الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » ربوع لكم بالأجر عين وأطلال

عدد الابيات : 41

طباعة

رُبوعٌ لَكُم بِالأَجرِ عَينٌ وَأَطلالُ

سَقاهُنَّ مُنهَلُّ الشآبيبِ هَطّالُ

بِحَيثُ يَبيتُ الطَلحُ وَالضالُ مِنكُمُ

قَريباً بِنَفسي ذَلِكَ الطَلحُ وَالضالُ

مَنازِلُ آجالٍ مِنَ العيسِ لَم يَطُل

لَهُنَّ وَلا لِلعيسِ فيهِنَّ آجالُ

لَقَد أَنهَجَت بَعدي كَما أَنهَجَ الصِبا

فَهُنَّ وَأَيّامُ الشَبيبَةِ أَسمالُ

أَيا رَبعُ أَضناكَ البِلى وَلِيَ الهَوى

فَما لَكَ إِبلالٌ وَلا لِيَ إِبلالُ

وَقَفنا وَأَوقَفنا الدُموعُ حَبيسَةً

عَلَيكَ وَإِنّا بِالدُموعِ لَبُخّالُ

سَقَتكَ العِهادُ الغُرُّ هَل أَنتَ مُخبِرٌ

عَنِ الحَيِّ إِنّي عَنهُمُ لَكَ سَآلُ

أَمُزمِعَةٌ بِالبَينِ قَتلي تَرَفَّقي

فَفي الرِفقِ إِحسانٌ لَدَيكِ وَإِجمالُ

سَلَبتِ الدُجى ما فيهِ حَتّى نُجُومُهُ

لِنَحرِكِ عِقدٌ وَالأَهِلَّةُ أَحجالُ

تَفاءَلَتُ في وادي الأَراكِ لَعَلَّني

أَراكِ فَلَم يَصدُق بِرُؤيَتِكَ الفالُ

أَحِنُّ إِلى أَهلِ الحِجازِ وَدُونَهُم

مَفاوِزُ فيها لِلتَعامُلِ إِعمالُ

وَأَنظُرُ خَفقَ الآلِ مِن نَحوِ أَرضِكُم

فَيَخفِقُ قَلبي كُلَّما خَفَقَ الآلُ

وَإِنّي لَمُشتاقٌ وَعِندي صَنيعَةٌ

تَغُلُّ رِكابي وَالصَنائِعُ أَغلالُ

لَدى مَلِكٍ أَنسى الأَحِبَّةَ حُبُّهُ

فَأَصبَحَ لي عَنهُم بِنُعماهُ إِشغالُ

كَريمٌ أَقَلُّ الكَسبِ في أَرضِهِ الغِنى

وَأَيسَرُ شَيءٍ في مَواهِبِهِ المالُ

مَناقِبُهُ مِثلُ النُجومُ زَواهِرٌ

وَأَفعالُهُ عِندَ الأَماثِلِ أَمثالُ

إِذا نَزَلَ الأَضيافُ أَو نُوزِلَ القَنا

تَساوى نَزيلٌ في ذُراهُ وَنَزّالُ

لَهُ صارِمٌ دَلَّت فُلولٌ بِحَدِّهِ

عَلى أَنَّهُ لِلجَيشِ بِالجَيشِ فَلّالُ

إِذا سَلَّهُ في مَعرَكٍ مِن قِرابِهِ

تَشابَهَ مَسلولٌ هُناكَ وَسَلّالُ

وَما السَيفُ إِلّا دُونَهُ وَهُوَ بِالنَدى

لِراجِيهِ مُحيٍّ وَالمُهَنَّد قَتّالُ

أَبا صالِحٍ حُزتَ المَكارِمَ وَالتَقَت

إِلى الفَخرِ أَعمامٌ عَلَيكَ وَأَخوالُ

لِيَهنِكِ تَشريفُ الإِمامِ بِسُبَّقٍ

مِنَ الخَيلِ في قانٍ مِنَ التِبرِ تَختالُ

خَبَطنَ إِلَيكَ اللَيلَ حَتّى تَكَلَّلَت

لَهُنَّ هَوادٍ بِالنُجومِ وَأَكفالُ

كُسينَ أَجَلَّ العَبقَريّ أَجِلَّةً

تَدُلُّ وَتُنبي أَنَّ ذَلِكَ إِجلالُ

هِيَ القُبُّ بارَتها قِبابٌ كَأَنَّها

عَلى حُتُفِ الأَحمالِ في العَينِ أَجمالُ

وَأَعلامُ عِزٍّ أَعلَمَت كُلَّ حاسِدٍ

بِأَنَّكَ لا يَعدُوكَ سَعدٌ وَإِقبالُ

وَمِن خالِصِ العِقيانِ ثَوبٌ لَبِستَهُ

تُجَرُّ لَهُ فَوقَ المَجَرَّةِ أَذيالُ

كَأَنَّكَ لَم تَقنَع بِسِربالِ غازِلٍ

فَوافاكَ مِن نُورِ الغَزالَةِ سِربالُ

وَقُلِّدَت عَضباً مُذ حَمَلتَ نِجادَهُ

تُحَمِّلُ عَنكَ الدَهرُ ما أَنتَ حَمّالُ

لَقَد فازَ مَسعى صالِح بِنِ مُحَمَّدٍ

وَفازَت ظُنونٌ صادِقاتٌ وَآمالُ

يَرى ما يُرى في الغَيبِ حَتّى كَأَنَّهُ

عَلى كُلِّ شَيءٍ في ضَميرِكَ نَزّالُ

صَفا لَكُمُ صَفوَ الغَمامِ وَأَخلَصَت

سَرائِرُهُ إِنَّ السَرائِرَ أَعمالُ

لَقَد عَزَّ قَومٌ شايَعوكَ وَحُصِّنَت

ثُغورٌ عَلَيها مِن سُيُوفِكَ أَقفالُ

فَلا يَجزَعِ الإِرلامُ ما دُمتَ سالِماً

فَقَد عَزَّ غَيلٌ فيهِ مِثلُكَ رِئبالُ

وَمِن دُونِ هَذا الشامِ أَنتَ وَفِتيَةٌ

مَرادِسَةٌ شَمُّ العَرانينِ أَبطالُ

إِذا أَشرَعوا زُرقَ الأَسِنَّةِ حَرَّموا

مَوارِدَهُم وَالماءُ أَزرَقُ سَلسالُ

أَولوا الحِلمِ إِلّا في الكَريهَةِ إِنَّهُم

إِذا شَهِدوا يَومَ الكَريهَةِ جُهّالُ

أَنالُوا فَنالوا مُنتَهى الحَمدِ إِنَّني

رَأَيتُ رِجالاً قَد أَنالوا فَما نالوا

وَما الناسُ عِندَ الناسِ إِلّا مَعاشِرٌ

إِذا وُزِنُوا بِالناسِ كُلِّهِم مالُوا

بُحُورٌ بُدُورٌ وَالدُسُوتُ مَطالِعٌ

غُيُوثٌ لُيوثٌ وَالذَوابِلُ أَغيالُ

إِذا لَمَسوا شَطراً مِنَ الأَرضِ لَمسَةً

بِأَيمانِهِم لَم يُفسِدِ الأَرضَ إِمحالُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

16

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة