الديوان » تونس » إبراهيم الرياحي » بشرى الورى بالأمن بعد مخاف

عدد الابيات : 54

طباعة

بُشْرَى الورى بِالأَمْنِ بعد مَخَافِ

وقفوا به في موقف الأعراف

قرّت به عين الهُدَى أمّا الهوى

فَلِحُزْنِه حزنت بنو الإِرجاف

أغفت جُفون الرّشد ثم تنبّهت

بلطائِفٍ قد كُنّ تحت سجاف

ما صحّ لولا ذاك في حقّ امرئٍ

رؤيا سليمانٍ بعين خلاف

وهُوَ الذي عمّ البريَّةَ فضلُه

فأحاط بالدّنيا إحاطةَ قاف

والدّين في عِزٍّ به والنّاس من

بركاته في جنّةٍ أَلْفَافِ

قُلْ للمغارب هل جهلتِ كمالَه

وكمالُه في الكون ليس بِخَافِ

أَضْحَكْتِ سِنَّ الشّرق إِذْ أَبْكَيْتِ في

ما قد أتيتِ مدامعَ الإِنصاف

رُمتِ القياسَ بغيرِ معنى جامعٍ

وغرستِ لاستثمار غُصْنِ خلاف

فأتيتِ بِالخطإ الذي لا يُرْتَضَى

حتّى لأحمقَ في المدارك جاف

إنّ الكواكبَ في السّماء كثيرةٌ

لكنْ ذُكاءُ فريدةُ الأوصاف

وكذلك الأشراف كلٌّ جوهرٌ

وأبو الرّبيع فريدة الأصداف

أَنَقِمْتُمُ منه التُّقى فسئمتمُ

نِعَماً سَوابِغَ سُتْرُهُنّ ضواف

أَمْ علمَه أم حلمَه أَمْ عدلَه

أَمْ وَكْفَ كَفِّ يَمِينِهِ المِتْلاَفِ

أم رُمْتُمُ بطراً وكم من قرية

بَطِرَتْ فَجُرَّ بها إلى الإتلاف

فنقضتمُ العهدَ الذي قد أَوْثَقَتْ

كفُّ الشّريعة في يد الأسلاف

ونسِيتمُ يومَ الولاية وهو في

كَرْهٍ لها والقوم في إلحافِ

لم يَرْضَهَا لولا صلاحٌ رامَه

وتَضَرُّعُ العلماءِ والأشرافِ

حتّى إذا استولى كما شاء الهُدى

وبَشِمْتُمُ بِالْبِرِّ والألطاف

قلتم نخالفه وأيّ فضيلة

في منهلٍ عذبِ الموارِدِ صاف

لم يُرْضِني والعالَمين بأسْرهم

إدٌّ أَتَيْتُمْ للرّشاد مُنَافِ

تستوجبون بذاك لولا حِلْمُهُ

ما اسْتَوْجَبَتْهُ الْقَوْمُ بالأحقاف

لكن عفا والعفوُ منه سَجِيَّةٌ

وأتى بِصَفْحٍ وافرٍ وعفافِ

لم يلتفت لنفاذ قدرته التي

بالنّون مدّ مديدها والكاف

لو شاء قَهْرَ عَدُوِّهِ لم يفتقر

لقعاقع الأرماح والأسياف

وأُمِدَّ من جند السّماء وراثةً

من جدّه المختارِ بالآلاف

لكنّ طَوْدَ ثَبَاتِه لم يهتزز

بعواصفٍ من غيّهم أصناف

ورعى حقوقَ اللّهِ والأرحامِ في

قَوْمٍ زعانفَ للضّلالِ خِفاف

كرهوا الهدى والحقَّ لمّا جاءهم

جَنَفاً إلى الإِهمال والإِسراف

ولوِ انَّمَا اتَّبَعَ الْهُدَى أهواءهم

جاؤوا بِسُمٍّ للأنام زُعافِ

يا خاتَمَ الخلفاءِ لا تَحْفِلْ بهم

واصْدَعْ بأمر اللّه صدعَ مُصَافِ

واصْبِرْ كما صَبَرَ الهُدَاةُ فإنّها

مِحَنٌ يَلِدْن مَنَائِحَ الإِتحاف

فاللّه حسبُك والذين استيقنوا

فتصامَمُوا عن ناعقِ استخفاف

واحْلُمْ على المولى السّعيدِ فإنه

بَرُّ البُنُوَّةِ صادق الإِسعاف

أنت اليزيدُ وإن يقولوا عمُّه

والابنُ قد يَهْفُو وليس بجاف

مثل اليزيدِ هفا فجاء بصارفٍ

في فيه للسّلطان ذا استعطافِ

فَأَنَالَهُ بالحلم واسعَ عطفه

عطفَ الأُبّوَّةِ سابغَ الأعطاف

لا تَيْأسِ الْقُرْبَى حَنَانَكَ بعدما

فاضت سحائبُها على الأطراف

إنّ السّعيدَ مُبَرَّأ لكنّها

أطماعُ قَوْمٍ مُسْنِتِينَ عجافِ

ما هَمُّهم نَصْرٌ له لكنّهم

نَصَروا سَخَائِمَ في النّفوس خوافِ

مَنَّتْهُمُ الأحلامُ أَنْ سَيَنَالُهُمْ

عِزٌّ لأنَّهُمُ ذو سفساف

فاستيْقظوا من نومهم في خَيبةٍ

وندامةٍ ممتدّةِ الآساف

ولهم إذا انكشف الغطا يومَ اللّقا

خِزْيٌ بأنواع المكاره واف

ولك الثّناءُ مخلّداً في هذه

والفتح والنّصر العزيز مُوَافِ

أمّا بتلك فلا تُرَعْ بل دُمْ لَنَا

فلك الهنا بنهاية الأزلافِ

يا من إذا تُلِيَتْ محاسنُ مَدْحِهِ

طَرِب النّهى من كأسها بسُلاف

ومتى يَرُمْ مُثْنٍ عليك بلوغَه

في الأرض قال له المديح أُنَا فِي

دامت حياتُك للقلوب مسرّةً

واللّه جلّ بنصره لك كاف

خُذْها جِناناً في جَنانِ أجلّةٍ

ولها لهيبٌ في قلوبِ سخافِ

قَصُرَتْ نِبالي أن تُناضٍلَ دُونَكُمْ

فَبَرَيْتُ من نَبْع الجدال قَوافِ

ترمي العُدَاةَ بكلّ معنىً مُصْعِقٍ

وبكلّ لفظ مُبْرِقٍ خَطَّافِ

شكراً لأَِنْعُمِكَ التي أَسْبَغْتَهَا

ولوَ انّهُ لِعُلاَك غَيْرُ مُكَافِي

أُهْدِي إليك تحيَّةً عِطْرِيَّةً

تغشى منازلَ آلِ عبدِ مَنَافِ

بعد اختصاص المصطفى بصفّيها

وَتَعُمُّ نَشْراً كلَّ من هو قافِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الرياحي

avatar

إبراهيم الرياحي حساب موثق

تونس

poet-Ibrahim-Riahi@

125

قصيدة

73

متابعين

إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي أبو إسحاق. فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها. له رسائل ...

المزيد عن إبراهيم الرياحي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة