الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » أبى لك الله إلا رفعة الأبد

عدد الابيات : 26

طباعة

أَبى لَكَ اللَهُ إِلّا رِفعَةَ الأَبَدِ

وَمَوتَ شانيكَ مِن غَيظٍ وَمِن كَمَدِ

كَم قَد تَمَنَّت لَكَ الأَعداءُ مِن سَبَبٍ

لَم يَبلُغُوهُ بِلُطفِ الواحِدِ الصَمَدِ

وَدُونَ ما يَبتَغي الحُسّادُ ضَربُ طُلىً

بِالمُرهَفاتِ وَطَعنٌ بِالقَنا القُصُدِ

حَتّى تَرى الأَرضَ مَصبُوغاً جَوانِبُها

صَبغَ العُيونِ إِذا اِحمَرَّت مِنَ الرَمَدِ

إِن كانَ عَزَّ شآمٌ أَنتَ مالِكُهُ

فَلَيسَ يُنكَرُ عزُّ الغِيلِ بِالأَسَدِ

ثِق بِالإِمامِ وَلا تَسمَع لِبَوحِهِم

فَما الإِمامُ عَلى شَرٍّ بِمُعتَقِدِ

أَخلَصتَ سِرَّكَ إِخلاصاً لَبِستَ بِهِ

ثَوباً قَشيباً مِنَ التَوفيقِ وَالرَشَدِ

وَلَم يَدَع حُسنُ ما أَثَّرتَ عِندَهُمُ

تَشَوُّقاً لِذَوي الأَضغانِ والحَسَدِ

قَد جَرَّبُوكَ فَما وافوكَ مُنتَقِلا

عَن حُسنِ طَبعٍ وَلا مُصغٍ إِلى فَنَدِ

يَعِزُّ كُلُّ مَكانٍ أَنتَ نازِلُهُ

عِزَّ الشَرى بِأَبي شِبلَينِ ذِي لِبَدِ

أَمّا الإِمامُ فَقَد سَدَّت عَزائِمُهُ

هَذي الثُغُور بِهَذا الأَروَعِ النَجِدِ

وَمَدَّهُ اللَهُ بِالتَوفيقِ مُذ رُكزَت

فيها قَناهُ فَأَغناها عَنِ المُدَدِ

يا طالِبَ الجُودِ شَمِّر إِنَّ في حلَبٍ

بَحراً مِنَ الجُودِ طامي المَوجِ وَالزَبَدِ

عَذبَ المَشارِبِ مازالَت مَوارِدُهُ

تُغشى وَمَهما تَزِد وُرّادُها تَزِدِ

لَهُ مُنادٍ يُنادي حَولَ لُجَّتِهِ

يا ظامِئاً يَشتَكي طُولَ الأُوامِ رِدِ

تَراهُ يَملِكُ ما ضَمَّت حَيازِمُهُ

فَما يَطيشُ حِجاهُ ساعَةَ الحَرَدِ

تُعطيكَ في اليَومِ كَسبَ اليَومِ راحَتُهُ

وَلا يُغادِرُ مالاً باقِياً لِغَدِ

عُدَّ المُعِزَّ وَعُدَّ الناسَ كُلَّهُمُ

تُصادِفِ البَعضِ مِثلَ الكُلِّ في العَدَدِ

سَعى إِلى الأَمَدِ الأَقصى فَأَدرَكَهُ

فَلَم يَدَع أَحَداً يَسعى إِلى أَمَدِ

يا مُنعِماً أَنا مِن نُعماهُ في رَغَدٍ

وَحاسِدي مِنهُ في ضُرٍّ وَفي نَكَدِ

فِداكَ كُلُّ حُسودٍ ضَلَّ ذِي بُخُلٍ

يَمشي إِلى الضَيفِ مَشيَ الأَجرَدِ الحَفِدِ

إِذا تَفازَعَ أَهلُ الحَيِّ أَيَّدَهُ

خَوفُ المَنِيَّةِ بَينَ الكَسرِ وَالنَضَدِ

لَم يَسعَ مَسعاكَ لِلعَلياءِ مُجتَهِدٌ

وَلا شَرى المَجدَ بِالغالي مِنَ الصَفَدِ

يا مَن نَسَجتُ لَهُ مِن مَنطِقي حُلَلاً

جَديدَةَ الحَمدِ لا تَبلى عَلى الأَبَدِ

لِيَ الهَناءُ بِأَن تَبقى فَعِش أَبَداً

مُعَمِّراً عُمرَ نَسرِ الجَوِّ لا لُبَدِ

وَاسعَد بِعيدكِ وَاسلَم خالِداً أَبَداً

لا دارَ يَومُكَ لِلأَيّامِ في خَلَدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

16

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة