الديوان » تونس » إبراهيم الرياحي » كم رحيق معطر مختوم

عدد الابيات : 25

طباعة

كم رحيقٍ معطّرٍ مختومِ

في كؤوس المنطوق والمفهوم

قد سقاها أبو خُرَيْصٍ مُدَامَا

أَطْرَبَتْهُم بسِرِّها المكتوم

في دروسٍ أنوارُها ساطعاتٌ

في سماء النّهى بِحُسْن فُهوم

طالعُ السّعد قال ذاك محلّي

لا يحيط عن قطبها المعلوم

أحمدٌ جامعُ الجوامع طرّاً

سيّدٌ في الكمال غَيْرُ مروم

عضد الدّين حجّة الله فخر

في سبيل الهدى وبثّ العلوم

أيُّ بَحْرٍ في العلم لم يَجْرِ منه

أيّ طام من رأيه مختوم

ذكرُه المسكُ في الآفاق عبيرٌ

قدرُه دُونَهُ مجاري النّجوم

صِيتُهُ الشّمسُ شهرةً في البرايا

في ثناءٍ كاللّؤلؤ المنظوم

ثم لبّى لما دعاه المنادي

لِقَضاءٍ على الورى محتوم

سكن القبرَ بعد تلك المعالي

يَا لَحِصْنٍ من الهدى مهدوم

إنّ هذا المصابَ خطبٌ جسيم

بَاذِلُ الرّوحِ فيه غير ملوم

غَيْرَ أنَّ المصيرَ للفضل كفٌّ

تغرس الصّبر في الفؤاد الكريم

يا إمامَ الهُدَى عليك سلامٌ

من رؤوفٍ بالعالَمِين رحيم

رحمةً في الحياة كُنْتَ ونوراً

أيّ جَهل من بعدها مركوم

فحقيقٌ قولي متي قلت أرّخ

كسفت بعدها بدور علوم

قاضي المنيّةِ نافذُ الأحكام

عدل القضا حتى على الحُكّام

ما الفضل يمنعه ولو بلغ الفتى

في الفضل مجتهداً أجلَّ مَقَامِ

انظر إلى هذا الإمام وما حوى

كيف انْطَوَى في تربة ورُجام

غرَبت محاسنُه وكانت للورى

سَرْجَ الظّلام وزينةَ الأيّام

ولفقده يبكي القضاء كما بَكَتْ

مُقَلُ الأراملِ بَعْدُ والأيتامِ

للّه يا مختارُ ما قدّمتَه

من صالحٍ ذُخْراً لِنَيْل مَرَامِ

ولك الهناءُ بِطِيبِ ما خلّفتَه

من حُسْنِ ذكرٍ في البريّة نَامِ

فبقبره قِفْ واعتبر مُسْتَنْشِقاً

من نشره روضا كمِسك خِتام

وانشُدْ لدى هذا الضريح مؤرّخا

أَكْرِمْ بمثوى حلّه بسلام

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الرياحي

avatar

إبراهيم الرياحي حساب موثق

تونس

poet-Ibrahim-Riahi@

125

قصيدة

73

متابعين

إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي أبو إسحاق. فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها. له رسائل ...

المزيد عن إبراهيم الرياحي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة