الديوان » العراق » حيدر الحلي » أحق بالعز من لا يرهب الخطرا

عدد الابيات : 49

طباعة

أحقُّ بالعزِّ من لا يرهب الخطرا

ولا يعاقدُ إلاَّ البيضَ والسمرا

والسيف أجدر أن يستلَّه لوغًى

مَن ليس يغمدُه أو يدرك الظفرا

وأبيضُ العرض من في كفٍّه صدرتْ

بيضُ القواضب من ورد الدما حمرا

لم تقض من وصله بكرُ العُلى وطراً

حتَّى من الهام يقضي سيفُه وطرا

وحوزة الملك أولى في حياطتها

مَن باتَ في حفظها يستعذبُ السهرا

وذي الرعيَّة أحرى في سياستها

مَن بالتجارب غورَ الدهر قد سبرا

وليس يملكُ يوماً رقَّ مملكةٍ

مَن ليس يملأُ منها السمعَ والبصرا

ولا تُراض أقاليمُ البلاد بمن

لم تسقِ من خُلقَيه الصفو والكدرا

والحلُّ والعقد لو يورد صوابهما

إلاَّ الذي ثقة عن رأيه صدرا

ولا تناطُ أمورُ الملك أجمعها

إلاَّ بمن قارع الأيَّام مقتدرا

أما نظرتَ لسلطان البريَّة من

على الرعيَّة ظلّ العدل قد نشرا

مَن ودّت الشهبُ لو في ربعه هبطتْ

فقبلته وشمّتْ تربه العطرا

كيف اغتدى مودعاً أسرارَ حضرته

صدراً أحاطَ بأسرار النهى خبرا

وكيف أنزله منه بمنزلةٍ

لو ينزل البدرُ فيها تاهَ وافتخرا

لم يبلِ أخبارَه إلاَّ رأى ثقةً

للملك صدَّق منه المخبرَ الخبرا

فقالَ خذْ منصباً أُمُّ العُلى نصبتْ

أسرةً لكَ فيه الأنجم الزهرا

هذي الوزارةُ فاحللْ في ذوائبها

فالحزم للشمس أن تستوزرَ القمرا

فقال في رأيه والسيفُ يُجمعُ من

أطراف مملكة الإِسلام ما انتشرا

مؤيَّداً بجنودٍ من مهابته

قد انتضى معه آراءه زبرا

وبات والدولة الغرَّاء يكلؤها

بعين مستيقظٍ لا يركبُ الغررا

إن يجرِ في حلباتِ الرأي مبتدراً

خلَّتْ له الوزراءُ الوردَ والصدرا

رأته أوسعها صدراً وأجمعها

فكراً وأصدقها إن شوورت نظرا

فسلَّمتْ لعلاهُ الأمرَ مذعنةً

لما يقولُ نهى إن شاءَ أو أمرا

فهل تضيقُ بخطبٍ جاءَ من بشرٍ

ذرعاً وإن جلَّ ذاك الخطبُ أو كبرا

وصدرُها الأعظمُ السَّامي الذي تسعُ

الدنيا بهمَّته أعظمْ به بشرا

ذو عزمةٍ مثلَ صدر السيف باترةٍ

لو لاقت الدهرَ قرناً عمرُه انبترا

رعى المحبِّين فيها البدوَ والحضرا

وروَّع المبغضين الرومَ والخزرا

قد قلَّد الملكَ منه سيف ملحمةٍ

لو يقرعُ الصخرَ يوماً بالدم انفجرا

إذا الجباهُ بذلِّ العجزِ قد وُسِمتْ

في جبهة الموت أبقى حدَّه أثرا

يستصغرُ الحربَ حتَّى ما يباشرها

بنفسه ولها إن باشرَ السفرا

لجاءَ والهمَّة العلياءُ فيه أتتْ

كالسَّيلِ من قلل الأجبال منحدرا

في جحفلٍ إن سرى ضاقتْ بأوَّله

الدنيا وآخره لم يدرِ أينَ سرى

وخاضَ بحرَ الوغى بالحزمِ محتزماً

بالنقع ملتثماً بالصبرِ متَّزرا

حتَّى تضجّ ملوكُ الأرض قائلةً

كذا بني الملك فلينصره من نصرا

هيهات هذي فعالٌ لا يقوم لها

مَن قد قضى منهمُ قدماً ومَن غَبرا

لو مدَّ قيصرُ باعاً نحوها قصرا

أو رامها قبلُ كسرى الفرس لانكسرا

فعالُ منتصرٍ لله قامَ بها

في الله منهياً لله مؤتمرا

إنْ ينتقمْ فحقوق الله يأخذها

وليس يلغي حقوقَ الله إن غفرا

حلوُ السجايا رقيقٌ طبعه عذبٌ

له خلائقُ ينفي صفوُها الكدرا

خلائقٌ كالحميَّا لو ترشَّفها

مَن كانَ يبغضه في حبِّه سكرا

آنستِ يا وحشة الدنيا بذي كرمٍ

أحيا بجدواهُ ميتَ الجودِ فانتشرا

ليس السحائبُ تحكيه وقد علمتْ

من كفِّه ماؤها قد كانَ معتصرا

ولا البحارُ تضاهيهِ وقد طمحتْ

أمواجها فهي بخلاً تحرزُ الدررا

لم يجرِ حاتمُ طيٍّ أو أبو دلفٍ

إلاَّ وعن شأوهِ بالجودِ قد حسرا

وإنَّ معنا على ما فيه من كرمٍ

لو كانَ عاصرَه في الجودِ ما ذكرا

يا مَن نرى الناسَ أنَّى غابَ غائبةً

جميعها وحضوراً أينما حضرا

أمجلساً لك هذي الأرض قد جُمعت

أم أنتَ قد ضمنتْ أبرادُك البشرا

إن الصَّدارة لم يصلحْ سواكَ لها

كأنَّها أبداً عينٌ وأنتَ كرى

لا زالَ سعدُك بالإِقبالِ مقترناً

يستخدمُ المبهجين النصرَ والظفرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

471

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة