الديوان » عمان » أبو مسلم البهلاني » ألا هل لداعي الله في الأرض سامع

عدد الابيات : 195

طباعة

ألا هل لداعي اللّه في الأرض سامع

فإني بأمر اللّه يا قوم صادع

وهل من يرى للّه حقاً ومرجعاً

إليه وأن الدين لا شك واقع

وهل من يرى أن الحقوق التي دعا

إليها رسول اللّه غفل ضوائع

وهل من يرى الشرع الشريف تدرأت

عليه حثالات مبير وخانع

وهل من يرى أن الحنيفة سامها

بما شاء من ضيم لعين مخادع

تمالأ ظلماً خيله ورجاله

وليس لهم حد سوى اللّه مانع

يدوسونها دوس الحصيد كأنها

لقى وأخو الايمان في الأسر خاشع

أفيقوا بني القرآن إن هداكم

إلى الجبت والطاغوت في الذل ضارع

أفيقوا بني القرآن إن كتابكم

يناقض في أحكامه وينازع

تعيث قرود الجبت في سنة الهدى

إذا عقدوا شنعاء جاءت شنائع

يعدون دين اللّه بهتاً وهجنة

وإن ليس من صوب الاله شرائع

وأن وقوع الدين في الأرض مفسد

وإن قوانين السماء فظائع

وإن الذي جاءت به الرسل كله

مضر لأسباب الرقي مصارع

وإن هدى الاسلام في الأرض ظلمة

ولو زال بانت للرقي سواطع

وإن بني الاسلام في همجية

وحوش تعادي في الفلا أو ضفادع

وإني بني الانسان في الأرض طائر

على شرك عز الجناحين واقع

ولولا عرى إشراكه لتوسعت

مداركهم حيث الحدود الموانع

هلم بنا نقطع حبالة ديننا

إذ الدين عن نور التمدن قاطع

ونرسل أطيار النفوس إلى الهوى

فإن هواها للسعادة جامع

ونذروا وصايا اللّه في الريح تربة

فليس بها استغفر اللّه نافع

وفي دولة التعطيل مرعى ونضرة

وفي دولة الدين الديار البلاقع

ولا كون إلا للطبيعة إنها

لها الضر في أكوانها والمنافع

وأن ننتحل شبهاً لدين سياسةً

ففي دولة التبشير فعل مضارع

حبالة صياد ودين ودولة

وتعطيل انسانية وخدائع

فيا لبني القرآن أين عقولكم

وقد عصفت هذي الرياح الزعازع

أمسلوبة هذي النهى من صدورنا

وهل فقدت أبصارنا والمسامع

أما كذبوا لا قبح اللّه غيرهم

ولا أفلحت تلك الوجوه اللواكع

لقد ملأوا الآفاق افكا وخزية

وبغيا ولا مقصود إلا المطامع

نفوا ملة الاسلام إذ منعتهم

محارم في حكم العقول فظائع

ولو قلدوا الاسلام ضاق عليهم

سبيل إلى ما تشتهي النفس واسع

ولا أطلقتهم في الرذالة رتعاً

نذالتهم مما اقتضته الطبايع

ولا حرشتهم شرة وفظاظة

لهم كلب في نهبنا وتنازع

كأن بني الاسلام صيد رماحهم

وأملاكهم إرث لهم أو قطائع

فلا غرو أن يستنكفوا من ديانة

وقد أسبلت فيما عداها الزرايع

وليتهم إذ عطلوا الدين سايروا

طبيعة تكوين العمار وتابعوا

فأي عمار قام والظلم أسه

وتلكم ديار الظالمين بلاقع

وليت بني الاسلام قرت صفاتهم

فما زعزعتها للغرور الزعازع

وليتهم ساسوا بنور محمد

ممالكهم إذ باغتتها القواقع

وليتهم لم ينحروا بسلاحهم

نحورهم إذ جاش فيها التقاطع

لقد مكن الأعداء منا انخداعنا

وقد لاح آل في المهامه لامع

وسورة بعض فوق بعض وحملة

لزيد على عمرو وما ثم رادع

وتمزيق هذا الدين كل لمذهب

له شيع فيما ادعاه تشايع

وما الدين إلا واحد والذي نرى

ضلالات أتباع الهوى تتقارع

وما ترك المختار ألف ديانة

ولا جاء في القرآن هذا التنازع

فيا ليت أهل الدين لم يتفرقوا

وليت نظام الدين للكل جامع

لو التزموا من عزة الدين شرطها

لا اتضعت منها الرعان الفوارع

وما ذبح الاسلام إلا سيوفنا

وقد جعلت في نفسها تتقارع

ولو سلت السيفين يمنى أخوة

لدكت جبال المعتدين المصارع

وما صدعة الاسلام من سيف خصمه

بأعظم مما بين أهليه واقع

فكم سيف باغ ز أوداج دينه

بأفظع مما سيف ذي الشرك باخع

هراشاً على الدنيا وطيشاً على الهوى

وذلك سم في الحقيقة ناقع

وما حرش الأضغان في قلب مسلم

على مسلم إلا من النعي وازع

ولو نصع القلبان لم يتباغضا

ولا ضام متبوع ولا ضيم تابع

وما هذه الدنيا لها قدر قيمة

يضاع له ذخر من اللّه نافع

وما نال منها لهائلاً غير اثمها

وأكدارها المستأثرون الأمانع

ولو بعدت في النفس منزعة التقى

لما نزعت نحو الشقاق المنازع

ولا ضبحت تعلو بأسباب وهمها

على غير ذي ثبت جداه القوارع

أما هذه الدنيا التي يقتنونها

ستقتضب الاعمار منها الفجائع

قراضة آجال ومطلب جاهل

ونحن لناعيها إلينا ودائع

فما بيعنا الحسنى ومرضاة ربنا

بها بيعة ينمى بها الربح بائع

على أي شيء يقتل البعض بعضنا

وتذكي فظاظات النفوس المطامع

ولسنا برغم العقل نطلب وادعاً

ولا أحد منا وإن عاش وادع

ويكشف عن ساق لنا الحتف دائباً

ونعجله في باطل نتقارع

أليس الذي يأتي من العمر مقبلاً

كمثل الذي ولى وفيه المصارع

ولو أشربت منا النفوس تبصراً

لما كان منها للشرارة ناقع

بلى أشربت داءاً دخيلاً أصارها

كما كمنت في حجرهن الأقارع

ولو بحثت عن دائها كان كبرها

فمنه بلا قيد تثور الشنائع

ولو فكرت في أصلها ومصيره

لدافع داء الكبر منها التواضع

رويداً بني الانسان إن شروركم

يعود عليكم ويلها المتتابع

فما أرسل الانسان سهماً محرماً

سوى أنه في نحر راميه راجع

ولست وإن برأت نفسك خالصاً

من الشر والدعوى إليه ذرائع

أنلزمها الاشرار والداء شامل

وننفي اشتراكاً فيه والسم نافع

ولو سلمت من صبغة الشر نسمة

لما راع في أوكاره الفرخ رائع

وكل لجاج المرء في الشر نهمة

من النفس تغريها عليه الطبائع

أليس عجيباً زرع نفس شرورها

وعند حصاد الزرع يحصد زارع

ولولا نواميس السماء لما زكت

نفوس ولم يعرف مضر ونافع

ومن سنن اللّه التدافع بيننا

ليصلح مدفوع ويصلح دافع

ومن سنن اللّه اختبار عباده

وابلاؤهم وهو الحبى والصنائع

يصب على من شاء صبا بلاءه

وذاك بلاء للمواهب جامع

ومن سنن اللّه اختفاء اصطناعه

فكم شق أمر ضيق وهو واسع

ومن سنن اللّه التفاضل في العطا

فذو الجهل موفور وذو العقل جائع

ومن سنن اللّه التأني بمن طغى

وتعجيل عقبى هفوة إذ تواقع

ومنها انتقام من ظلوم بظالم

وهذا حسام للمظالم قاطع

ألم ترى أن اللّه سلط مشركاً

على مسلم والعدل للكل وازع

فما الشأن إلا العدل في أي حادث

وإلا خفي اللطف للزيغ رادع

وفي الشأن أسرار تجلت لذي النهى

عليها جمال اللّه باللطف شايع

ترى سلطة لا تعرف اللّه أفظعت

بعارفه والعدل تلك الفظائع

فأنت إذا فكرت لم تلف ذرة

من الظلم في شيء له اللّه صانع

وما يوجب المقت الالهي عدوة

عدوت بها في خرق ما هو شارع

ولو ثبتت رجلاك دون حدوده

لما كان عن رضوانه لك قاطع

وما يوجب الجود الالهي رحمة

وفضل وتوب منه للتوب زارع

أيحظر أمراً ثم تهتك حظره

كأنك مدعو بما هو مانع

وأنت مع الاعاد للسخط تنتحي

ومن حيث اتيان المساخط طامع

فما من وعيد اللّه يمنع عاصم

إذا لم يزع من حرمة اللّه وازع

نضج ضجيج النيب مما ينوبنا

ونحن إلى ما تقتضيه نسارع

نطاوع أسواء المغبة رغبة

ولسنا لمحمود الجزاء نطاوع

وما هذه الأوقار فوق رقابنا

يدافع عقباهن عنا مدافع

وبعض عقاب الاثم أخذ معجل

وبعض على الاملاء جانيه وادع

ولو أمحض التقدير عقل لأظهرت

شوارقها بالحكمتين مطالع

فما هو في تعجيله البطش عابث

ولا عارضته في التأني موانع

ولا هو بالاعجال يحذر فائتاً

سواه تعالى قبل فوت يسارع

فجل في مجاري حكمه وشئونه

تبن لك فيها حكمة وبدايع

وفي عدله حسب اقتضاه شئونه

تدابير وحدانية لا تمانع

فلا تخبطن في فهم أحكام عدله

إذا اختلفت أشكالها والمواقع

ورب بلاء حل في شكل عدله

وما هو إلا الفضل واللطف واقع

فمن ذاك للتوفير وهو أجله

ومنه لتمحيص لذنب يواقع

وتقديمه انذاره ووعيده

إلى عبده حد عن العدل مانع

وفي عين هذا العدل فضل محقق

إلى مستقر الفضل والجود دافع

وذلك في الجود الالهي لازم

ليذكر اللاهي وينزع نازع

وعاقبة الانذار انقاذ عبده

حذارك مما قيل خلف وشافع

فقم نحو ما يدعو إليه بفضله

فداعيك قيوم برحماه واسع

ولا تعجب إن خالفته كيف بطشه

فمالك إلا صحة التوب نافع

ولا تعجبن مما تراه مسارعاً

إلينا فعدل اللّه هذا المسارع

إلى ما أفضنا فيه من ترك أمره

واتيان منهياته العدل صادع

ففيم صراخ المسلمين وجأرهم

وأغلبهم للمقسطين منازع

لهم في أساليب الشقاق طرائق

وكل طريق في الضلالة شارع

وأغلبهم للاستقامة شانيء

بسيف التعدي في حمى اللّه شانع

ولو شملتنا الاستقامة لم نزل

لنا ألفة ترفض عنها المطامع

سقى اللّه أرضاً تنبت القسط سوحها

وين رباها العلم والحق راتع

ربوع بحمد اللّه نور محمد

عليها بنور اللّه أبلج ساطع

وحيث يمين اللّه بالروح والرضا

رجالاً لهم تلك العراص مرابع

رجال سعوا للّه سعياً مباركاً

فما قطعتهم عن رضاه القواطع

أنابوا إلى اللّه اتباع سبيله

فما صدعتهم في السبيل الصوادع

وقاموا بمفروض القيام عليهم

فما عز جبار ولا ذل ضارع

فما جمعوا ما فرق اللّه جمعه

ولا فرقوا في الدين ما اللّه جامع

ولا شرفوا إلا بخالصة التقى

حظوظهم منها البحور الجوامع

بهم يقتدى في العلم والهدي والهدى

وعن خلقهم تروى النجوم السواطع

عليهم وقار الرسل أرست جباله

وهم لكمالات النفوس مطالع

تجلت لهم من باطن الشرع حكمة

ولو أظهروها ناقضتها الشرائع

ألحوا على الاخلاص حتى تفجرت

على لسنهم بالحكمتين ينابع

ولو أظهروا من حكمة السر ذرة

لكانوا بحكم الظاهر الشرك واقعوا

فبورك علماً طابع الشرع باطناً

وفي ظاهر الأحكام للعذر قاطع

أولئك أهل اللّه رحمة أرضه

بهم تمطر الأرض السحاب الهوامع

أولئك أوتاد الوجود وغوثه

وأحوالهم في الاعتبار شوافع

أولئك أهل الحق ما ضل مقتف

هداهم ولا يغوي عليهم متابع

أولئك أهل الفهم ما جار فهمهم

عن اللّه ما يقضي وما هو شارع

أولئك أهل الخير أما حياتهم

فغنم وأما ذكرهم فذرايع

أولئك أهل الفضل حتى ولو فنوا

لهم بركات في الدنا ومنافع

أولئك أشياخي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

ولست بجاء في الوجود بمثلهم

وللقوم شأن في الولاية شاسع

وللقوم ارث صادق من محمد

لكل هدى للرسل لا شك جامع

وماذا عسى أن يبلغ الحمد فيهم

وهم لضياء المرسلين مطالع

نعم أن نور الرسل في قلب ختمهم

وفي القوم نور الختم أبلج ساطع

سرى علمهم باللّه في سر سرهم

وهذا لصدق الاتباعين تابع

وما صدقوا في الاتباع لغاية

ولكن لحب اللّه فيهم نوازع

ومحترق الأركان من خوف ربه

له صعقات بينه ومصارع

له ما عدا العلم القديم صحيفة

يشاهد فيها صنعه ويطالع

ومهما يكن في الملك والملكوت من

بدائع لم تحجبه تلك البدايع

يرى كل شيء غير مرضاة ربه

رماداً به اشتدت رياح زعازع

ولو خالست منه العلائق لفتة

كفاها من التوفيق عنه ممانع

يطارد آفات الوجود بعزمه

فتنكص حسرى عنه والعزم ناصع

رمى عرض الدنيا وراء يقينه

بأن وراء الحد شأناً يسارع

يحرر نفساً من عبودة مطمع

سوى رغب فيه إلى اللّه طامع

به أنف الأملاك في نضرة الغنى

وما نال منه ما تقل الأصابع

كفته لقيمات يقومن صلبه

وطمر من الانهاج يأباه رافع

يلذ فطام النفس عن كل لذة

ولذات هذا العيش بئس المراضع

يبيت وللأحزان جمرة قلبه

تشب إذا سالت عليها المدامع

إذا ذكر الأخرى تضاءل جازعاً

كأن راعه من هادم العمر رائع

وإن ذكر الدنيا تفانى وأصعقت

مشاعره تلك الصعاب القوارع

على وحشة في السجن من بغتة الفنا

وما خلف يوم الموت كيف المفازع

وما زخرف الدنيا وإن راق رونقاً

على عينه إلا العنا والفجائع

أحال على أنفاسه البر والتقى

فللبر والتقوى عليها طوابع

على الأرض منكور ويعرف في السما

له مخبر بين الملائك شايع

تراه متى ما الليل عمد بيته

عموداً على محرابه وهو راكع

يشعشع بالقرآن أنوار قلبه

فعنهن شقت للعيون المدارع

يرجع في الديجور رنة ثاكل

نحيباً كما ناح الحمام السواجع

يناوحه همان هم مخافة

وهم رجاء والبرايا هواجع

بأمثال هذا يرحم اللّه خلقه

وإن عظمت أحداثهم والشنائع

بأمثال هذا تحفل الشاة ضرعها

ويسمن مهزول ويقطع يانع

بأمثال هذا يخصب اللّه أرضه

ويشرب عطشان ويشبع جائع

بأمثال هذا يدفع اللّه سخطه

وليس لسخط اللّه في الأرض دافع

لهم منزل في القرب للخلق نافع

وحدّث وأطلق كيف تلك المنافع

أولئك أبرار الأباضية الألى

على نهر حرقوص وزيد كوارع

هم القوم أحرار الوجود سمت بهم

إلى اللّه عن حظ سواه المنازع

محبتهم ديني بها أبتغي الرضا

إلى اللّه والزلفى وهم لي ذرائع

ودعوتهم لي سنة وجماعة

أجاهد في احيائها وأقارع

وإني وإن يتركني السيف قعدداً

فذلك للأمر الذي لا أدافع

قضى اللّه أن أحيا من العجز قابعاً

وما أنا في همي إلى اللّه قابع

إذا لمت نفسي أقنعتني قيودها

وما أنا دون النصر للّه قانع

وما نصرتي بالقول والقول تشتفي

من الغيظ لولا دون عزمي موانع

إلى اللّه أشكو حائلاً صد همتي

فعشت كما عاش الجبان الموادع

أأحيا كسير النفس والسيف عانيا

وسيف الأباضيين في الخصم شارع

على أنني إن هدني الحزن هدة

ونهنهني مما قضى اللّه قادع

ليعلم قصدي عالم الجهر والخفا

وللعبد ما ينوي وإن سد مانع

لعل ختام القصد نيل موفق

يهيئه حول من اللّه واسع

فأضحى بتهليل السيوف مهلالاً

متى حيعلت نحو الجهاد الوقائع

ويرضى الهي في مواطن حربه

قيامي إليه والرماح كوارع

لعلمي إن لاقيت حتفي مجاهداً

فذلك فوز عشت فيه أنازع

وإن وقوع الموت للمرء موضع

وليس لموت كالجهاد مواضع

وما مات من ألقى إلى اللّه نفسه

وإن حولت وسط اللحود المضاجع

وأي رجاء بعد ستين حجة

لعيش وهل ماض من العمر راجع

فهلا انقطاع العمر للّه لحظة

أحق به والعمر يبليه قاطع

ولم يبق منه غير فضلة ساغب

سيخطفها من طائر الموت واقع

وأمنيتي في بيعها من إلهها

بسوق جهاد حيث تزكو البضائع

على اللّه احسان الخواتم أنه

إذا شاء بين العبد والخير جامع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو مسلم البهلاني

avatar

أبو مسلم البهلاني حساب موثق

عمان

poet-Abu-Muslim-Al-Bahlani@

248

قصيدة

1

الاقتباسات

124

متابعين

ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في ...

المزيد عن أبو مسلم البهلاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة