الديوان » العصر العباسي » السيد الحميري » وفي يوم بدر حين بارز شيبة

عدد الابيات : 53

طباعة

وفي يوم بدرٍ حينَ بارزَ شيبة

بِعَضبِ حُسامٍ والأسنَّةُ تَلمَعُ

فبادره بالسيف حتى أذاقه

حِمام المنايا والمنيّاتُ تَرْكَعُ

وصيّره نهباً لذئبٍ وقَشْعَمٍ

عليه من الغِربان سودٌ وأبقَعُ

وفي يوم جاءَ المشركونَ بجمعِهم

وعمرو بن عبدٍ في الحديدِ مقنَّعُ

فجدَّلهفقال له إنّ النبيَّ ورده

على حاجةٍ فارجع وكلٌّ ليَرجعُ

فعادَ ثلاثاً كلّ ذاكَ يَرُّده

فأهوى بتأييدِ إلى الباب يَقْرَعُ

فاسمَعهُ القرعَ الوصيُّ لِبابِهِ

فقال له ادخل بعدَما كادَ يرجعُ

وقال له يَشكو وقد جئتُ مرّةً

وأخرى وأخرى كلَّ ذلك أَدفعُ

فَسَرَّ رسولَ الله أكلُ وصيِّهِ

وأنفُ الذي لا يَشتهي ذاك يُجدعُ

وقال له ما إن يُحبّك صادِق

من الناس إلاّ مؤمنٌ متورِّعُ

ويَقلاك إلاّ كافرٌ ومنافقٌ

يفارقُ في الحقّ الأنامَ ويَخَلَعُ

فلمّا قضى وحي النبيّ دعا له

ولم يكُ صلّى العصرَ والشمسُ تَنْزِعُ

فرُدّت عليهِ الشمسُ بعد غُروبِها

فصار لها في أوّلِ الليلِ مَطلَعُ

وأسكنه في مَسجد الطُّهر وحدَه

وزوَّجه واللهُ من شاءَ يَرفَعُ

مجاوِرُهُ فيه الوصيُّ غيرُه

وأبوابهم في مسجدِ الطُّهرِ شُرَّعُ

فقال لهم سُدّوا عن اللهِ صادقاً

فضَنُّوا بها عن سَدِّها وتمنَّعوا

فقامَ رجالٌ يذكرونَ قرابةً

وما ثمّ فيما يبتغي القومُ مَطمَعُ

فعاتبه في ذاك منهم معاتِبٌ

وكان له عمّاً وللعمّ مَوْضِعُ

فقالَ له أخرجتَ عمَّكَ كارهاً

وأسكنتَ هذا إن عمّك يَجْزَعُ

فقال له يا عمّ ما أنا بالذي

فعلتُ بكم هذا بل الله فاقنعوا

 شِلواً صريعاً لوجهِهِ

رَهيناً بقاعٍ حولَه الضَّبْعُ تَخْمَعُ

وأهلكهم ربّي ورُدُّوا بِغيظهم

كما أُهلِكَتْ عادُ الطغاةِ وتُبَّعُ

وفي خاصفِ النّعلِ البيانُ وعبرةٌ

لِمعتَبِرٍ إذ قال والنّعلُ تُرقَعُ

لأصحابه في مجمعٍ إن منكم

وأنفسُكم شوقاً إليه تَطلَّعُ

إماماً على تأويلِه غيرُ جائِرٍ

يُقاتل بَعدي لا يَصِلّ ويَهْلَعُ

فقال أبو بكرٍ أنا هو قالَ لا

فقال أبو حفصٍ أنا هو فاسْفَعُ

فقال لهم لا لا ولكنّه أخي

وخاصفُ نَعلي فاعرِفوهُ المُرَقِّعُ

وفي طائرٍ جاءت به أم أيمنٍ

بيانٌ لمن بالحقِّ يَرضى ويَقْنَعُ

فقال إلهي آتِ عبدَك بالذي

تُحبّ وحبُّ اللهِ أعلى وأَرفَعُ

ليأكلَ من هذا معي وينالَه

فجاءَ عليٌّ من يَصُدُّ ويَمنَعُ

وقد كان في يوم الحدائقِ عبرةٌ

وقولِ رسولِ الله والعينُ تَدمِعُ

فقال عليّ ممّ تَبكي فقال مِن

ضغائنَ قومٍ شَرُّهم أتوقّعُ

علكَ وقد يُبدونها بعد مِيتتي

فماذا هُديتَ اللهُ في ذاك يُصنَعُ

وفي يومِ ناجاه النبيُّ محمدٌ

يُسِّر إليه ما يُريد ويُطْلِعُ

فقال أطال اليوم نَجوى ابن عمّه

مناجاتُه بغيٌّ وللبغيِ مَصرع

فقال لهم لست الغداة انتجيته

بل الله ناجاه فلم يتورعوا

فأبصر ديناراً طَريحاً فلم يزل

مُشيراً به كَفاً يُنادي ويُسمِعُ

فمال به والليلُ يَغشى سوادُه

وقد همَّ أَهل السُّوقِ أن يتصدَّعوا

إلى بيِّعٍ سَمحِ اليدينِ مباركٍ

توسّم فيه الخيرَ والخيرُ يُتْبَعُ

فقال له بِعني طعاماً فباعَهُ

فقال لك الدينارُ والحَبُّ أجمَعُ

فلا ذلك الدينارُ أُحميَ تِبره

ولا الحَب ممّا كان في الأرضِ يُزرَعُ

فبايعه جبريلُ والضيفُ أحمدٌ

فثمَّ تناهى الخير والبرّ أجمع

وفي أهلِ نجرانٍ عشيَة أقبلوا

إليه وحَجُّوا بالمسيحِ فأبدَعوا

وردُّوا عليه القولَ كُفراً

وقد سمِعوا ما قال فيه وأروعوا

فقال تعالوا نَدعُ أبناءَنا معاً

وابناءَكم ثُمّ النساءَ فأجمَعوا

وأنفسَنا ندعو وأنفسَكم معاً

ليجمعَنا فيه من الأصلَ مَجْمَعُ

فقالوا نعم فاجمع نُباهِلْكَ بُكرةً

وللقومِ فيه شِرّة وتسرُّعُ

فجاؤوا وجاء المصطفى وابنُ عمّه

وفاطمُ والسِبطانِ كي يَتضرّعوا

إلى اللهِ في الوقتِ الذي كان بينهم

فلمّا رَأَوْهم أحجموا وتَضعضعوا

فقال له مه يا بُريدةُ لا تَقل

فإن برغمي في عليِّ تَتَبُّعُ

فمنِّي عليَّ يا بُريدةُ لم يَزل

وإنّي كذا منه على الحقِّ نُطْبَعُ

وليُّكُم بَعدي علي فايقنوا

وقائِعَهُ بعد الوقيعةِ تُسرِعُ

بتوبته مستعجلاً خابَ إنّه

بِسبِّ علي في لَظىً يَتَدرَّعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السيد الحميري

avatar

السيد الحميري حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sayed-Al-Humairi@

222

قصيدة

101

متابعين

إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري أبو هاشم أو أبوعامر. شاعر إمامي متقدم قال الأصفهاني يقال إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار وأبو ...

المزيد عن السيد الحميري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة