الديوان » العصر الاموي » زيادة بن زيد العذري » ألما بليلي يا خليلي واقصرا

عدد الابيات : 42

طباعة

أَلِمّا بليلي يا خليليَّ واقصِرا

فما لم تزوراها بنا كان أكثرا

وعُوجا المطايا طالما قد هَجَرتُما

عليها وإن كان الممُعَوّج أعسَرا

كفى حزناً أن تجمعَ الدارُ بيننا

بصُرمٍ لليلي بعد وُدٍّ وتَهجُرا

ولم أر ليلى بعد يوم لقيتها

تكفُّ دموعَ العين أن تَتَحَدَّرا

مُنَعَّمَةٌ يُصبي الحَليمَ كلامُها

تَمايَلُ في الركنين منها تَبَخترا

متى يرها العجلانُ لا يَثنِ طَرفَه

إلى عينه حتى يحارَ ويَحسَرا

ولو جُلِّيَت ليلى على اللَيلِ مُظلِماً

لَجَلَّت ظلامَ الليلِ ليلى فأَقمَرا

إذا ما جعلنا من سَنَامٍ مناكباً

ورُكناً من البَقَّارِ دونك أَعفَرا

فقد جَدَّ جِدُّ الهَجرِ يا ليلُ بيننا

وشَحطُ النوى إلا الهوى والتَذكُّرا

وكم دون ليلى بلدةٌ مُسبَطِرَّةٌ

تقودُ فلاها العِيسُ حَتَّى تَحَسَّرا

تَنَفَّذتُ حُضنَيها بأَمر عَزيمَةٍ

وخَطَّارةِ تَشري الزّمامَ المُزَرَّرا

كأنّ بذِفراها وَبَلدَةٍ زَورِها

إذا نَجَدَت نضخَ الكَحِيلِ المُقَبَّرا

كأنَّ لها في السَير لَهواً تَلَذُّه

إذا افترشت خَبتاً من الأرض أغبرا

خَبُوبَ السُّرَى عَيرانَةٌ أَحرحبيةٌ

عَسوفٌ إذا قرنُ النهار تَدَبَّرا

تُليجُ بريانِ العَسيب كأنَّه

عثاكيلُ قِنوٍ من سُمَيحَةَ أَيسرا

تَسُدُّ بِهِ طَوراً خَوَايَةَ فَرجِها

وطوراً إذا شالَت تراه مُشَمِّرا

فأجمعتَ جِدّاً يابن زيد بن مالك

بما كنتَ أحياناً إلى اللهو أَصوَرا

أفاقَ وجَلَّى عن وقارٍ مشِيُه

وأَجلَى غطاءَ الدَهرِ عنه فأَبصَرا

وكنتَ أمرأً منك الأناةُ خَلِيقَةٌ

وشَهماً إذا سِيمَ الدَنِيَّةَ أَنكَرا

أَناة امرئٍ يأتي الأمورَ بقُدرةٍ

متى ما يرد لا يعي من بَعدُ مَصدَرا

وقد غادَرَت مني الخطوبُ ابن حقبةٍ

صبوراً على وقع الخطوب مُذكرا

إذا ما انتهى علمي تناهيتُ عِندَه

أطال فأملى أو تناهى فأقصَرا

ولا أركبُ الأمرَ المُدَوِّي عِلمُهُ

بعميائه حتَّى أروزَ وأنظرا

وما أنا كالعَشواءِ تركبُ رأسَها

وتُبرزُ جَنباً للمعادين مُصحِرا

ويُخبريني عن غائب المرء هَديُهُ

كفى الهديُ عمَّا غَيَّبَ المرءُ مخبرا

سبقت ابن زَيدٍ كُلَّ قَومٍ بقُدرَةٍ

فأنتَ الجوادُ جارياً ومُغَمِّرا

هو الفَيضُ وابنُ الفَيضِ أبطأَ جَريهُ

إذا الخيل جاءت أن يجئ مُصدَّرا

وإنَّ غُلاماً كان وارثَ عامِرٍ

ووارثَ رِبعِيٍّ لأهلٌ ليفخرا

بنو الصالحين الصالحون ومن يكُن

لآباءِ صدقٍ تلقهم حيثُ سيرا

وما المرءُ إلا ثابتٌ في أرومَةٍ

أبى مُنبَتُ العِيدانِ أن يَتغَيَّرا

وأعمامُهُ يومَ الهباءةِ أطلقوا

اسارى ابن هِندٍ يَومَ تُهدى لقَيصرا

وهُم رؤساءُ الجَمعِ غير تَنَحُّلٍ

بِثَهمَدَ إذ هاجوا به الحَيَّ حُضرا

دفعتُ وقد أعيى الرجالُ بدفعِها

وأصبح مِنِّي مِدرَهُ القوم أَوجَرا

ومِنّا الذي للحمد أوقدَ نارَه

يَرى ضوءها مِن يافِعٍ مَن تَنَوَّرا

وآذن أن مَن جاءه وهو خائفٌ

فإن له من كان أن يتخفَّرا

إذا ساء أن يرعى مع الناس آمناً

له السربُ لا يخشى من الناس معشرا

هل العودُ إلا ثابتٌ في أرومةٍ

أبى صالحُ العِيدانِ أن يَتَغَيَّرا

أولئك قومي كان يأمنُ جارُهُم

ويُحرَزُ مولاهم إذا السَّرحُ نُفِّرا

إذا أبصَرَ المَولى بجيَّةِ مأزق

من الأرض يخشاها أهَلَّ وأَسفَرا

مطاعِيمُ للأضيافِ في كُلِّ شَتوَةٍ

سِنينَ الرِياحُ تُرجِعُ اللَيطَ أَغبَرا

إذا صارت الآفاقُ حُمراً كأنَّما

يُجَلِّلنَ بالنَوءِ الملاءَ المُعَصفَرا

فإن جاء مالا بُدَّ منه فمرحبا

بجائيةٍ إذ لم تجد متأخرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن زيادة بن زيد العذري

avatar

زيادة بن زيد العذري حساب موثق

العصر الاموي

poet-Ziada-bin-Zaid-Al-Athari @

14

قصيدة

38

متابعين

زيادة بن زيد بن مالك بن ثعلبة الكاهن بن عبد الله بن أسلم بن الحاف بن قضاعة. شاعر إسلامي من شعراء صدر الإسلام، ينتمي إلى بيت شعر فأخوه عبد الرحمن ...

المزيد عن زيادة بن زيد العذري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة