الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » سل المنزل الغوري أين خرائده

عدد الابيات : 32

طباعة

سَلِ المَنزِلَ الغَورِيَّ أَينَ خَرائِدُه

وَأَينَ تَوَلّى بدرُه وَفَراقِدُه

وَإِن كانَ ذاكَ الرَبعُ مُذ بانَ أَهلُهُ

لِيَعتادُهُ الوَجدُ الَّذي أَنا واجِدُه

وَلَكِنَّهُ مُثنٍ عَلى ما يَنُوبُهُ

شَدِيدُ القُوى وَالدَهرُ جَمٌّ شَدائِدُه

وَبِي لَوعَةٌ مِن أَهلِهِ لَو شَكَوتُها

إِلَيهِ للانَت وَهيَ صُمٌّ جَلامِدُه

وَقَفنا بِهِ فَاستَمطَرَت كُلَّ مُقلَةٍ

عِهادَ البُكا آياتُهُ وَمَعاهِدُه

وَأَنبَتَ مِن سُحبِ الدُمُوعِ تُرابُهُ

حَياً بَشَّرَ النُجّاعَ بِالخِصبِ رائِدُه

فَهَل يَحمَدُ الحَيُّ الحِلالُ برَبعِهِ

حَيا عَبرَتِي أَم يَحمَدُ الغَيثَ حامِدُه

لَعَمرُ البِلى ما صابَ في الدارِ وابِلٌ

سِواهُ وَلَكِنَّ الزَفيرَ رَواعِدُه

وَلَيلٍ أَقضَّ الشَوقُ بِي فيهِ مَرقَدي

وَأَيُّ مَشُوقٍ لا تُقَضُّ مَراقِدُه

وَبِتُّ مَبِيتَ الظَبيِ أَحكَمَ شَدَّهُ

بِمَمرُورَةٍ مِن يابِسِ القِدِّ صائِدُه

خَلِيلَيَّ هَلى لِي مِنكُما اليَومَ مُسعِدٌ

وَإِن لَم يَجِد ذُو لَوعَةٍ مَن يُساعِدُه

عَلى زَمَنٍ قَد عَلَّمَ الغَدرَ أَهلَهُ

فَلا تَعتَمِد مِنهُم عَلى مَن تُعاقِدُه

فَكَم مِن صَدِيقٍ عادَ لِي بَعدَ بُرهَةٍ

عَدُوّاً وَدَبَّت تَحتَ جَنبِي أَساوِدُه

وَرَكبٍ طَوَوا عَرضَ الفَلا وَطَوَتهُمُ

وَأَنضاهُمُ غِيطانُهُ وَفَدافِدُه

إِذا جارَ مِنهُم قاصِدٌ عَن سَبِيلِهِ

هَداهُ سَنا وَجهِ الَّذي هُوَ قاصِدُه

أَقُولُ لَهُم وَالعِيسُ تَظما كُبُودُها

وَأَكبادُنا في البِيدِ مِمّا نُكابِدُه

أَقِيمُوا صُدورَ اليَعمَلاتِ فَإِنَّها

عَوامِدُ مَن لا يَرهَبُ الفَقرَ عامِدُه

فَبِالرَّقَةِ البَيضاءِ مَلكٌ كَأَنَّما

مَوارِدُ أَفواهِ القِرابِ مَوارِدُه

أَشَمٌّ حُمَيدِيُّ النِجارِ بَنى لَنا

فُخُوراً بَناها قَبلَهُ النَدبُ والِدُه

فلا سِنخَ إِلّا سِنخُهُ وَنِجارُهُ

وَلا فَرعَ إِلّا فَرعُهُ وَمَحاتِدُه

وَلا حَمدَ إِلّا لِلمُعِزِّ بنِ صالِحٍ

إِذا عُدِّدت آلاؤُهُ وَمَحامِدُه

أَحَدُّ مِنَ العَضبِ اليَمانِيِّ عَزمُهُ

وَأَقطَعُ مِن كَيدِ الزَمانِ مَكائِدُه

يَزِيدُ الرَجا وَالبُؤسُ مَهما تَبَيَّنَت

عُقُوبَتُهُ في وَجهِهِ وَفَوَائِدُه

وَقَد قِيلَ في الأَمثالِ كَعبٌ وَحاتِمٌ

وَلا حاتِمٌ إِلّا الَّذي أَنتَ واجِدُه

وَوَاعَجَبا نُثنِي عَلى فَضلِ غائِبٍ

وَنَترُكُ أَن نُثِني عَلى مَن نُشاهِدُه

إِذا شِئتَ طَردَ الفَقرِ فاحلُل بِرَبعِهِ

فَإِنَّ مُعِزَّ الدَولَةِ القَيلَ طارِدُه

أَخُو كَرَمٍ لَم يَدنَسِ اللَهُ عِرضَهُ

بِلُؤمٍ وَلَم تُخلَط بِخُلفٍ مَواعِدُه

شَرائِعُهُ شَتّى فَإِمّا يَمِينُهُ

وَإِمّا بَواطِيهِ وَإِمّا مَوائِدُه

إِذ قُلتَ شِعراً فَاحتَرِز مِنهُ إِنَّهُ

خَبِيرٌ إِذا لَم يَنقُدِ الشِعرَ ناقِدُه

فَما قُلتُ شِعراً قَطُّ إِلّا وَهِبتُهُ

وَإِنّي لِجَنِّيُّ القَريضِ وَمارِدُه

وَما هُوَ إِلّا واحِدٌ في زَمانِهِ

نَظَمتُ لَهُ الدُرَّ الَّذي أَنا واجِدُه

فَلا زالَ مُرتاعَ الفُؤادِ عَدُوُّهُ

وَمُلتَهِبَ الأَحشاءِ بِالغَيظِ حاسِدُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

16

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة