مرّت سنينٌ سودٌ ثلاثٌ

وكلُّ يومٍ منهنَّ عامُ

وأنت من " واعل " حَلال

ومن عميدٍ صبٍّ حرامُ

يَقْظَتُهُ أنت في نهار

وأنت في ليلهِ المنامُ

عُجْتُ بمغنى الهوى عليه

منّي وإن صَوَّحَ السّلام

قفر فلا ظبيةٌ لعوبٌ

فيه، ولا يَصْدَحُ البُغام

وساحُهُ موحشٌ حزينٌ

يَلقُط حَبّا به الحمام

كأنَّ حيطانَهُ حصيدٌ

شبَّ بعيدانه ضِرام

واصَّعَّدَتْ آهةٌ، وغطّى

عينيَّ من رهبةٍ قتام

ودِدْتُ لو كانَ لي مقامٌ

أو أن لحدي فيه يُقام

يا لَلَّيالي .. في أمس ضوّى

وحشةَ ليلي هذا الحُطام

يا حلوةَ المجْتَلى سلامُ

كيفَ التوى العهدُ والذمام

كيف انطوت صفحةٌ وأخرى

فواحةٌ مِسْكُها خِتام

يا حلوةَ المُجتلى، سلام

قريرة العين إذ تنام

تدرين أم لا ؟ .. إني حُطامُ

غلّفه اللّحمُ والعِظام

يا حلوة المجتلى، فداءٌ

لوجهكِ الأوجُهُ الوِسام

عُرْيُكِ عُرْيُ الرِمّالِ بِكراً

لم يتهدّجْ بها النّعام

وحين تُكْسَيْنَ فالروابي

خضرٌ تمشّى بها الغمام

حطمت قيثارة وأخرى

مما اشتكى الوجدُ والهُيامُ

أعلَمُ أنْ لا تُصْغينَ سمعاً

أُريد أن يسمعَ الأنام

فيم على صخرة عتابٌ

وممّ عن صدّها ملام

هل غيرُ أن تَتْعَبَ القوافي

وغيرُ أن يَرْخُصَ الكلام

يا لكِ " سبعين " لا توفي

نذراً ! ولا يخمد الضرام

لا يعدُ ذامٌ قبيحُ صُنْع

من حُلْوِ وجهٍ عداه ذام

أديمةٌ أنتِ عند " روما "

سح، وعندي برق جَهام؛

عرسُك لا كان من مَشوم

يَرْفَضُّ عن مأتمٍ يقام

لا بوركتْ بيعةٌ حَوَته

ولا زكا " قَسُّها " الإمام

وليتَ " عُشّا " أفرختِ فيه

قوّضه البغضُ والخصام

و " غرفة " تُسرجان شبّت

ناراً لها أنتما طعام

فإنّ ظلماً دمٌ بريءٌ

وإنّ عدلاً منه انتقام !

أعجِبْ بشَرْعِ الغرامِ شرعاً

يُدانُ فيه من لا يُضام

وليس منه من لم يُغَرِّر

به، ولم يُخْفَرِ الذِّمام

أَعْجِبْ به حائراً عسوفاً

وهو بهذا، وذا ، إمام

الناسُ من حولِهِ سُجُودٌ

فهمْ قعودٌ له، قيام

قلت وقد راعني مُصابٌ

إنّا لنار الهوى طعام

علامَ يُلْوى بالحبّ بغضٌ

وفيم ضَيْمٌ، ومُستضام

قالوا: نظامٌ يسوم كونا

قلت وهل كائن سوام

أفظع من أخرقٍ مسودٍ

سيّدُه الأخرقُ، النظام