الديوان » مصر » صالح مجدي بك » أسير تيهيك صب دمعه جاري

عدد الابيات : 38

طباعة

أَسيرُ تيهيكَ صبٌّ دَمعُه جاري

هَل ملتَ للهجر لَما نمَّ بي جاري

ناشدتك الودّ لا تركن إِلَيه فَما

وَجدي سِوى وجد مَشغوفٍ بِأَقمار

أَطلقت قَلبي بِميدان الهَوى فَجري

كرهاً وَما دبّ بي إلا على النار

لا كان نَأي لميل أَو لفرط قلىً

نَعوذ بالودّ مِن ميل لأغيار

حَسبي لَدى ناعس الأَجفان ما فَعلت

زوراً لواحظُه في قَلب صبار

لولا معاهدتي للدمع ما علمت

مني الوشاة عَلى سُقمي بِأَسراري

يا لَيتَني مِلتُ مُذ زاغَت عَقيدتُه

عَنهُ وَفهمي اِنتَهى عَن دين أَوزار

ما حيلَتي بيته قَلبي وَلا أَحد

رَثى لِوَجدي وَما يَجري بِأَفكاري

ما بالُها دَمعتي تَجري وَها جلدي

وَهَى وَقَد تاه في الأَدواء زوّاري

حلفت ما رق قَبل الآن لي كَبدٌ

في الحُب للوالِهِ الآتي بِأَعذار

ما نالَني من مَلامي غَير مُشكلة

وَقعت مِن أَمرِها في لَيل أَوعار

دَعني فَما نشوَتي إِلّا بِهِ أَبَداً

كَم دَلّ مِن وَلَهِ الأَحشا بِمُختار

إِن كانَ دائي يَشفى بِالوِصال فَصِل

عَسى بِهِ رَمَقي يَبقى وَتِذكاري

ما أَبتَغي ردَّ نَفسي عَن غِوايتها

بِأَهيفٍ قُربُه نُورٌ لأبصاري

نعم لَقَد قامَ لي في الحُب ذو عَذل

تَبيت مِن غَدره رُوحي بِأخطار

ما أَشتكي دهم أَيامي لِغَير فَتىً

وَلَّيتُهُ صدقَ أَحوالي وَأَطواري

عَبد إِلى بارئ الناس الحَليم وَمن

أَغنى وَأَقنى بِتَقدير وَأَقدار

شِراع مَجد فَريد في عَشيرته

فَتىً لَهُ هِمَمٌ شاعَت بِأمصار

رَقيت يا أَكرَم الأَبناء شَأوَ أَبٍ

دَعا العِدا أَمنه للروع وَالعار

شَربت مِن يَمّ عرفانٍ أَزلتَ بِهِ

هُموم أَهوال جهّال وَأَشرار

رجمت بِالزجر حزب الجَهل فَاِنصَدعوا

وَأَصبَح الظُلم في ذل وَأَكدار

فَما وَهَت همة الإِنصاف في زَمَن

حَبوتَنا لحظةً فيهِ بِأَنظار

تَاللَه ما وَاحد الدُنيا سِوى رَجُلٍ

صَبت إِلى أنسه أَلبابُ أَخيار

بَنيت للبر في شَبراكَ بَيتَ قِرىً

نَوال أَقلامه يَجري كَأَنهار

هُنِّئتَ يا ناشر الإِحسان في بَلَد

ما أَنتَ فيهِ سِوى خَير لإِبرار

مَنحتنا وَابِلاً مِن راحة خُلقَت

صَديقةً أَينما حلَّت لمدرار

مَهَّدت بِالرشد أَركان العلوم لَنا

رَغبت في عتق مَملوك وَأَحرار

صرفت بِالعدل عَنا جَور من غدروا

وَسالموا مَعشَراً جادوا بِدينار

رَمَيتهم لَيسَ مِن شَكٍّ بداهية

عَموا بِها تُرِكوا في سجن جبار

وَمات مِن وَهمِهِ في الحال أَكثرُهم

زَوالُهم وَفناهم عجَّل الباري

زعيمهم ما دَرى أَن الظلوم لَهُ

همّ محيط بِهِ يَأتي بِمقدار

أَما تَرى هامةَ المَعروف قَد رفعت

إِلى السُهى أَمس إقبال وَإدبار

دامَت لَنا وَعلت أَسوار مَعرفة

وَرقاؤها باكرتنا فَوق أَشجار

عَزيزة سجعت تومي لأوحدنا

حليمٍ السَيف مَولانا بِأَزهار

لَهُ أَمانيه لا تنفك طائعة

مَدى المَدى ما تَوالى نَشر أَخبار

إِني وَإِن أَلفت نَفسي القَريض فَما

أَبغي مِن الأجر إلا قربَ أَشعاري

ها بكري أَمهِرْ بِأَنواع القبول عَسى

هِلال جاه الثَنا يَسمو بِأَنوار

أَبشر فَقَد أَنشدت مَصرٌ مؤرخةً

الحلم في أَهل بَيت الأَمر أَنصاري

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح مجدي بك

avatar

صالح مجدي بك حساب موثق

مصر

poet-Salah-Magdy@

698

قصيدة

1

الاقتباسات

338

متابعين

محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد ...

المزيد عن صالح مجدي بك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة