الديوان » العصر المملوكي » الستالي » أمانعنا من دون إلف نزوره

عدد الابيات : 38

طباعة

أمانعُنا من دون إلفٍ نَزورُهُ

غداةَ تَرحالُهُ وبُكورُهُ

وأنتَ إذا ما أزمَعَ الحيّ رحلةً

أحيرانُ أم جَلدُ الفؤاد صَبورُهُ

وذي صبوَةٌ تَعتادّه إثْرَ عَبْرَةٍ

على لوعة أنفاسُه وزَفيرُهُ

أجِدَّك ما ينفكّ يعتادَك الجوَى

والفك ممنوعُ المزَارِ عسيرُهُ

حجازية هيهات منك وأُمها

ومن دونها درب العزيز وسورُهُ

أرتك مكانَ النَّجم في رأس باذخٍ

طوالٌ ذراه مشرفات قصورُهُ

فديناك من إلفٍ على القرب نازحٍ

وإن مسّنا إعراضُهُ ونُفورُهُ

وإنّي لأرضى بالصدود وبيننا

رقيبٌ إذا المحبوبُ صَحَّ ضميرُهُ

إذا العاشق استصفْى هوىً من حبيبهِ

فكل أذى من أجله لا يَضيرُهُ

تعالَوا نُصَدّقْ يا أحبّةُ في الهوى

بما قال واشيهِ وظنَّ غيورُهُ

كذا زعمَ الفِتيان أنَّ لذي الهوى

إذا انهتكتْ في العاشقين سُتورُهُ

وماذا علينا في حبيب يَزورنا

بلا ريبة أو في حبيب نزُورُهُ

وليلٍ إذا ما الشِّعريان تَدلَّيا

غُمَيصاؤُه جنحَ الدُّجى وعبورُهُ

طرقتُ به ذاتَ الوشاحِ بجهمة

وقد غاب في تفسيره زمهريرُهُ

لهَوتَ بها لا طالباً شرَّ مأثَمٍ

ولكنَّه علم الحديث وزيرُهُ

إذا حركت ريحَ الصّبا ذيلَ مرطها

تضوَّع لي من كل شيءٍ عبيرُهُ

يُخَوفني ضؤ الصّباحِ وقد بدا

على أبلق في وسط دُهمٍ نذيرُهُ

وذَو رَعَثاثٍ ما يزال يُروعنا

على شرفٍ تصفيقُه وزميرُهُ

أغيرانُ كان الدّيك أوصاحُ مُشفقاً

حذارَ رقيبٍ حان منه نُشورُهُ

كذلك ليلُ العاشقين طويلَهُ

مضرٌ بهم في حالهِ وقصيرُهُ

أكلُّ محبَّين اسْتَسَرا زيارةً

جرى بهما صِدْقُ الحديث وزُورُهُ

وكلُّ مُبارٍ يدَّعي المجدَ عزَّةَ

حمَى لبني نبهان ليسَ يطورُهُ

حوى شرفَ الدنيا أبو عَمرٍ معاً

له أوَّل المجد اغتدى وأخيرُهُ

أغرُّ عتيكيٌّ كأنَّ جبينه

سَنا قَمر شقّ الدُّجنّة نورُهُ

وكم طامحٍ نحو السّماء بِنظرةٍ

إليه فردَّ الطَّرفَ وهو حسيرُهُ

له بيتُ عزّ باذخٍ دون نقلِهِ

ذُرى حَضَنٍ أركانهُ وصخورُهُ

لقد شهد الدَّهرُ الذي أنتَ عينُه

بأنك ياشمسَ العتيك أميرُهُ

فإنك غصن المجد في دوحة العلى

أبا عمرٍ والعالمونَ شَكيرُهُ

لكم خاتم المجد القديم وطوقهُ

ومنبرهُ أو تاجه وسَريرُهُ

بكم عمرَ الله الزَّمانَ وخصّه

ليأمنَ جانيه ويَغنى فقيرُهُ

لنا في بني نبهانَ مع كل حاجة

ذَريً يعتفيه أو حمىً يستجيرُهُ

لعمرك من خاف الزَّمان وحَلّ في

جوار بني نبهان عزَّ نصيرُهُ

عرفنا صميم المجد في الأزد سالفاً

قديماً خلت أيامه وعصورُهُ

توارثه آل العتيك وبعدهم

إليك انتهى ميراثهُ ومصيرُهُ

فليسَ لأزديّ سواك فضيلةٌ

سوى ما نحاكي منك أو نستعيرُهُ

أبا عمر عمّرت وازددتَ رفعةً

مَدى الدَّهر وانقادَتُ إليك أُمورُهُ

وعاش ابنكَ القَرمُ الأجلُّ محمدٌ

وسَرَّك فيه كلَّ يومٍ سرورُهُ

ونلتَ المنى في ماجدٍ الخِيم سيّدٍ

بدا فضُله في العالمين وخيرُهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

20

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة