الديوان » عمان » أبو مسلم البهلاني » رفعت إليك الكف يا خير رافع

رفعت إليك الكف يا خير رافع
وأحسنت ظني فيك بين قواطعي
وما معك اللهم ليس بما معي
وحاشاك عن ردي وقطع مطامعي
لشؤم جدودي واتضاح جمودي
أحاطت بهذا لعبد سود المصائب
وجدَّ ولكن سهمه سهم خائب
وما السعي إن لم يتصل بالمواهب
وإن كان سعِيْ لا يفي بمطالبي
وإن حظوظي عن مناي قيودي
معوقة قصدي مضيق رحابها
تناصبني رغم الأماني حرابها
إذا فتحت باباً فللشر بابها
فان بقصدي اللّه تغدو صعابها
وإن عظمت قدراً أذل مقود
ومن يعتزز باللّه عز ومن له
تولى ففي الحالات يرفع ذله
ومن ذلَّ في تمجيده لم يذله
ومن يتمسك بالإله تكن له
إذا رامها العنقا أذلَّ مصيد
رأى اللّه للاسلام مني قائما
وسل عزومي لو تحققن صارما
فأصبحت بين العزم والدرك هائما
ولما رأيت الحظ عني نائما
وكان قيامي فيه مثل قعودي
وكان اجتهادي كالتقاعد جاثما
وصرت لما ابني كما كنت هادما
تريني الأماني شكل ما كنت حالما
وإن فعالي مثل مالي كلاهما
لدارس دين اللّه غير معيد
إذا تم أمر كنت في الماء راقما
وإن أحكم التدبير حكماً تصارما
كاني لحزمي مثل عزمي مزاحما
وإن لساني مثل كفي كلاهما
لاظهار دين اللّه غير مفيد
ومن عثرات الجد أني طالما
رمى الغدر تدبيري فأثبت ما رمى
وإني لا آوى من الصدق عاصما
وإن حسامي كاليراع كلاهما
لأعداء دين اللّه غير مبيد
أرى نصر ربي من أداء أمانتي
وهيهات عزت مكنتي ومكانتي
وحالت إلى خرط القتاد اعانتي
ودهري لم يأذن بغير اهانتي
واكرام خصم للاله عنيد
أجاهد كيد الدهر بالعزم والعنا
وقض الحصا من مطلبي كان الينا
كأن محالاً كل ما كان ممكنا
وغاية محصولي المواعيد والمنى
وإن وعود الغدر أي وعود
أهم بنصر اللّه والجد ممسكي
ولو خضت فيه مهلكاً بعد مهلك
ومن لي وقد سد التخاذل مسلكي
ولم يبق عندي اليوم إلا تمسكي
بعروة ركن للاله شديد
وتفويض أمري للمدبر خيرتي
واسقاط تدبيري وتعطيل حيلتي
وترك عرى الأسباب من كل وجهة
جمعت همومي وانتجعت بهمتي
إلى باب وهاب الجدود مجيد
إلى باب من أغنى وأقنى وأنعما
إلى باب قهار أهان وأكرما
إلى باب من أفنى وأحيا وأعدما
إلى باب من يدعوه في الأرض والسما
ومن فينما من سيد ومسود
إلى باب من جدي بذلي لجده
إلى باب من درك الأماني بقصده
إلى باب من تعنو الوجوه لمجده
إلى باب من في كل يوم بحمده
له أي شأن في الأنام جديد
إلى باب رب العالمين ومكرم ال
مطيعين خير الراحمين مقسم ال
مواهب شكار لصالح ما عمل
إلى باب خير الناصرين وأكرم ال
فيدين خير الفاتحين ودود
إلى باب جبار السموات غالب ال
جبابر ذي البطش الشديد المراقب ال
أمور ومن يقصده للأحتمي قبل
إلى باب وهاب الممالك قالب ال
كراسي قهار لكل عنيد
إلى القاهر المبدي المعيد اختياره
إلى الحكم العدل الذي عز جاره
المتولي من إليه فراره
إلى مالك الملك العظيم اقتداره
إلى من له الأملاك خير عبيد
ضرعت إليه مخبت القلب عافياً
ذليلاً ضعيفاً عاجزاً متفانياً
بريئاً إليه من نفوذ محالياً
وقوفاً على أبوابه منه راجياً
قيام حظوظي في العلى وجدودي
عسى رحمة منه وعطف ونظرة
وموهبة تنهل منه ملثة
وعارفة من جوده ومودة
فتخرق لي فيه العوائد نفحة
سماوية من مبدئ ومعيد
فتبرأ من حق الجهادين ذلتي
وتعلو بها في نصرة الله كلمتي
ويبسط لي إن شاء إتمام نعمتي
حظوظاً يقوم الدهر فيها بخدمتي
ويسعى بما لا يشتهيه حسودي
على قائم بالقسط إرسال أيده
فيطلقني من غل عجزي وقيده
حظوظاً كفت عن عَمروِ كونِ وزيده
تقوم بتدبير الإله وكيده
لأمر عليه لم أكن بجليد
معاجلة خصمي بأخذ يمينه
وبعث بلاياه وقطع وتينه
تقر لشرع الله عين أمينه
وتسعى بما يرضي الإله لدينه
إذا ما أمات الحق كل مريد
الهية قد ساقها الله منجداً
مظفرة لا يستقر لها العدى
يفل بها عرش الضلال من اهتدى
بها قام من قلبي الأئمة بالهدى
وكانت لرسل الله قبل وجودي
يخص شؤوني فتحها ويعمها
يصرف لي في الكون قهراً أتمها
وتجلى بها الجلى ويفرج همها
يتم بها النعما على متمماً
قديماً على خير الخلائق صيد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو مسلم البهلاني

avatar

أبو مسلم البهلاني حساب موثق

عمان

poet-Abu-Muslim-Al-Bahlani@

248

قصيدة

1

الاقتباسات

124

متابعين

ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في ...

المزيد عن أبو مسلم البهلاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة