الديوان » سوريا » سليمان الصولة » سل جيرة البان عن حسناء ناديه

عدد الابيات : 50

طباعة

سل جيرة البان عن حسناء ناديه

وانشُد فؤادي فعلمي أنه فيه

واعذر عواطل وادي الشيح إن نفرت

عني فقد نقلت معنى حواليه

واستخبر الأيك هل صبَّ البكا كبدي

فنالها فبُكاها زاع من فيه

وانجِدْ بأرواح نجدٍ روح مكتئبٍ

كادت من الشوق ترقى عن تراقيه

وإن توارى الحيا عن حي كاظمةٍ

عرِّض بذكر النوى فالدمع يبديه

واذكر محاسن أيامي التي سلفت

في السفح إن شئت أن نبكي فنرويه

واشكر مهى جيرة المسعى وإن تركت

روح المتيَّم تسعى من أماقيه

واثبت على عهد جيران العقيق وإن

جاروا فأصبح دمع العين يجريه

وادٍ إذا ما أضل الليلُ قاصدَه

لا يهتدي بسوى ريّا غوانيه

نابت ثغور العذارى عن كواكبه

وبارقات الغيارى عن مذاكيه

تغيب شمس الضحى من نقع فتينه

إذا تراءت لصبٍّ من مغانيه

يزوره والسيوف البيض تضحكه

وينثني والعيون السود تبكيه

وا حيرةَ التائه الراجي هدايته

من عينه فعيون العين تغويه

ما كان أملح عصراً مرَّ فيه وما

أحلى كؤوس عصيرٍ كنَّ لي فيه

وربة الحسن توري باللمى كبدي

كأنها بلهيب الخد تذكيه

أصبحت بعد بعادي عن شمائلها

أعانق البان مغروراً بتشبيه

وأسأل الراح عن ريا مراشفها

وأُكرمُ الريمَ من شوقي لحاكيه

فيا رعى اللَه روضاً من محاسنها

لا يجتنيه بغير العين جانيه

ويا سقى اللَه ورداً كان يغرسه

في خدها بصري والدمع يسقيه

لا شمس مثلك يا ليلى ولا سمِحٌ

برٌّ كخرشيد بحرٌ في معاطيه

لا ينظم الدر إلّا من فواقره

ولا يُفرَّق إلّا من أياديه

والٍ سرى لذرى القدس الشريف فكا

د القدس من فرح يسعى لواليه

لولا رواسخ حلم منه تمسكه

مادت لهيبته أرسى رواسيه

يسعى فتسعى المنايا من مناصله

ورحمة اللَه تسعى في مساعيه

ما أمرعت بقعٌ إلّا بنائله

واستُنزِعت بدعٌ إلّا بماضيه

يقضي ويمضي ولا شيءٌ يؤازره

إلّا القضاء وخوف اللَه قاضيه

العزم بارقه والحزم بيرقه

والبأس فيلقه فيما يعانيه

والعدل حلته والفضل حليته

والفصل كلمته والبذل راويه

ساد البرية ماضيها وحاضرها

وليس يوجد فيها من يساويه

من مثله ودمشق الشام تغبطه

والشام أجمع من أعدى أعاديه

وما غدت بحقوق اللَه قائمةً

في صدِّ فُجَّرِها إلّا أياديه

وكم وكم بعثت شمساً لترشيه

وردَّها بهلال من مواضيه

وعاد عنها بقلب غير منقلبٍ

للظالمين ونفس ذات تنزيه

خلالُ أصدقِ قمقامٍ وأعرقِ مق

دامٍ وأرفقِ ضرغامٍ براجيه

إذا تعدى حقوقَ اللَه مادحُه

أجرى القصاص عليه قبل شانيه

يروح عنه كليلَ الطرفِ حاسدُه

كأنه بشعاع الشمس يرميه

فيا له بطلاً ما شانه زللٌ

بل زانه عملٌ يرضاه باريه

أذكى العباد وأدراهم وأدركهم

للمكرمات وألواهم عن التيه

ما استقدح العالمُ الحيرانُ فكرتَهُ

إلّا رأى ما بصدر الغيب يخفيه

كأن آدم بالأيتام وكَّلَه

فما يقاتون إلّا من معاطيه

لو لم تكن في كتاب اللَه ناهيةٌ

عن الحرام لكانت من مناهيه

سبحان واهبه من نسله قمراً

تمّاً وشمس رغاديدٍ تحاكيه

إخوان صدقٍ ولكن لا أخاً لهما

في اللطف والظرف لا قلت ذراريه

إن يدع باسمهما المطرودُ ربَّهما

أثابه وتخلَّى عن مساويه

فما سليمان إلّا مثل فاطمة

في حسنها وهي بالتقوى تساويه

أعطاهما اللَه حظ اسميهما فعسى

يعطيهما طول عمرٍ ليس يشقيه

أبا الفراقد بل قطب المحامد ته

وافخر بحوزة قدس أنت ثانيه

واقبل مخدرة حسناء ما لفظت

حرفاً وأشكل معنى من معانيه

تغادر الشاعر النحرير من عجبٍ

يقول كم ترك الماضي لتاليه

نادت ونورك يهديها مؤرخةً

يا كوكب القدس دم فخراً لناديه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة