الديوان » العصر العثماني » خليل البصير » الحمد لله السلام المؤمن

عدد الابيات : 61

طباعة

الحَمدُ لِلَّه السَّلام المُؤمِن

المَلك المقدّر المُهَيمِن

وَهوَ الَّذي أيدنا بِنَصرِهِ

عَلى العدو منقذاً من حصره

ثمَّ الصَّلاة وَالسَّلام الدَّائِم

عَلى الَّذي حَلَّت له الغَنائِم

مؤيد الحَقِّ نَبي الملحمة

مُحَمَّد ماحي ظَلام المظلمة

وَهوَ الَّذي أَباد جيش الكفر

قلده المولى بسيف النصر

والآل وَالصَّحب الَّذين جاهَدوا

في اللَّهِ وَالجَمال منه شاهدوا

ما أسرج الدهم وَجال الغر

وَجرد البيض وَمال السمر

وَبعد فالانمى من السَّلام

يهدى إلى ابن سيد الأنام

الفاضِل المحقق العلامة

وَالكامِل المدقق الفهَّامة

أخي وَمؤنسي بلا اشتياه

السيد النَّحرير عبد اللَّه

لا زالَ خافِضاً أَولى الضلال

بنصبه ألوية الكَمال

يا من هَداه اللَّهُ لِلفَواضِل

وَخصَّه بالعلم وَالفَضائل

وَحفَّه بالرشد وَالكياسة

وَالفهم وَالفطنة وَالفراسَة

كَيف طباعكم وَما حالاتكم

بأي شيء يَنقَضي أَوقاتكم

إنِّي إِلى وصالكم مشتاق

أنحلني الفِراق والأشواق

بحيث لَو قستم عرض الشعرة

عشرة أَقسام حكته دقَّتي

وَاللَّهُ أسأل الملاقاة الَّتي

يشفي من الغَرام كل علتي

فإن تجيزوا الفحص عَن حال البلد

وَما من الشدة وَالضيق وجد

فالحَمد لِلَّه معين الضُعفا

مفرج الكرب معجل الشفا

عَلى اِنكشاف الضر وَالآلام

وَصون عرضنا من الإعجام

إذ دَخَلوا القرى وأفسدوها

آذوا ومزقوا وَشردوها

وانتَهكوا الشبان وَالفتيانا

واستأسروا النسوان وَالصبيانا

وَغادَروا الشيوخ والأطفالا

وَحَمَّلوا الأحمال والأثقالا

ثم توجهوا ليحصرونا

وَيستَفزونا وَيكسرونا

جاؤا كأَنَّهم جراد مُنتشر

فحاصَروا في يوم نحس مستمر

أَخبرنا مفتيهم أن الفئة

خمس وَسبعون تليهما مئة

وَإِنَّما تمييز ذي الأَعداد

ألف بِلا نَقصٍ وَلا اِزدياد

دنوا فأمطروا علينا ناراً

لَم يَهجَعوا لَيلاً وَلا نَهاراً

واصبعا كل من الخَلائِق

في أذنيه حذر الصواعق

فبان بَينَنا سماة القحط

حَتّى حُرِمنا شرب ماء الشط

وَكلنا يَرتَقِب القتالا

ممتَثِلاً بِقَوله تَعالى

يا أَيُّها الَّذين آمَنوا اصبروا

وَصابِروا وَرابِطوا لتنصروا

سطى خَميسهم علينا الجمعه

في نصف شعبان بفرط المنعه

فَخادعونا خدعاً لَم تكتم

كَحفر ألغام وَنصب السُلَّم

فضرهم ما صنعوا من القسم

إِذ رده اللَّه عليهم فقصم

وكل سُلَّم رَفيع نصبا

جُرَّ إِلى السور وَمنهم سُلِبا

خفنا احتيالهم وَسوء مكرهم

فَلَم يحق مَكرُهُم إِلّا بهم

فَقارب السور المبارزونا

وإنهم لنا لغائظون

لما رأونا حافظين السورا

ولّوا عَلى أَدبارهم نفورا

وَالجهد في كفاحهم بذلنا

ما قَتَلوا معشار ما قَتَلنا

فأَصبحوا في ذلك اليوم العسر

كأنهم أعجاز نَخلٍ مُنقَعِر

لما أريقت منهُمُ حمرِ الدِّما

ببيضنا ألقوا إلينا السلَما

فأرسل الغادِر سلطان العجم

يُحاول الصلح وَيَبتَغي السلَم

وَكلما أَوقدوا نار الحرب

أَطفأها اللَّه بِغيث الغيب

فَصالح المولى أَمير الموصل

أَعني حسيناً صاحب القدر العَلي

بألسن الرسل عَلى أَن يرسلا

من خيله إليه عشراً كُمّلا

فَجاد وَالينا بضعف ما طلب

وَمثله أتحف حاكم حلب

فَكفا عنا أَيدي الأَعداء

محافظا الحدباء وَالشّهباء

بِقوة اللَّه وأَنبيائه

وَأَوليائه وأصفيائه

لكن تجلد الوَزير الموصلي

الباسلِ الشهم الشَّجيع المقبلِ

تبيانه أكثر من أَن يذكرا

لِلَّه دره حرياً أَجسرا

إِذ لَم ترعه كثرة القَبائِل

منهم تأسياً بِقول القائِل

لا أَقعد الجبنَ عَن الهيجاء

وَلَو توالَت زمر الأَعداء

الحمد لِلَّهالَّذي عززنا

به وَقَد أَذهب عنا الحَزَنا

قلت له في هذه القضية

قَصيدَةً جيدَةً تركيَّه

وَفصل الوقعة بالوجه الحسن

ابن أَخي المَرحوم داعيكم حسن

أَحاطَ بالخطوب علماً وَكتب

أَتحفها إِلى الوَزير المنتخب

فاِستحسن الصدر محسناتها

وَما قَد استشهد من أَبياتها

لأَنَّها فائقة المَباني

رائقة الأَلفاظ وَالمَعاني

أَما الشقي الخارجيُّ نادِر

المعتدي الباغي الظلوم الغادِر

فَكانَ يبدي الود وَالمخادنه

بعد انعقاد الصلح وَالمهادنه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل البصير

avatar

خليل البصير حساب موثق

العصر العثماني

poet-Khalil-Al-Baseer@

13

قصيدة

1

الاقتباسات

18

متابعين

خليل (البصير) بن علي بن اسماعيل بن إبراهيم بن داود بن شمس الدين محمد الباهر الموصلي. أديب نحوي، له شعر حسن، من أسرة آل الفخري الحسينية الأعرجية المشهورة في العراق، ...

المزيد عن خليل البصير

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة