ إِلّا نَخوَة عامِرِيَّةٌ

تَعَلَّقَها مِن حَربِهِ وَرَبيعِهِ

وَرُبَّ هِنات مِنكُمُ صارَ ذِكرُها

يَمُنُّ عَلى أَجفانِهِ بِهُجوعِهِ

لَحى اللَّهُ مَن يَرضى الدَّنِيَّةَ واصِلاً

لهاجِرَةٍ أَو حافِظاً لِمَضيعِهِ

يُقيمُ عَلى أَوطانِهِ في مُلِمَّةٍ

مِنَ الدَّهرِ يَلقى عِزَّها بِخُضوعِهِ

وَأَينَ ذَميلُ الأَرحَبِيَّةِ في الدُّجا

وأخذ السُّرى مِن بَينِها وَهَزيعِهِ

وَنُصرَةُ مَحمودِ بنِ نَصرٍ فَلَم تَكُن

بِعازِبَةٍ عَن عَبدِهِ وَرَضيعِهِ

نَزَلتُ عَلى رَحبِ الفَناء مُريعِهِ

وَلُذتُ بِعاديِّ البِناء رَفيعِهِ

فَمُذ سَمَحَ الدَّهر اللَّئيمُ بِقُربِهِ

صَفَحنا لَهُ عَمّا مَضى مِن صَنيعِهِ

أَخي الغارَة الشَّعواء في كُلِّ جانِب

مِنَ الأَرضِ يَروي باغِياً مِن نَجيعِهِ

وَذي الحَربِ ما أَلقى تَمائِمَ مَهدِهِ

عنِ الجيدِ حَتّى اجتابَ زَغفَ دُروعِهِ

فَإِن تُنجِزِ الأَيّامُ مَمطولَ وَعدِهِ

فَقَد بانَ ضوء الصُّبحِ قَبلَ طُلوعِهِ

وَمِن عادَةِ اللَّهِ الحَميدَةِ عِندَهُ

مَنِيَّةُ عاصِيه بِسَيفِ مُطيعِهِ

أَقولُ لِمَغرورٍ يُخادِعُ سِلمَهُ

حَذارِ وُثوبَ اللَّيثِ بَعدَ قُبوعِهِ

فَإِنَّ الَّتي أَبصَرتُ في يَوم مالِكٍ

مَكانَك مِنها فُرقَةٌ مِن جُموعِهِ

تَضُمُّ كِلابٌ كُلَّ يَوم أُمورَها

إِلى ناشِرِ المَعروفِ فيها مُذيعِهِ

إِذا نابَها خَطبٌ مِنَ الدَّهرِ عَوَّلَت

عَلى رَأيِهِ أَو سَيفِهِ أَو قَطيعِهِ

كَفيلٌ بِرَدِّ الأَمر بَعدَ ذهابِهِ

عَلَيها وَدَفعُ الخَطبِ قَبلَ وقوعِهِ

لَعَمري لَقَد قادَ ابنُ خانٍ غَليلَهُ

إِلى مَنهَلٍ يَلقى الرَّدى في شُروعِهِ

تَعَرَّضَ لِلسُّمرِ الطِّوالِ بِنَحرِهِ

وَفيها شِفاء مِن صَداهُ وَجوعِهِ

وَمَن يَكُنِ العَشارُ رائِدَ سَرعِهِ

فَلا تَتَعَجَّب مِن وَخيم رُتوعِهِ

وَما يَترُكُ الأَصلَ الذَّميمَ دَناءَة

مِنَ اللُّؤمِ إِلّا رَدَّها في فُروعِهِ

جَزى اللَّهُ خَيراً عُصبَةً أَنزَلَت بِهِ

عَلى حُكم مَصقولِ الغرار صَنيعِهِ

أَجابَت ضَريحَ المُرتَضى في غُريةٍ

وَسَرَّت ضَريحَ المُصطَفى في بَقيعِهِ

دَمٌ طَلَّ هاويهِ وَنَجدَةُ ثائِرٍ

هُوَ السَّيفُ إِلّا نَبوَة مِن هُلوعِهِ

أَبا سابِقٍ لِلّه فيكَ سَريرَة

قَضَت بِقَريبِ النَّصرِ مِنهُ سَريعِهِ

إِذا أَظلَمَت سودُ الخُطوب جَلَوتَها

بِرَأي يُعيرُ الصُّبحَ ضوء صَديعِهِ

وَلي فيكَ آمالٌ طِوالٌ تَرَدَّدَت

بِقَلبٍ جَميلِ الظَّنِّ فيكَ وَسيعِهِ

وَمَن كانَ يَبغي شافِعاً في لُبانِهِ

فَوَجهُكَ يغني سائِلاً عَن شَفيعِهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن سنان الخفاجي

avatar

ابن سنان الخفاجي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-Sinan-Al-Khafaji@

148

قصيدة

21

متابعين

عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي. شاعر. أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره. وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب، وعصي بها، فاحتيل ...

المزيد عن ابن سنان الخفاجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة