الديوان » العصر الايوبي » عبد المنعم الجلياني » في باطن الغيب ما رلا تدرك الفكر

عدد الابيات : 32

طباعة

في باطِنِ الغَيبِ ما رلا تُدرِكُ الفِكَرُ

فَذو البَصيرَةِ في الأَحداثِ يَعتَبِرُ

مالي أَرى مَلِكَ الإِفرِنجَ في قَفَصٍ

أَيَنَ القَواضِبُ وَالعَسّالَةُ السُمُرُ

وَالاِسبِتارُ إِلى الدَوِيَّةِ التَأَموا

كَأَنَّهُم سَدُّ يَأجوجٍ إِذا اِستَجَروا

وَالنَفسُ مولَعَةٌ عَجباً بِسيرَتِها

وَفي المَقاديرِ ما تُسلى بِهِ السِيَرُ

يا وَقعَةَ التَلِّ ما أَبقَيتِ مِن عَجَبٍ

جَحافِلٌ لَم يَفُت مِن جَمعِها بَشَرُ

وَيا ضُحى السَبتِ ما لِلقَومِ قَد سَبَتوا

تَهَوَّدوا أَم بِكَأسِ الطَعنِ قَد سَكِروا

وَيا ضَريحَ شُعَيبٍ ما لَهُم جَثَموا

كَمِديَنَ أَم لَقوا رَجفاً بِما كَفَروا

حَطّوا بِحِطينَ مِلِكاً كافِياً عَجَباً

في ساعَةٍ زالَ ذاك المَلِكُ وَالقَدَرُ

أَهوى إِلَيهِم صَلاحُ الدينِ مُفتَرِساً

وَهوَ الغَضَنفَرُ عَدّى ظَفرَهُ الظَفَرُ

أَملى عَلَيهِم فَصاروا وَسطَ كَفَّتِهِ

كَسِربِ طِيرٍ حَواها القانِصُ الذَكَرُ

وَأَنجَزَ اللَهُ لِلسُلطانِ مَوعِدَهُ

وَنَذرَهُ في كَفورٍ دينَهُ البَطَرُ

وَعايَنَ المَلِكُ الإِبرِنسُ في دَمِهِ

فَماتَ حَيّاً وَحَيّاً وَهوَ يَعتَذِرُ

رَأى مَليكاً مُلوكُ الأَرضِ تَتبَعُهُ

وَالنَجمُ يَخدِمُهُ وَالشَمسُ وَالقَمَرُ

إِذا بَدا تَبهَرُ الأَعيانُ هَيبَتَهُ

وَيَختَفي وَهوَ في الأَذهانِ مُشتَهَرُ

تَقَدَّمَ الجيلَ في أُخرى الزَمانِ بِهِ

عَلى صُدورِ عُلا مَن قَبلَنا صَدَروا

أَما رَأَيتُم فُتوحَ القادِسِيَّةِ في

أَكنافِ لوبِيَّةٍ تُجلى وَذا عُمَرُ

وَالحَقُّ يَعرُسُ وَالطُغيانُ مُنتَحِبُ

وَالكَفرُ يَطمِسُ وَالإيمانُ مُزدَهِرُ

هَذا المَليكُ الَّذي بُشرى النَبِيِّ بِهِ

في فِتنَةِ البَغيِ لِلإِسلامِ يَنتَصِرُ

أَنسى مَلاحِمَ ذي القَرنَينِ وَاِعتَرَفَت

لَهُ الرُواةُ بِما لَم يُنمِهِ أَثَرُ

أُعينُ إِسكَندَرَ بِالخَضرِ وَهَولِهِ

عَونٌ مِنَ اللَهِ يَستَغني بِهِ الخَضَرُ

وَصُنعُ ذي العَرشِ إِبداعٌ بِلا سَبَبٍ

فَلا تَقُل كَيفَ هَذا الحادِثُ الخَطِرُ

بَينا سَباياهُ تُجلى في دِمَشقَ إِذا

مَلَكَ الفِرِنجَ مَعَ الأَتراكَ مُحتَجِرُ

إِزاءَهُ زُعماءُ الساحِلَينِ مَعاً

مَصفَدَينِ بِحَبلِ القَهرِ قَد أُسِروا

يَتلوهُم صَلبوتٌ سيقَ مُنتَكِساً

وَحَولَهُ كُلُّ قَسيسٍ لَهُ زُبُرُ

وَنَحنُ في ذا وَذا طَيرٌ صَحيفَتُهُ

بِفَتحِ عَكا الَّتي سَدَّت بِها الثَغرُ

تَغزو أَساطيلُنا مِنها صَقيلَةً

فَتَذعَرَ الرومُ وَالصِقلابَ وَالخَزَرُ

مَن ذا يَقولُ لَعَلَّ القُدسُ مُنفَتِحٌ

إِلَيكَ بَلِ سَفرُ يَعقوبَ لَهُ السَفَرُ

أَبو المُظَفَّرِ يَنويها فَخُذ سُفُناً

مِن بابِ عَكّا إِلى طَرطوسَ تَنتَشِرُ

يَسبي فِرِنجَةَ مِن أَقطارِها وَلَهُ

مِعَ المَجوسِ حُروبٌ قَدَحُها سُعُرُ

وَبَعضُ أَبنائِهِ بِالقُدسِ مُنتَدِبٌ

وَبَعضُها رومَةُ الكُبرى لَهُ وَطَرُ

بِرايَةٍ تَخرَقُ الأَرضَ الكَبيرَةَ في

جَمعٍ تَقولُ لَهُ الأَجسامُ لا وَزَرُ

قالوا أَطَلتَ مَديحاً قُلتُ كَما

بَدا فَالصُبُّ لِلمَحبوبِ مُدَّكِرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المنعم الجلياني

avatar

عبد المنعم الجلياني حساب موثق

العصر الايوبي

poet-AbdelMoneim-Al-Jilani @

43

قصيدة

23

متابعين

عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل. شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس. ...

المزيد عن عبد المنعم الجلياني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة