الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » هوى من سماء العز والمجد كوكب

عدد الابيات : 47

طباعة

هَوى مِن سَماءِ العزِّ وَالمجدِ كوكبُ

فَعَزّ عَلَينا أنّه الآن يغربُ

فَقَد كانَ في العَلياءِ أَضوأَ كَوكب

بِأَرجائِها إِذ كانَ لَم يبدُ غيهبُ

وَقَد كانَ شَمساً لِلوِزارةِ وَالعُلى

تَحلّ ثريّا المَجدِ وَالسعدَ تَصحَبُ

وَزيرٌ عَظيمُ الشّأنِ وَالقدرِ وَالذّرى

وَجيه عَديم المثلِ شًهم مرجَّبُ

مَهيبٌ جَميل البشرِ في حُسنِ سُؤدد

أَريبٌ أَديبٌ في الكِرامِ مُهذّبُ

شُجاعٌ تَخافُ الأسدُ سَطوَةَ بَأسِهِ

وَمِن مَحضِ ذِكراه تُولّي وَتَهربُ

فَلَو قامَتِ الحَرب العوانُ لَدى الوَغى

عَلى ساقِها فَهوَ الهِزَبرُ المجرّبُ

وَكَم خَفَقت بِالنّصرِ راياتُهُ ضحى

وِبالفَتحِ عادَت حيثُما الفتح مطلبُ

حَليم فَما قَد شيمَ في الدّهرِ غاضباً

وَلَكِنّه للَّه قَد كانَ يَغضَبُ

لَهُ الحِلمُ طَبعٌ وَالمَكارِمُ دَيدنٌ

دَواماً لَه حُسن الخَلائقِ مذهبُ

رَعى الذّئبَ وَالأَغنامَ إِذ كانَ والياً

فَكانَ مَعَ الأَغنامِ يلهو وَيَلعبُ

وَقَد مَدَّ بِالمَعروفِ في النَّاسِ عَدلَهُ

وَوالٍ يمدّ العَدلَ والٍ محبَّبُ

وَقَد مَدَّ في هَذي البِلادِ أَمانَهُ

فَلَم يَخشَ شَيئاً من يَجيء وَيَذهبُ

حَميدُ فِعالٍ في جَميلِ خَصائلٍ

بِأَذفر مِسك الشّكر كانَت تطيَّبُ

شفوقُ فُؤادٍ في غَزارَةِ رَأفَةٍ

بِها غَدَتِ الأَمثالُ في النّاسِ تضربُ

وَذاكَ سُلَيمانُ السّليمُ طَويّةً

عَلى النيّة البَيضاءِ لِلنّاسِ يَدأَبُ

وَمن إِرْبُه للنّاسِ في الدّهرِ راحَةٌ

وَلَيسَ لَهُ في غَيرِها الدّهرَ مأربُ

دَعاهُ إِلى دارِ النّعيمِ إِلههُ

فَسارَ يُجِدُّ السّيرَ مِن حَيثُ يُطلبُ

وَلَبّى عَلى حبِّ اللّقاءِ لِرَبّهِ

وَحبّ لِقاءِ اللَّه للفَوزِ مُوجبُ

وَحَلَّ بِهِ داعي المنونِ بِسُرعَةٍ

وَحَلَّ بِنا ما قَد يسوءُ ويكربُ

وَصِرنا مِنَ الأَحزانِ مَع لَوعَةِ الحَشا

عَلى أسَفٍ فيها الكفوفَ نُقلِّبُ

فَسيلي دُموعَ العَينِ مِن كلِّ مُقلَةٍ

عَلى مِثلِهِ تَجري الدُّموعُ وتسكبُ

وَصَبراً وَتَسليماً لِما اللَّه قَد قَضى

فَإِنّ لَنا التّسليم وَالصّبر أَصوَبُ

وَهَل مَوتهُ أَمرٌ يُحالُ وُقوعهُ

وَآباؤُنا ماتوا وَفي اللّحدِ غُيِّبوا

وَإنّا وُلِدنا لِلمَماتِ وَلِلفَنا

وَأَعمارُنا مِنّا تهدُّ وتخربُ

وَلَيسَ خُلودُ الخَلقِ في الدّهرِ واقِعاً

فَلَو كانَ ما ماتَ النبيّ المُطيَّبُ

وَإِنَّ البقا للَّهِ جَلَّ جَلالهُ

وَلَيسَ لِذي نَفسٍ مِنَ المَوتِ مَهرَبُ

عَلى أَنّ هَذا الشّهمَ حيٌّ وَلَم يَمُت

لِأَمرَينِ كلّ مِنهُما لا يكذّبُ

سَمِعت ثَناءَ النّاسِ مِن كُلِّ ملّةٍ

عَلَيهِ بِما يُرضي المحبّ ويُطرِبُ

وَأَبقى لَنا بَدراً يُضيءُ مُشَعشِعاً

وَيَبدو عَلى العَلياءِ لا شَيءَ يحجبُ

وَذَلِكَ صِنوُ العزِّ وَالجاهِ شبلهُ

هِزَبرُ الشّرى المِقدامُ مَن لَيسَ يهربُ

أَبو المَجدِ عبد اللَّه عِزّ بَني العُلى

وَمَن فيهِ ذَيلُ الفَخرِ في الدَّهرِ يُسحَبُ

أَبو الحلمِ وَالمَعروفِ وَالرّفقِ رأفةً

وَحبّ صَلاحِ النّاسِ إِذ فيهِ يرغبُ

خَدين الحِجى وَالرّأيِ وَالفَهم وَالذّكا

إِلى فِكرِهِ يَسعى الغويص ويُجْلَبُ

أَخو الجودِ وَالإِحسانِ لا يَسأَم العَطا

وَلَو زادَ بَل يَحلو لَديهِ وَيعذبُ

وَإِنّا لَنَرجو اللَّهَ وَاللَّهُ مُنعِمٌ

يَمنُّ بِما نَرجوهُ مِنهُ وَنَطلبُ

فَيَجعَلُهُ في ذي البلادِ وَزيرَها

وَحكمٌ لَه فيها يَدومُ وَمَنصِبُ

وَيَحبوهُ فيها دَولةً أَيَّ دَولَةٍ

بِمَوكِبِ عِزٍّ لا يُضاهيهِ مَوكِبُ

وَيَجعلُ فيها بابَهُ غَيرَ مُغلَقٍ

وَيَجعَلُهُ المفتوح ما بانَ كَوكَبُ

فَيا أَيّها الشّهمُ الّذي قَلَّ مثلهُ

عَلَيكَ بِحُسنِ الصّبرِ فَالصّبر أَنسَبُ

فَمَنْ ذا الّذي يَبقى مِنَ الخلقِ وَالوَرى

وَعَن عِلمِكَ السّامي فَما ذاكَ يَعزُبُ

أُعَزّيكَ فيهِ إِنَّ تَعزِيَةً بهِ

كَما ذَكروا مِن سُنَّةِ الدّينِ تُندبُ

وَفي خَيرِ خَلقِ اللَّهِ لِلنّاسِ أُسوةٌ

وَفيهِ مُصاب النّاسِ أَعلى وَأَصعبُ

وَدُم في أَمانِ اللَّه بِالعِزِّ وَالهَنا

وَلا زِلتَ في نعمائِهِ تَتَقلَّبُ

وَتَحيا سَعيداً في الأَنامِ وَصيتكم

بِمِسكِ الثّنا وَالشكر مِنهُم يُطيَّبُ

مَدى الدّهر ما هَبَّت نَسيم مِنَ الصّبا

وَما كوكَبٌ يَبدو وَآخرُ يَغربُ

وَما مِنبَرُ الأَغصانِ قَد قامَ فَوقَهُ

حَمامٌ بِحُسنِ السّجعِ يَشدو ويخطبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

84

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة