الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » ذري عذلي فشانك غير شاني

عدد الابيات : 35

طباعة

ذَرِي عَذلي فَشانُكِ غَيرُ شاني

وَلا تَتَمَلَّكي طَرَفَي عِناني

وَرُدِّي يا ابنَةَ السُلَميِّ قَلبي

فَقَد قارَفتِ قَلبي ما كَفاني

عَصَيتُ الحِلمَ أَيّامَ التَصابي

وَما أَعصى النُهى لَمّا نَهاني

تَأَمَّلي مَفرِقي تَجِدي سُطُوراً

أَجادَت مَحوَهُنَّ يَدُ الزَمانِ

سُطوراً بَيَّضَتهُنَّ اللَيالي

وَلَكِن سَوَّدَت بِيضَ الأَماني

أُحِبُّ مِنَ السَمادِعِ كُلَّ نَدبٍ

كَريمِ الخِيمِ مَأمُونِ اللِسانِ

يَعِفُّ عَنِ الخَنا وَيَشفُّ حِلماً

كَما شَفَّت ذُرى عَلَمَي أَبانِ

وَأَمقُتُ كُلَّ مُغتابٍ نَمُومٍ

حَرِيصٍ بِالنَميمَةِ غَيرِ وَاني

أَلا بِئسَ الحَديثُ حَديثُ زُورٍ

يُبَلِّغُهُ فُلانٌ عَن فُلانِ

وَلَيلٍ بِتُّ أَخبِطُ جانِبَيهِ

بِدامِيَةِ الحِزامَةِ وَالبِطانِ

يُخَيِّفُ شَخصَها التَأوِيبُ حَتّى

لَكادَت أَن تَدِقَّ عَنِ العِيانِ

وَسالَ حَجاجُها عَرَقاً بَهيماً

كَلَونِ الوَكفِ مِن خَلَلِ الدُخانِ

أَقُولُ لِفِتيَةٍ لَغِبُوا وَلَيلى

وَلَيلُهُمُ مُكِبٌّ لِلجِرانِ

وَقَد مالَت رِقابَهُمُ وَلانُوا

عَلى الأَكوارِ لِينَ الخَيزُرانِ

أَبُو العُلوانِ مَقصِدُكُم فَهُزُّوا

إِلَيهِ عَرائِكَ البُزلِ الهِجانِ

فَسارُوا يَقطَعُونَ إِلى نَداهُ

تَنائِفِ كُلِّ أَغبَرَ صَحصَحانِ

فَلَمّا قابَلُوا حَلَباً وَحَلُّوا

بِأَخصَبِ ما يُحَلُّ مِنَ المَغاني

عَلى مِثلِ الأَهِلَّةِ مُبرَياتٍ

كَأَنَّ جَلُودَها قِطَعُ الشِنانِ

رَأَوا شَجَرَ المَكارِمِ مُثمِراتٍ

وَأَغصانَ النَدى خُضرَ المَجاني

خَلِيلَيَّ انظُرا في الدَستِ قَرماً

يُداسُ بِأَخمَصَيهِ الفَرقَدانِ

تَفَرَّدَ بِالسَماحِ فَلَيسَ يُلفى

لِفَخرِ المُلكِ في الآفاقِ ثاني

مَضى العِيدُ السَعِيدُ وَغِبتُ عَنهُ

وَفازَ الناسُ قَبلِي بِالتَهاني

فَهَلّا أَحسَنَ الشُعَراءُ غَيبِي

وَكَفُّوا عَن عِتابِهِمُ لِساني

فَقَد حَضَرُوا فَما نابُوا مَنابِي

وَلا سَدُّوا وَإِن كَثُرُوا مَكاني

وَكَم طَلَبُوا اللَحاقَ وَما تَهَدَّت

قَرائِحُهُم إِلى هَذي المَعاني

أَعابُوني بِقَرواشٍ وَعَيبي

بِقَرواشٍ جَمالي في زَماني

وَلَيسَ أَبُو المَنيعِ وَإِن تَوالَت

إِلَيَّ صِلاتُهُ كَمَنِ اِصطَفاني

كِلا المَلِكَينِ أَولانِي جَميلاً

وَلَكِنَّ الجَميلَ لمِن بَداني

وَلَو أَنّي بُلِيتُ بِهاشِميّ

خُؤلَتُهُ بَنُو عَبدِ المَدانِ

لَهانَ عَلَيَّ ما أَلقى وَلَكِن

تَعالي فَانظُري بِمَنِ اِبتَلاني

أَعَلِّمُهُ الرِمايَةِ كُلَّ يَومٍ

فَلَمّا اشتَدَّ ساعِدُهُ رَماني

أَفَخرَ المُلكِ عِش أَبَداً فَإِنّي

بِعَيشِكَ مِن زَماني في أَمانِ

أَمِنتُ بِكَ الخُطُوبَ فَما أُبالِي

إِذا أَبصَرتُ وَجهَكَ مَن جَفاني

سَيُعلَمُ أَنَّ هَذا القَولَ أَبقى

عَلى الأَيّامِ مِن نَغَمِ القِيانِ

فَعِش إِن طالَ ذِكرُكَ طالَ ذِكري

وَإِمّا زادَ شانُكَ زادَ شاني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

16

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة